قالت أوكرانيا إنها نفذت هجوما بطائرات مسيرة على مهبط طائرات عسكري في منطقة ليبيتسك بغرب روسيا.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في كييف، اليوم الجمعة، عبر تطبيق تليغرام، إن القصف طال منشأة بالمطار يتم فيها تخزين القنابل الانزلاقية التي تستخدمها روسيا لاستهداف القوات والمدن الأوكرانية.
وبهذا الهجوم اللافت توسع أوكرانيا بذلك نطاق هجماتها على الأراضي الروسية لليوم الرابع على التوالي، في ما اعتبر سابقة في تاريخ روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، تتعرض فيها أراضيها لاختراق بهذا الشكل من قوات أجنبية.
وتظهر صورة رسمها خبراء عسكريون عن هذا التوغل تقدما سريعا للقوات الأوكرانية، بينما في أجزاء أخرى من الجبهة تحول النزاع إلى حرب استنزاف منذ نهاية عام 2022، مع تقدم بطيء ودموي.
وقال معهد دراسات الحرب للأبحاث ومقره في الولايات المتحدة إن القوات الأوكرانية توغلت مسافة 35 كيلومترا داخل الأراضي الروسية.
وقال حاكم ليبيتسك، إيجور أرتامونوف، على قناته عبر تطبيق تليغرام إن تم إعلان حالة الطوارئ، وإن تسعة أشخاص أصيبوا وتم وقف وسائل النقل العام في المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 500 ألف نسمة، وتقع بين موسكو والحدود الروسية مع أوكرانيا.
واستمر القتال ليوم رابع في منطقة كورسك الروسية المجاورة عقب التوغل المفاجئ من جانب ما يصل إلى ألف جندي أوكرانيا مدعومين بالدبابات وغيرها من المركبات العسكرية.
وزارة الدفاع الروسية ترد
وفي موسكو قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إنها استخدمت الضربات الجوية والقصف لوقف القوات الأوكرانية من "التقدم أكثر” في أراضيها. وذكرت بأن دفاعات الجو الروسية أسقطت ليلا 75 مسيرة أوكرانية فوق سبع مناطق لا سيما 26 فوق بيلغورود و19 فوق ليبيتسك.
وأضافت الوزارة "من جانب آخر، تم تدمير سبع مسيرات بحرية كانت متوجهة نحو شبه جزيرة القرم” في البحر الأسود.
وأعلنت أن قواتها مازالت تتصدى إلى تقدم قوات أوكرانية في منطقة كورسك، وقد أعلنت حالة طوارئ وطنية.
وهناك بالفعل حالة طوارئ قائمة، ولكن إعلان حالة طوارئ وطنية يعكس مستوى محدثا من التهديد.
وأفاد الجيش الروسي بأنه جرى صد المحاولات الأوكرانية للتقدم في عمق منطقة كورسك بالطائرات والمدفعية.
وقال إن القوات الأوكرانية خسرت ما يصل إلى 945 جنديا و102 قطعة من المعدات المدرعة، بما في ذلك 12 دبابة، منذ بداية الهجوم الأوكراني يوم الثلاثاء الماضي.
وأشارت الوزارة إلى وجود قتال في العديد من الأماكن بمنطقة كورسك بما في ذلك الجزء الغربي من مدينة سودجا. وقال الجيش الروسي إنه خلال 24 ساعة فقط خسرت القوات المسلحة الأوكرانية 280 جنديا و27 وحدة معدات.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه المعلومات. ولم تعلق كييف بعد على تفاصيل هذا الهجوم.
وإذا كان تقدم القوات الأوكرانية غير واضح، فإن العملية شكلت نكسة غير متوقعة للكرملين الذي كان يمسك حتى الآن بزمام المبادرة ويحرز تقدما ميدانيا في شرق أوكرانيا في مواجهة قوات كييف الأقل عددا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتيتى وصف التوغل الأوكراني بأنه استفزاز.
من حهتهه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مساء الخميس "روسيا جلبت الحرب إلى بلادنا ويجب أن تشعر بآثارها” من دون أن يذكر مباشرة هذا التوغل.
وأضاف أيضا "يمكن للجميع ان يروا أن الجيش الأوكراني يعرف كيف يباغت وكيف يحصل على نتائج” بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.
يلزم القادة الأوكرانيون في الوقت الراهن الصمت حيال حجم وأهداف العملية.
دعم "قوي” من واشنطن
وجدّدت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لكييف، التأكيد الخميس أنها "تدعم بقوة جهود أوكرانيا للدفاع عن نفسها في وجه العدوان الروسي” من دون أن تعلق على الوضع بالتفصيل.
وكانت واشنطن أعلنت الخميس انها استوضحت السلطات الأوكرانية لفهم "أهداف” هذا التوغل غير المسبوق من حيث الحجم.
وأمس الخميس أكد مستشار زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك أن هذا الهجوم هو نتيجة "العدوان” الروسي على أوكرانيا لكن بدون أن ينسبه صراحة إلى قوات كييف.
عشية ذلك، اعتبر بودولياك عبر التلفزيون الأوكراني أنه للحصول على شيء من روسيا "على طاولة المفاوضات” يجب ألا يتبع النزاع "السيناريو” الذي وضعه الروس.
في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) التي لا تزال مركز القتال وحيث يتقدم جيش الكرملين ببطء، قتل أربعة مدنيين على الأقل في ضربات روسية، كما أفاد الحاكم الأوكراني فاديم فيلاشكين الجمعة.
بحسب الحاكم، فان موسكو ضربت 14 بلدة في منطقة دونيتسك خلال الساعات الـ24 الماضية وتم إجلاء 617 شخصا، من بينهم 253 طفلا.
وأضاف الجمعة ان الضربة الروسية على سوبرماكت في مدينة كوستيانتينيفكا في شرق اوكرانيا اوقعت قتيلين على الاقل و17 جريحا بحسب حصيلة جديدة. واشار الى ان عمليات الانقاذ "مستمرة”.
من جهتها طلبت الشرطة الأوكرانية الجمعة إجلاء "نحو 20 ألف” شخص من منطقة سومي الواقعة في شمال أوكرانيا على الحدود مع كورسك الروسية. وقالت الشرطة على تلغرام إن عمليات الإجلاء هذه ضرورية لتجنيب المدنيين "نيران العدو”، مؤكدة مشاركة أجهزة الطوارئ فيها.