اخبار البلد- جيهان الحسيني-كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «الحياة» أن مكتب الإرشاد العالمي لـ «الإخوان المسلمين» هو الذي قرر وحسم أمر انفصال أعضاء «الإخوان» من أصول فلسطينية عن تنظيم الأردن وانضمامهم إلى تنظيم «إخوان» فلسطين.
وأشارت المصادر الى انه كان هناك اختلاف في الرؤى في هذا الأمر داخل تنظيم «الإخوان» في الاردن، ففيما كان البعض يرى ضرورة استمرار الدمج بين الاردن وفلسطين، إلا أن تياراً داخل تنظيم الاردن، ويبدو أنه الاقوى، رفض هذا التداخل التنظيمي، واعتبر أن المصلحة تتطلب ان يكون تنظيم الاردن ذا نكهة أردنية خالصة ليتمكن من الاهتمام بالقضايا الداخلية الاردنية، مثل أي تنظيم آخر في العالم يهتم بشؤونه الخاصة.
وأضافت ان اصحاب الرؤية الثانية اكدوا فك العلاقة التنظيمية فقط مع استمرارهم في التنسيق والتعاون مع تنظيم فلسطين وتقديم كل الدعم للقضية الفلسطينية التي ستظل أولوية على رأس أجندتهم كما هي أو لدى جميع تنظيم «الإخوان المسلمين» في العالم.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الرؤية الاخيرة تتلاقى مع رغبة حركة «حماس» بالاستقلال نظراً إلى ان توسعها وكبر حجمها يتطلب ادارة شؤونها وأمورها في شكل منفصل، وشددت على ان ما جرى هو فقط فصل بين الجسمين الاردني والفلسطيني، لكن التنسيق الاداري والتنظيمي مستمر.
وأشارت المصادر إلى اشكالية جابهت هذا الانفصال، فالأردنيون من أصحاب الاصول الفلسطينية المقيمون في دول الخليج يتبعون تنظيم بلاد الشام، موضحة أنه تمت معالجة هذا الامر من خلال تخييرهم بين الانضمام إلى تنظيم الاردن او الانضمام الى تنظيم فلسطين. وأضافت ان هناك الكثير من العائلات الاردنية أصولها فلسطينية تقيم في الاردن منذ عشرات السنين، وهؤلاء اصبحت تربطهم بالأردن مصالح ومصاهرات وعلاقات، وليس من السهل دعوتهم الى الانضمام إلى تنظيم فلسطين، إضافة إلى ان ذلك قد يؤثر على تنظيم الاردن لأن نسبة كبيرة من الاردنيين هم من اصول فلسطينية.
وأوضحت المصادر انه جرى التوافق على انه من أراد ان يستمر عضواً في تنظيم الاردن يمكنه ان يظل في تنظيم فلسطين كعضو مراقب فقط، اي لا يتمتع بالعضوية الكاملة ولا يستطيع ان يرشح نفسه او يصوت او ان يخوض الانتخابات، بينما يتمتع من ينضم منهم الى تنظيم فلسطين بكامل حقوق العضوية.