محمد نبيل
أعلن الشاب حسن العجارمة مرشح مقعد الشباب ضمن حزب ارادة في منشور كتبه على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، استقالته من حزب ارادة والانسحاب من الترشح لسباق الانتخابات ضمن قائمة الحزب، رغم تبليغه بحصوله على مقعد متقدم ضمن القائمة الحزبية الوطنية، شريطة دفع قيمة المبالغ المطلوبة التي وصفها بأنها تتجاوز قدرات معظم الشباب الأردني بحسب ما قاله في منشوره.
الشاب العجارمة رفض بشكل قاطع دفع هذه المبالغ كونها لا تندرج أبداً تحت بند "التبرّع" كما يدعي البعض، مؤكداً على أن إختياره لهذا المقعد لا يعني بأي شكل من الأشكال بأنه مفضل عن بقية زملائه المرشحين الذين يفخر بهم جميعاً، مشيراً الى أنه يعلم يقيناً أن البعض سيسعى ويحاول فرض شاب على القائمة الحزبية معروف بأنه لا يملك الملاءة المالية الكافية لتلبية المتطلبات المادية الكبيرة، لدحض وإزالة الشكوك حول المنشور الذي نشره.
وأشار في منشوره الى أن خطوته هذه جاءت بعد عدم إيمانه بآلية إنتقاء المرشحين على مقعد الشباب ضمن القائمة الحزبية، والتي لا تعكس توجهات جلالة الملك، وبسبب إعتماد المعيار المادي بشكل مطلق وعدم إعتماد معيار الكفاءة ومعيار القدرة على حشد الأصوات على مقعد الشباب، مبيناً أن من لا يحسب حساب الجيل الجديد لا يستطيع التخطيط للمستقبل بشكل سليم، بل ولا يعرف ماذا يعني المستقبل وهذا ما قاله جلالة الملك.
منشور الشاب العجارمة الخطير، "كركب" وأحرج حزب ارادة، مما دفع أمينه العام الى الرد على ما جاء بالمنشور بشكل غير مباشر بعد ساعات قليلة، بدلاً من المواجهة والتبرير بحجج منطقية واقعية، لكنه رد بطريقة غريبة تؤكد ما قاله العجارمة في منشوره، واضعا نفسه بصورة المتناقض الذي يناقض كلامه نفسه.
البطاينة ورغم أنه رجل مسيس وحزبي، لم يستطع اختيار المصطلحات المناسبة للتبرير بدقة حول قصة العجارمة، فوقع بالفخ مرة أخرى، وأكد بأن الذين سيتصدرون القائمة هم من سيتحملون الأعباء المالية وليس الحزب، مما يشكل تناقض واضح لما قاله عن النزاهة والشفافية وأعلى معايير الحوكمة، واضعا نفسه والحزب باحراج كبير أمام الشارع الحزبي والسياسي في الأردن، وواضعاً علامات استفهام كبيرة حول الطريقة والآلية التي يتبعها الحزب في اختيار مرشحيه وخاصةً الشباب منهم.