خاص - في مشهد غريب لا يعكس طعم النصر، أقام النائب أندريه العزوني احتفالاً أمام منزله في الجبيهة بمناسبة فوزه بمقعد في مجلس النواب المقبل، لكن الحفل كان باهتاً إلى حدٍ كبير، أشبه باحتفالٍ بفوز لم يذق طعمه، لدرجة ظهور العزوني بـ"شورت أصفر" بمعى آخر أنه نصر "فوق الركبة"، ليبدو وكأنه يحتفل بشيء أقل من عادي، وكأن النصر الذي حققه لم يكن هو ما انتظره طوال المعركة.
ورغم فوزه بمقعد نيابي، يدرك العزوني جيداً أنه خسر المعركة الحقيقية، فاز بمقعد لكنه فقد الكثير في الطريق، كما أنه يعلم أكثر من غيره أن ما تكبده من خسائر يتجاوز بكثير هذا الفوز الضئيل الذي بالكاد أنقذه من السقوط.
أول هذه الخسائر كانت خسارته للرقم "2"، الذي كان رمزًا لقوته كنائب يلقب بـ"بلدوزر عمان"، لكن هذا الرقم المهيب تبدد، وتحول العزوني إلى الرقم 50، وهو رقم عادي جدًا لا يليق بسمعته السابقة ولا قوته السياسية، كما أنه لم يعد ذلك "الحوت" المخيف الذي كان يرعب المنافسين في عمان، بل تجاوزته الأرقام ونواب آخرون تفوقوا عليه بأصوات ضخمة.
الخسارة الأشد قسوة كانت أمام المرشح صالح العرموطي، الذي اجتاح واكتسح الساحة الانتخابية وحقق أعلى رقم على مستوى المملكة ب ـ30 ألف صوت، ليتفوق عليه بفارق هائل، مما جعل العزوني يبدو كأنه مرشح عادي وسط سباق سياسي قاسٍ، بعيدا عن القوة والهيبة التي كانت تميزه بين أنصاره.
ولكن الضربة التي لم تكن في الحسبان جاءت من قائمته "نمو"، فبالرغم من الدعاية الضخمة والحشد الجماهيري الكبير، لم ينجُ من القائمة سوى العزوني نفسه، بينما سقط جميع زملائه أصحاب الأسماء الامعة والأصوات القوية التي انهارت تحت ثقل النتائج، بما في ذلك النائب السابق ميادة شريم، التي كانت واثقة بالفوز عبر الكوتا بعد وعود العزوني ودعمه لها، لكنها خسرت هي الأخرى أمام طوفان جبهة العمل الإسلامي التي اجتاحت الانتخابات هذا العام.
وفي النهاية، وبينما جلس العزوني يحتفل أمام منزله، كان يعلم في أعماق نفسه أن هذا الاحتفال لم يكن حقاً بطعم النصر، فاز بالمقعد، لكنه خسر المعركة، وخسر معه كثيراً من قوته وتأثيره السياسي الذي لطالما عرف به.