علق محللان مصريان على ما نشره الإعلام الإسرائيلي عن سعى تل أبيب لإقناع القاهرة بتشييد جدار حدودي بينها وبين قطاع غزة.
أكد أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي المصري حامد فارس في تصريحات لـRT أن هناك مزاعم وأكاذيب إسرائيلية متزايدة وجديدة تجاه الدولة المصرية من أنها تريد أن تقوم بنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي بجوار معبر كرم أبو سالم وأيضا السعي وبكل قوة إلى إقامة جدار عازل بين قطاع غزة وسيناء المصرية.
وأضاف الخبير المصري أن هذا هو ما ترفضه القاهرة رفضا باتا خاصة أن الموقف المصري منذ البداية أكد على ثوابت مصر لدعم القضية الفلسطينية وبأنه يرفض رفضا قاطعا التعامل مع إسرائيل في إدارة معبر رفح خاصة أن هناك ضغوط أمريكية لأن يكون هناك تنسيق مصري إسرائيلي لإدارة معبر رفح لانفاذ وتمرير المساعدات ولكن الدولة المصرية قالت إنها لن تتعامل مع الجانب الإسرائيلي من ناحية الجانب الفلسطيني للمعبر، منوها أن هذا يعد دليلا قاطعا على ثبات الموقف المصري منذ البداية.
وأردف: "هذه الأكاذيب ردت عليها مصر ردا حاسما وحازما وأكدت مرارا وتكرارا أنها لن تقوم بنقل معبر رفح ولن تسمح بإقامة جدار عازل أسفل الأرض أو أعلاه كدليل قاطع على أنها تسعى إلى أن يكون هناك توجها جديدا وهو أن تخرج إسرائيل من معبر رفح ومحور فلادلفيا وأن يتولاها الجانب الفلسطيني وحتى يتسنى لها انفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى داخل القطاع.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المختص بشؤون الأمن القومي أحمد رفعت: "لا يمل ولا يكل الإعلام الصهيوني أبدا مرارا وتكرارا وطوال سنوات لم يحدث أن صدق في رواية واحدة ولا خبر واحد من ترديد تلك الأكاذيب، ومع ذلك يعتمد عليه الكثير في ترديد تلك الافتراءت".
وتابع: "مصر لها السيادة الكاملة على أراضيها ولها القدرة أيضا على حماية مصالحها ومصالح شعبها حتى خارج أراضيها، وهي في كل الأحوال تلتزم بالقانون الدولي والمعاهدات التي وقعتها حتى لو كان من حكومات سابقة وهي أيضا تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وما يصدر عن المنظمات الأممية من قرارات، ولذلك فالمعابر ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) لها ما ينظمها من اتفاقيات ومعاهدات خاصة.
وأضاف: "في كل الأحوال لن تفعل مصر إلا ما تراه ينسجم مع مصالحها الوطنية والقومية وأمنها القومي وأيضا مصالح أشقائها الفلسطينيين المعتدى عليهم".
واختتم قائلا: "مصر تقود مفاوضات بحكم إمكانياتها ودورها ورضا الأطراف بذلك لكنها ليست على الحياد ولن تكون، فمصر مع الشعب المعتدى عليه والمحتلة أرضه والذي يعاني منذ عشرات السنين ويقدم في سبيل حريته ضريبة الدم وكل ما يمكن تقديمه، ولن تتخذ إجراء واحد عكس ذلك أو بما يقوض واجباتها ويضعفها ويحق للإعلام الصهيوني أن يقول ما يشاء نحن في مصر نقول "الكلام لا جمارك عليه".