خاص- الناطق باسم وزارة الخارجية السفير سفيان القضاة يكاد يكون من الناطقين "السايلنت"، فهو لا يعمل لا بالرنين ولا حتى بالاهتزاز، فالرجل خارج التغطية ولا يمكن الاتصال به أبداً، فعلى مدار أسبوع كامل تقريبًا ونحن نحاول الاتصال بسعادته لكنه على طريقة الأغنية التي تقول: "مبردش"، وحتى إذا تكرم بالرد فهو لا يقدم أي معلومة مطلقًا، مستخدمًا أساليب لا نريد أن نوصفها سوى أنها تقليل من الاحترام وأشياء أخرى.
ولكن هذا غير مهم بالنسبة لنا، فالمهم هو أن نحصل على إجابة حول حادثة وفيات الحجاج الأردنيين في السعودية وأعدادهم، وفيما إذا تجاوز العدد حد الـ 99 أم أن الرقم تناقص، باعتبار أن سعادته قد يجد أحياء بين الأموات بعد حديثه عن المعجزات الخارقة والدور السوبر مان للخارجية الأردنية التي استلمت الملف "ويا ليتها لم تتسلمه".
الناطق القضاة الذي كان يتصدر المشهد ويعتلي المنابر والمايكروفونات مقدماً سردية بطولية عن الخارجية، ولكنه وللأسف أصبح له ميزة آخر ظهور كالواتساب، فهو لم يخرج منذ 23 حزيران للرأي العام ولا حتى للإعلام للحديث عن مستجدات وتداعيات حالات وفيات الحجاج غير النظاميين وأعدادهم وطريقة دفنهم وتصاريح الدفن، وعن المفقودين وأعدادهم وفيما إذا تم العثور عليهم أو تم إعادتهم ووضع الحالات الحرجة في المستشفيات وإذا ما تم شفاؤهم ونقلهم إلى الأردن.،كل هذا غير مهم بالنسبة للناطق الذي سجل كل ملاحظاتنا ثم غاب ولم يظهر أبداً ولم يرد على كل ما طرحناه عليه ويبدو أن الموضوع "ما بستاهل" وغير مثير ويفتح جروح، والناطق السفير لا يعلم أهمية ذلك لأنه يعيش في عالم آخر ولا يستطيع مغادرته.
معاهدين الجميع بأننا سنبقى وراء هذا الملف حتى النهاية لمعرفة مصير أولئك الذين تخلت عنهم الخارجية وطوت ملفهم وصفحتهم على طريقة أن الأردني يملك ذاكرة السمكة فهو ينسى لوحده، وهذا هو ما يمارسه سعادة سفيرنا الناطق "السايلنت" الذي لا يؤمن بالاهتزاز ولا حتى بالرجيج على طريقة "لا تندهي ما في حدا".