أخبار البلد - لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟ باحثو جامعة أوريغون للصحة والعلوم ربطوا بين استخدام منتجات العناية ببشرة الطفل وإصابته بالإكزيما (شترستوك) أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج للعناية ببشرة الأطفال، كما أعلن واحد من أكبر متاجر تسويق مستحضرات التجميل في يناير/كانون الثاني الماضي عن توافر منتجات عناية بالبشرة للأطفال والمراهقين.
وخلال السنوات القليلة الماضية تراجع عمر الجمهور المستهدف لمنتجات التجميل، إلى أن أصبح الأطفال جزءا من جمهور شركات مستحضرات التجميل، في تجارة متضخمة تصل قيمتها، إلى 390 مليون دولار عام 2024، وفق موقع "ستاتيستا" للإحصاءات. واحتلت مصر المرتبة السابعة بين الدول الأكثر استخدامًا لمستحضرات العناية ببشرة الأطفال.
حساسية غذائية وإكزيما يمثل الأطفال بين سن سنة و4 سنوات نحو ربع المصابين بالتهاب الجلد التأتبي (إكزيما) وفقًا للتقرير العالمي للإكزيما، لعام 2022.
ويشيع تشخيص الأطفال بالتهاب الجلد والحساسية في سن مبكرة، وعادة ما يشخص الطفل نفسه بالمرضين، ويدل هذا على احتمالية معاناته التهاب الأنف التحسسي والربو.
وقد يكون السبب وراثيا، وقد ينتج عن إفراطك بالعناية به. وقد ربط باحثون، من قسم الأمراض الجلدية جامعة أوريغون للصحة والعلوم، بين استخدام الأم منتجات العناية ببشرة الطفل، وإصابته بالإكزيما، لدى من هم أقل من عمر 6 سنوات.
ولم يحدد الباحثون مسؤولية مكونات بعينها عن إصابات الأطفال، لكن حذروا من الاستخدام المتكرر للمرطبات لأنها تضر حاجز الجلد.
لا يتوقف الضرر عند الإصابة بالإكزيما المزمنة، فقد يمتد لاحتمالية التعرض لمسببات الحساسية الغذائية من خلال الجلد، بمجرد لمسه مكونات محفزة للحساسية، وبالأخص في الشهور الأولى، فتحتوي غالبية منتجات بشرة الأطفال الطبيعية على منتجات غذائية، مثل: حليب الماعز، وحليب البقر، واللوز، والشوفان، وجوز الهند، والفول السوداني. وربط باحثون، من قسم حساسية الأطفال، كلية كينغز لندن بين التهاب الجلد وضعف حاجزه، وبين الإكزيما.
ووصف الباحثون الأكزيما بالخطوة الأولى في تكوين الجسم حساسية الطعام، وكان الأطفال الذين عانوا الإكزيما الخفيفة قبل عمر عام، أكثر عرضة لحساسية الطعام بـ3 أضعاف عن غيرهم، أما إذا اشتدت حدة الإكزيما، فترتفع الاحتمالية إلى 6 أضعاف.
وقد انحصر تعرض الأطفال لمسببات الحساسية في سن صغيرة في لبن الأم، والتعرض البيئي، حتى فحص باحثون من كليات طب أميركية وبريطانية أطفالًا بين الخامسة والسابعة، دهنت أمهاتهم بشرتهم خلال السبعة أشهر الأولى من حياتهم بكريم يحتوي على زيت أراكيس المستخلص من الفول السوداني، وأحد مكونات كريمات شهيرة لالتهاب الحفاضات.
وتحقق الباحثون من أن تعرض جلد الطفل لبقايا الفول السوداني حفز الاستجابة التحسسية في خلايا جسمه، وزاد خطر التشخيص بحساسية الفول السوداني في وقت لاحق من حياته بنسبة 90%.
وقد أثارت النتائج السابقة قلقًا حول منتجات عناية ببشرة الأطفال، لذلك قرر باحثون بكلية الطب جامعة فيلنيوس، عام 2020، مراجعة ملصقات 276 منتجًا للأطفال، للتحقق من احتوائهم على مسببات الحساسية، مثل: الحليب، والبيض، والقمح، والصويا، والشوفان، والفول السوداني، والسمسم.
ورصد الباحثون وجود 156 مسببًا للحساسية، في 40% من منتجات بشرة الأطفال، وارتفعت نسب المكونات المسببة للحساسية في منتجات وصفها المعلنون بأنها "طبيعية" أو "عضوية" وكان سعرها أغلى من مستحضرات أخرى آمنة.
احذري منتجات ما قبل البلوغ حذر حساب الجمعية البريطانية لأطباء الجلد -على منصة "إكس" في فبراير/شباط الماضي- من استخدام المراهقات مستحضرات عناية بالبشرة، لأنها قد تضر بشرتهن.
لكن، وإن وقع اللوم على شركات العناية بالبشرة في عدم تحديدها الفئة العمرية المستهدفة، فإننا بتنا نصطدم بإعلانات كريمات وغسول بشرة للأطفال من سن 3 سنوات.
وشاع استهداف شركات العناية بالبشرة لفئة عمرية تتراوح بين سن 3 و12 سنة، لأغراض التفتيح، وتوحيد لون البشرة، وإزالة علامات الندبات، لأغراض الترطيب، والتعطير، والاستحمام، والعناية بالشعر.
وانجذبت الفتيات لتلك الصيحة، واطمأنت لها الأمهات، بفضل عبواتها الملونة، وساهمت شركات عربية العامين الأخيرين في توفير منتجات لتلك الفئة بأسعار رخيصة.
ولم يتم اختبار تلك المنتجات على الأطفال، ولا تخضع مستحضرات العناية بالبشرة لرقابة، إلا في حدوث ردة فعل تحسسية فور الاستخدام، لكن موقع "بي بي سي" رصد مكونات نشطة مخصصة للبالغين فقط بمنتجات الأطفال أقل من 12 عامًا، مثل أحماض التقشير التي تحفز حساسية الجلد والإكزيما.
ونقل التقرير تحذير الجمعية البريطانية لأطباء الجلد من استخدام الأطفال أقل من سن 8 سنوات مستحضرات العناية بالبشرة، لأنها قد تصيبهم بمشكلات جلدية لا يمكن علاجها.
كيف تقوي حاجز جلد طفلك؟
نصحت منظمة الجلد البريطانية بالامتناع عن دهن جسم الطفل في عامه الأول بمرطبات، وتقليل معدل تعرضه للصابون، والاكتفاء بغسل جسمه بالماء المفلتر (المرشح) مرة كل بضعة أيام.
ينصحكِ باحثون من جامعة أوسلو بالاكتفاء بزيوت بترولية عند تنظيف جسم الرضع، لحمايتهم من الجفاف والإكزيما.
ينبغي أن يواجه جسم الطفل مسببات الحساسية الغذائية، مثل المكسرات، والحليب، والبيض، من خلال القناة الهضمية فقط، لأن تعرض الجلد لتلك المواد يربك جهازه المناعي، فيعد الغذاء تهديدًا، ويبالغ في ردة فعله عن طريق تحفيز استجابة تحسسية من الطعام.
لا تستخدمي بودرة التلك لطفلك، واكتفي بفرد طبقة سميكة من كريم الزنك غير المعطر يوميا، عند ملاحظتكِ جفاف جلده.
تختفي قشرة رأس الرضيع من تلقاء نفسها، كذلك حبوب الوجه، ولا حاجة لشراء منتجات لمكافحتها.
لا يحتاج طفلك، قبل سن 8 سنوات، روتين عناية معقدا، ويمكنكِ فقط التركيز على الأساسيات، أي منظف خال من الصابون، بدرجة حموضة محايدة، وواق من الشمس.
رائحة الأطفال جميلة وهادئة بطبيعتها، أما عطور الأطفال فتصيبهم بحساسية جلدية، ومشاكل الجهاز التنفسي، وينطبق الخطر على مناديل الأطفال المعطرة.
اختاري لطفلكِ كريما واقيا من الشمس يعتمد على مكون الزنك، وإن ترك على وجهه طبقة بيضاء.
وأخيرا لا تنقلي هوسكِ بنضارة البشرة لأطفالك، لأن هوس النحافة في التسعينيات تسبب لأجيال في أمراض عقلية، مثلما تسبب فيها هوس التجميل بين جيل تيك توك.