الأمور التي تُحدِث فرقًا ودهشةً هي التي يتحدث عنها المرء دائمًا.. وسفرتي القصيرة إلى سلطنة عُمان مع وفد رابطة الكتّاب الأردنيين حكاية يجب أن تُروى ولكن – للأسف- كثيرًا من تفصيلها سيبقى طيَّ الكتمان مرحليًّا على الأقل؛ لأنّ « في فمي ماء»..!
هذه ثالث مرّة أسافر فيها سفرًا حقيقيًّا ورغم قصر المدّة (أربعة أيّام) لكنها أطولها.. كنت مع الفنان والشاعر محمد العامري و الروائي عبد السلام صالح وبالطبع الشاعر أكرم الزعبي رئيس الرابطة.
لا أعلم كم حكاية سأروي لكم عن هذه الرحلة.. قد تكون حكاية أو حكايتين أو فوق العشر.. لأنها من وجهة نظري تستحق وتكون بوجهة نظر كثير منكم «سخيفة».. يا لهذه الكلمة «سخيفة» .. الله الله.. هذه الكلمة مفتاح الرحلة و الباب الأخير الذي دخلتُ منه لأكون في بيتي في عمّان.. طاردتني هذه الكلمة بمؤنثها ومذكرها في الشعور الداخلي كثيرًا طوال الأربعة أيّام.. فاحدثت عندي انقلابًا.. فأبرقتُ وأرعدتُ وأمطرتُ ورفضتُ أن يتم ذبحي قربانًا لأيّ ذات ووقفتُ في وجه الضياع الغريب والذي «ضيّعني» هناك فإنني أشكره لأنني «وجدتني» ولكن ببوصلة جديدة..!
سأحدثكم عن قهر المطارات.. عن الانتظارات.. عن نقاء التنفّس وسط غابات من الحرائق.. سأحدثكم عن توتري وعن هدوء العُمانيين.. عن الشاعر لبيد العامري وقريبه أيمن أو سعود سابقًا.. عن الروائي بسّام علي خفيف الظل وثقيل الاطلاع.. عن سعيد الصقلاوي رئيس جمعية الكتاب العمانيين.. سأحدثكم عن غزة هناك.. عن الوجع المشترك .. عن العناق والسحر وعن سوق مطرح.. وعن النوم والصحو ومفارقات الفندق..سأحدثكم عن الهدايا وعذابات الماء والقهوة.
انتظروني فإني عائد بعد خَلْع وتارع بعد رَتْع.. ومنفرطٌ بعد تكوين..!