أخبار البلد -
اخبار البلد_ماهر ابو طير_ غطيت
كصحفي عدة قمم عربية وإسلامية، ولا يلام العرب إذ يشعرون بإحباط شديد قبيل
أي قمة لأن القمم لا تقدم شيئا ولأن في كواليسها الكثير من الحكايات التي
لا تروى، ويقولون إن كل مؤسسة جامعة الدول العربية فاشلة ومحنطة واكرامها
يكون بحرقها وذر رمادها في الهواء.
في
كل قمة عربية يتم الإعلان عن البيان الختامي لتلك القمة ثم ما يسمى اعلان
القمة الذي تتم تسميته باسم العاصمة التي تعقد فيها القمة، وفي اول قمة
سافرت لتغطيتها ظننت مثل غيري ان هناك انفراداً سيكون في الحصول على سبق
صحفي بنشر مقررات القمة والبيان الختامي واعلان القمة، لكن سرعان ما تبين
ان النص ذاته من القمة التي سبقته وربما يتم تعديل سطر او سطرين من باب
التمويه!
على سبيل المثال
فإن البيان الختامي لقمة دمشق، قمة الرياض، قمة الدوحة، قمة سرت الليبية،
هو ذات النص، نفس المطالبات: تحقيق السلام، دعم الشعب الفلسطيني، مؤازرة
الشعب العراقي، والذي يعود للنصوص يكتشف ان العرب لا يغيرون حتى في النصوص
اللغوية، وفي قمة مثل بغداد يضاف سطر حول سورية لا أكثر ولا أقل فيما
مطابقة كل نصوص القمم العربية تكشف انها منسوخة حرفيا عن بعضها.
الذي
يحسب كلف القمم العربية وآخرها قمة بغداد التي تكلفت بمأكلها ومشربها
وخدماتها الفندقية واستئجار السيارات ورواتب المشرفين والمدنيين والعسكريين
وغير ذلك ما يزيد على مائة وخمسين مليون دولار، والذي يحسب كلف القمم التي
سبقتها والتي ستليها يكتشف ان مليارات تم هدرها من اجل صورة الرؤوس
المتدحرجة معا في حين ان قرارا عربيا بتخصيص خمسمائة مليون دولار للقدس لم
ينفذ منذ سنوات لأن العرب فقراء ولا مال معهم فيما نموذج لمطرب عربي هو
عبدالله بلخير يصُوت بمليون دولار من اجل المطربة المصرية «كارمن» في «عرب
ايدول» وهذا دليل على مدى السفاهة التي باتت تعشش بيننا.
في
كل قمة عربية: قصور محجوزة، فنادق خمسة نجوم، سيارات جديدة، استعراضات
امنية، واجتماعات متواصلة، عرق على وجوه الزعماء والوزراء من اجل فقرة،
وخلاف على زيادتها او شطبها، ثم استقبالات بروتوكولية، ووداع في المطار، ثم
ينفض السامر بكثير من الاوراق المطبوعة وفلسطين ما زالت جريحة ودول عربية
تتساقط من حولنا وحوالينا، ولأن بعض زعماء العرب باتوا يخجلون من هذه
اللعبة السمجة فإنهم باتوا يعتذرون عن كل القمم فلا نراهم في اي قمة عربية
لأنهم يعرفون أنهم يشاركون بمسخرة قومية.
ذات
قمة عربية خرج زعيم عربي معروف ومعه غالبية بطانته من الاجتماع الرئيس,
فتوتر الصحفيون وظنوا أنه انسحب أو أن امرا طارئا في دنيا العرب قد حدث مثل
اعلان الجهاد المقدس او الحرب على أي بلد، لكنك تكتشف لاحقا ان مدلكة
الزعيم السويدية وصلت من بلدها الى حيث مقر إقامته في القمة، حيث أن ظهر
الرئيس يؤلمه منذ ايام وقد اشتد به الوجع والشوق واللوعة للحصول على حنان
مدلكته الخاصة!!
مساكين هم
العرب وُمغرر به الصحفي في حالات كثيرة اذ يظن ان في الأمر طارئا جللا لكنه
يكتشف لاحقا ان كل القصة تتعلق بظهر الرئيس شافاه الله وعافاه ولا يسأل
بعضنا عن سر سيلان العرق على وجوه الزعماء الذين ما وزعوا أموال القمم على
شعوبهم ولا حرروا فلسطين ولا ألغوا تأشيرة بين بلد عربي وآخر ولم يكتفوا
بذلك بل جلبوا غلمانهم في مرات وحريمهم في مرات أخرى الى عقر اجتماع العرب
لمناقشة آخر المستجدات من تحرير فلسطين الى نصرة مسلمي الفلبين!
ثم يسألونك عن سر مشية الرئيس كـ»الديك المزهو» مع أنه ما حارب يوما فيما الجواب عند جاريته الرومية القادمة عبر البحار!!