ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم السبت، (يوم عرفة)، بفيديوهات وصور زعم ناشروها بسماح السلطات السعودية للحجاج المخالفين بالدخول إلى جبل عرفة لأداء ركن الحج الأعظم.
وتناقل رواد التواصل الفيديوهات والصور على انها للحظة سماح السلطات السعودية للحجاج المخالفين بدخول جبل عرفة، بينما علق آخرون بان الفيديوهات والصور قديمة، وأن قرار المنع قائم دون تغيير.
وكان وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري قد جدد امس الجمعة، موقف السلطات السعودية بعدم السماح لمخالفي انظمة الحج سواء كانوا أجانب أو وسعوديين أو غيرهم بأخذ حق الحجاج المصرح لهم رسميا.
وشدّد الدوسري في تصريحات صحافية على أنه لا أحد يقبل بأن يَسلب من أتى للحج بلا تصريح، حق حاج آخر قدم إلى المشاعر المقدسة وهو ملتزم بالأنظمة الرسمية.
وأضاف أن دور الحكومة السعودية "الأصيل" هو "تنظيم الحج"، و"إعطاء كل حاج حقه، فالحجاج الذين يملكون تصاريح لهم حقوقهم، وغيرهم ليس له الحق في ذلك".
وأكد الدوسري أن هذا "ينطبق على السعوديين وغيرهم، فالحكومة السعودية عندما تقوم بأي إجراء أو تنظيم لا تفرق بين الجنسيات"، مشدداً على أنه "من واجب الحكومة السعودية حماية حقوق الحجاج".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، إبعاد أكثر من ربع مليون شخص لا يحملون تأشيرة الحج.
وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب في المؤتمر الصحافي اليومي لموسم الحج، إنه "تم إخراج وإعادة 256 ألفاً و481 من حاملي تأشيرات الزيارة لغرض مختلف عن تأشيرة الحج من يوم 15/ 11/ 1445 (23 مايو الماضي) حتى أمس الجمعة".
وكانت السلطات السعودية شددت من إجراءاتها للتحقق من عدم السماح بالدخول إلى المشاعر المقدسة لغير الحجاج النظاميين، الذين يحملون بطاقة "نسك” والتي تمثل تصريحا وتعريفا بالحاج النظامي.
وذكّرت وزارة الحج والعمرة السعودية بضرورة حمل كل حاج لبطاقة نسك الخاصة به طوال رحلة الحج، لكونها الإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي ووثيقة الدخول إلى المشاعر المقدسة، لافتة إلى أن البطاقة تُعد مستندًا تعريفيًّا للحاج ووسيلة تسهل عليه طلب الخدمات والوصول إليها.
وفرضت قوات أمن الحج والأجهزة المعاونة أطواقاً أمنية واسعة لضمان أمن الحجاج، وضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج، وتطبيق العقوبات بحقهم، حيث ضبطت السلطات الأمنية أخيرا أكثر من 300 ألف مخالف ممن لا تتوفر لديهم تصاريح، منهم 153 ألفا و998 أجنبيا بتأشيرات سياحية.
وكانت هيئة كبار العلماء في السعودية أفتت بعدم جواز الذهاب إلى الحج دون تصريح، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع، موضحة أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا.
ويقف أكثر من مليوني حاج اليوم السبت، على صعيد عرفات وسط منظومة من الخدمات الكبيرة التي تقدّمها الجهات المعنيّة في السعودية.
ومن المتوقّع توافد أعداد كبيرة من الحجّاج إلى مسجد نَمِرة بمشعر عرفات لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، بعد استماعهم إلى خطبة عرفة التي سيلقيها الشيخ "ماهر المعيقلي" إمام وخطيب المسجد الحرام، إذ سيتم ترجمتها إلى عشرين لغة مختلفة، ما يسهم في إبراز رسالة السعودية الدينية والإنسانية، وما تتميّز به من الريادة والتسامح، واتّسام بالوسطية والاعتدال، واتّصاف بنشر السلام في العالم.
ومع غروب شمس اليوم الثامن من ذي الحجة، بدأ تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، استعدادا للوقوف اليوم على صعيده الطاهر، وخيُر يوم طلعت فيه الشمس، لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف على صعيده، ومن فاته عرفة فاته الحج.
في حين أن عملية التصعيد إلى مشعر عرفات ستكون عبر قطار المشاعر الذي يستوعب 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، إضافة إلى 12 ألف حافلة تقوم بنظام التردد لنقل الحجاج عبر مسارات منظمة وخطة مدروسة.