وتناولت المباحثات التي حضرها سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، وسمو الأميرة راية بنت الحسين، وسمو الأمير راشد بن الحسن، وسمو الأمير زيد بن رعد، آليات تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنى التحتية والتعليم التقني.
وأعرب جلالته عن سعادته بلقاء الرئيس الكوري مرة أخرى في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بمرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تم اليوم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وزيري خارجية البلدين لتوسيع تطوير العلاقات على المستويات كافة. وأشار جلالة الملك إلى أن الأردن يسعى لان يكون نموذجا للاستخدام السلمي والآمن للتكنولوجيا النووية، لافتا جلالته في هذا الإطار إلى إن الأردن يأمل أيضا بان يحظى اقتراحه بإنشاء فريق لمكافحة التهريب النووي الذي سيطرحه خلال قمة سيؤول للأمن النووي التي تبدأ أعمالها يوم غد الاثنين باهتمام ودعم كوريا. وشكر جلالته الرئيس الكوري على دعم بلاده لإنشاء المفاعل الذري البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، كما أعرب جلالته عن ارتياحه لازدياد التبادل الطلابي بين البلدين وخصوصا الطلاب الأردنيين الدارسين في عدد من الجامعات والمعاهد الكورية المتخصصة. وأكد جلالته حرص الأردن على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية وتوسيعها بين البلدين، خصوصا أن الأردن يتمتع بأجواء من الأمن والاستقرار مما يجعله جاذبا للاستثمارات الخارجية، وتنفيذ المشاريع الكبرى الكورية بالاستفادة من القدرات والخبرات الاردنية والمشهود لها على مستوى المنطقة، وبوابة اقتصادية للدخول لاسواق المنطقة. وأشار جلالة الملك إلى عدد من مشاريع البنى التحتية الكبرى التي يعمل الأردن على تنفيذها في قطاعات حيوية متعددة ، لافتا إلى الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص الكوري بالمشاركة فيها. واثني جلالته على جهود جمهورية كوريا في تنظيم قمة سيؤول للأمن النووي، مؤكدا جلالته الحرص على تمتين علاقات التعاون بين البلدين في هذا المجال .
واستعرض الزعيمان تطورات الأوضاع في المنطقة، والظروف السياسية الراهنة على الساحة العربية، وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهته رحب الرئيس الكوري بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى كوريا ومشاركته في أعمال قمة سيؤول.
وأعرب عن تقديره للدور الذي يقوم به جلالة الملك لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولرؤية جلالته وحكمته في قيادة جهود الإصلاح الشامل في المملكة والتي جعلت من الأردن بلدا مستقرا وآمنا.
وقال الرئيس الكوري إن بلاده تحرص على مواصلة بناء علاقات وطيدة مع الأردن من خلال تقديم الدعم في العديد من المشاريع. وحضر المباحثات، وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي، والسفير الأردني في سيؤول عمر النهار، وحضره عن الجانب الكوري وزير الخارجية وعدد من كبار المسؤولين الكوريين. وفي تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال وزير الخارجية ناصر جودة ، إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى كوريا الجنوبية لها بعدان الأول يتصل بمشاركة جلالته في أعمال قمة سيؤول للأمن النووي التي تبدأ غدا الاثنين بحضور عدد كبير من رؤساء وقادة الدول، وهي تأتي بعد عامين من مشاركة جلالته في قمة واشنطن للأمن النووي.
وأَضاف أن البعد الثاني للزيارة ، يأتي في إطار لقاء جلالة الملك مع الرئيس الكوري اليوم، حيث جرى بحث العلاقات المتميزة بين الأردن وكوريا.
وقال جودة " وقعنا اليوم مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين، للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي وتطويرها في مختلف المجالات". وأشار إلى حرص الأردن على الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال الطاقة النووية خاصة وأنها تشرف على مشروع المفاعل الذري البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا. وقال جودة إن المباحثات ركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين كوريا والأردن الذي يعتبر البوابة الرئيسية للأسواق العربية الأمر الذي يحظى باهتمام كوري متزايد لاستخدام هذه الأسواق. وأشار إلى انه جرى بحث زيادة البعثات الدراسية التي تقدمها كوريا للطلبة الأردنيين في مجال التعليم التقني والتدرب على استخدام وتشغيل المفاعلات النووية.