خاص- عمان، تلك المدينة التي تبدو أحيانًا وكأنها قررت بشكل غير رسمي أن تصبح أكبر موقف سيارات في العالم من وسط المدينة إلى أطرافها تجد الشوارع مكتظة بالسيارات، والمواقف ممتلئة، بينما يقف الناس في طوابير طويلة أشبه بطوابير السينما، ولكن بدون متعة الفيلم في ظل هذا المشهد الفوضوي، تقف دائرة السير حائرة، تقلب في دفاترها القديمة بحثًا عن حلول سحرية، فتخرج لنا بفكرة "الترخيص المتنقل".
لكن دعونا نكن صادقين، هذه الفكرة تبدو وكأنها جيدة من الخارج، ولكن النتيجة النهائية لا تختلف كثيرًا عن سابقاتها فنحن لسنا بحاجة إلى ترخيص متنقل، بل إلى حلول جذرية تستطيع فعلاً تخفيف هذا العبء الذي يثقل كاهل المدينة وأعصاب سكانها.
لماذا لا نستثمر في نظام نقل عام حديث وفعّال؟ مترو أنفاق أو حافلات كهربائية؟! تلك الوسائل التي تجعل السفر داخل المدينة أشبه برحلة سياحية، بدلاً من تلك التجربة الشبيهة ببرنامج "نجاة من الزحام" لكن يبدو أن دائرة السير قد وجدت الحل الأسهل: دع المواطنين يواجهون مصيرهم مع سياراتهم، وليكن الله في عونهم.
توسيع الطرق أو بناء الجسور والأنفاق قد يبدو حلًا تقليديًا، لكنه فعال بدلاً من التفكير في كيف يمكننا ترخيص المزيد من السيارات، لنجعل الطرق نفسها قادرة على استيعاب هذه الأعداد الهائلة، لماذا لا نستثمر في بناء مواقف ذكية متعددة الطوابق؟ بدلاً من ترك السيارات تصطف في كل زاوية وزقاق، يمكننا توفير أماكن منظمة وفعالة لتخفيف الاكتظاظ في الشوارع.
في النهاية، يجب أن ندرك أن اكتظاظ السير في عمان ليس مجرد مشكلة عابرة يمكن حلها بترخيص متنقل، بل هو تحدٍ كبير يتطلب تفكيرًا إبداعيًا وحلولًا واقعية، بدلاً من مشهد الفوضى والإحباط الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ربما، فقط ربما، سنتمكن يومًا ما من القيادة في شوارع عمان دون أن نشعر وكأننا في مغامرة بحث عن كنز في متاهة لا نهاية لها.