خاص- مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تبدأ الكتل السياسية في استعراض عضلاتها ومحاولة جذب اهتمام الناخبين بكل وسيلة ممكنة، وبينما تعتبر الحملات الانتخابية عادة فرصة لتسليط الضوء على البرامج والسياسات، يبدو أن بعض الكتل قد قررت اتباع نهج مختلف، وهو استثمار الأحداث السياسية المحلية والدولية لتحقيق مكاسب شعبية.
أثارت قائمة "نمو" بزعامة النائب أندريه حواري العزوني جدلاً واسعًا واستغرابًا أكبر حين أعلنت عن فتح باب التهاني بمناسبة "استشهاد" القائد الفلسطيني إسماعيل هنية، الحركة التي يمكن وصفها بأنها مثيرة للاستغراب، تكشف عن مدى استعداد بعض السياسيين لاستغلال أي فرصة لتوسيع قاعدتهم الشعبية، حتى لو كان ذلك على حساب التلاعب بمشاعر الجماهير.
قرار أندريه العزوني باستقبال التهاني بقاعته في النزهة باسم إسماعيل هنية لا يمكن تفسيره إلا كمحاولة بائسة لجذب تأييد القواعد الشعبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، فمن الواضح أن العزوني يراهن على أن ارتباطه الظاهري بقضايا النضال سيزيد من شعبيته، خاصة في المناطق التي يسيطر فيها الإسلاميون على القواعد الشعبية.
ولكن في ظل هذا الاستعراض الانتخابي، يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى اسمه أندريه العزوني، أو سيصبح "أندريه هنية" كما قد يُطلق عليه لاحقًا، وربما في الانتخابات القادمة، سيضع الناخبون اسم إسماعيل هنية في بطاقات الاقتراع بدلا من العزوني.
يبدو أن العزوني، ومن على شاكلته من السياسيين، قد نسيوا أن دماء الشهداء ليست سلعة للتداول في بورصة الانتخابات وإن استخدام قضية بحجم القضية الفلسطينية بهذا الشكل يشكل إهانة لكل مناضل ضحى بحياته من أجل قضيته.
ربما يكون من الأفضل للعزوني أن يركز جهوده على تقديم برامج انتخابية حقيقية تمس حاجات المواطنين وتلامس واقعهم بدلاً من الانغماس في محاولات شعبوية أو أنها تقليد غير مدروس لبلدوزر عمان خليل عطية الذي كان يتعامل مع القضية الفلسطينية ليس كشعار بل برنامج ونهج يومي فعندما كان يرفع صورة العلم الإسرائيلي المحروق فإنما يدل على حقيقة الممارسة والسلوك الذي كان يؤمن به ويدافع عنه في كل المنابر ومع ذلك نقول كل الرحمة لشهيد الأمة المناضل اسماعيل هنية مع تمنياتنا بالتوفيق للمناضل أندريه عزوني في معركة البرلمان التي يتقنها بمهارة وذكاء.