كشفت «المقاومة الإسلامية» في العراق، الإثنين، عن تنفيذها ثلاث عمليات عسكرية طالت قواعد إسرائيلية في «الأرض المحتلّة» عِبر طائرات مسيّرة، وفيما اعتبرت هجماتها ردّاً على استمرار سلطات الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، توعّدت بمواصلة العمليات لـ«دكّ معاقل العدو» في وقتٍ أكد النائب عن حركة «عصائب أهل الحق» حسن سالم، أن عمليات المقاومة لن تتوقف طالما استمر العدوان الإسرائيلي في فلسطين.
«المقاومة» التي تضم فصائل شيعية مسلّحة، أفادت في سلسلة بيانات صحافية نقلتها منصّات تابعة لها، أرفقتها بمقاطع فيديو أظهرت اللحظات الأولى لانطلاق الطائرات المسيرة المهاجمة، أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم (أمس) الإثنين (أمس) قاعدة اليفالط الصهيونية شمال بحيرة طبريا بأراضينا المحتلة، بالطيران المسيّر» مؤكدة استمرارها «في دكّ معاقل الأعداء».
وقبل ذلك، أكدت فصائل «المقاومة الإسلامية» استهداف قاعدة «يوهنتن الجنوبي في أراضينا المحتلة» وقاعدة «ياردن الغربي» بالجولان المحتل، بالطيران المسيّر.
وحسب بيانين منفصلين فإن العمليتين نُفذتا أيضاً كـ»ردّ على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ».
يأتي ذلك في وقتٍ أعلن فيه النائب حسن سالم، عن كتلة «الصادقون» الممثل السياسي لحركة «عصاب أهل الحق» في البرلمان، بزعامة قيس الخزعلي، أن عمليات فصائل المقاومة تهدد بإزالة الوجود الأمريكي من العراق عموما، والمنطقة خصوصا.
يضمحل ويتلاشى
وازداد توتر العلاقة بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية عقب أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما اتخذت «المقاومة» قرارها بضرب المصالح الأمريكية في العراق كردّة فعل على تورّط الأمريكيين في دعم سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الحرب التي تشنّها على قطاع غزّة.
ونقل إعلام الكتلة عن سالم قوله، إن «الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة بدأ يضمحل ويتلاشى بفضل ضربات المقاومة» مبينا أن «المقاومة تؤدي دورا مهما في تحجيم وتقزيم الوجود الأمريكي في العراق».
وطبقاً للنائب عن «العصائب» المنضوية في فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية، فإن «العمليات بدأت تضغط على الولايات المتحدة وحلفائها في العراق ومنطقة الشرق الأوسط» مؤكداً أن «عمليات المقاومة نصرة لطوفان الأقصى وإسنادا لمقاومتها في غزة ولن تتوقف طالما استمر العدوان على إبادة الشعب الفلسطيني».
تنفيذ قرار مجلس الأمن
ويواصل المسؤولون والسياسيون في العراق الضغط على المجتمع الدولي لوقف الحرب في قطاع غزّة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن بهذا الصدد.
ضربتها بالطائرات المسيّرة… ونائب عن «العصائب»: عملياتنا لن تتوقف
زعيم ائتلاف «إدارة الدولة» وتيار «الحكمة الوطني» المنضوي في «الإطار التنسيقي» الشيعي، عمار الحكيم، جدد خلال لقاء جمعه برئيس حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، بافل طالباني في بغداد، الدعوة للمجتمع الدولي لـ«تحمل مسؤوليته في الضغط على الكيان الصهيوني لتطبيق قرار إيقاف الحرب، وإيقاف المجازر اليومية التي يرتكبها بحق شعب القطاع» حسب بيان لمكتبه.
ويتزامن ذلك مع إعلان الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، إرسال 10 ملايين لتر من الوقود إلى غزّة، فضلاً عن الإسهام في علاج الجرحى الفلسطينيين.
وحسب بيان حكومي صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء الأخير، إن الحكومة وافقت على «إرسال (10) ملايين لتر من مادة الكاز إلى غزّة» بالإضافة إلى «استقبال الجرحى من غزّة لتقديم العلاج لهم في المستشفيات الحكومية والأهلية».
واعتبرت الحكومة الهدف من هذه القرارات أنه «لدعم الشعب الفلسطيني في غزّة» من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، عن انطلاق سفينة عراقية محملة بعشرة ملايين لتر من مادة الكاز لقطاع غزة المحاصر عبر المياه الدولية في اتجاه ميناء سيناء البحري.
وقال رسول في تصريح للوكالة الرسمية حينها، إنه «بتوجيه من قبل القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني ومن خلال قرار مجلس الوزراء انطلقت اليوم وعبر الناقل الوطني سفينة عراقية محملة بعشرة ملايين لتر من مادة الكاز عبر المياه الدولية في اتجاه ميناء سيناء البحري» لافتا إلى أن «هذه الكمية من الوقود مخصصة لشعبنا المحاصر في قطاع غزة». وأضاف، أنه «تم استكمال الإجراءات والتنسيق على مستوى عالٍ مع السلطات المصرية» مبينا، أن «القائد العام للقوات المسلحة وجه باستمرار الدعم لشعبنا المحاصر في قطاع غزة».
وأشار إلى أن «هذا العمل جاء بتضافر الجهود من خلال لجنة الاستلام وتشغيل التبرعات لقطاع غزة المتمثلة بمستشار رئيس الوزراء زيدان العطواني وعضوية ممثلي وزارة الدفاع وكذلك الهلال الأحمر وجهاز المخابرات العراقي ووزارة التجارة وهيئة الحشد الشعبي».
وأكد أن «التوجيه مستمر بدعم قطاع غزة وهناك تنسيق عالٍ يجري من خلال الهلال الأحمر العراقي لتسليم المواد الإغاثية والطبية ومن خلال هذه السفينة المحملة بالوقود إلى الهلال الأحمر المصري ومن ثم التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني».
وأدى نقص الوقود إلى شل المستشفيات وشبكات المياه والمخابز وعمليات الإغاثة في القطاع.
وبدأت حرب غزة عندما أرسلت حركة «حماس» مقاتلين إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ومنذ ذلك اليوم، قُتل ما لا يقل عن 33175 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وأصيب 75886 آخرون، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.