تضطر الشركات الأوروبية الموجودة في الصين، إلى تخصيص أموال إضافية، تحسباً لتوترات اقتصادية وجيوسياسية.
وفي تقرير صادر عن غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي، أعربت بروكسل عن أسفها، إزاء بيئة الأعمال العالمية المسيّسة بشكل متزايد، والتي تفرض على الشركات قرارات صعبة للغاية، حول كيفية استمرار العمل في السوق الصينية.
وقبل أسابيع قليلة من أول رحلة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أوروبا منذ خمس سنوات، والتي من المفترض أن يمر فيها عبر بلغراد وباريس في بداية مايو، أعربت الشركات الأوروبية عن قلقها بشأن تطور مناخ الأعمال في السوق الصينية، على خلفية التوترات الجيوسياسية بين بكين والدول الغربية.
وأصبحت فكرة الحد من المخاطر، ترد بشكل متزايد في خطاب الزعماء السياسيين الغربيين، وفقاً لما نقلته صحيفة "ليزيكو" الفرنسية. ووردت هذه الفكرة في خطاب، ألقته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مارس 2023، ودارت حول العلاقات بين أوروبا والصين، ثم تناولتها أيضا دول مجموعة السبع، أثناء وجودها في واشنطن.
مناخ أعمال مسيّس
وتعتبر مجموعة الضغط الأوروبية في بكين أن الصين - باسم تحديث قاعدتها الصناعية، والرغبة في خلق رواد من الطراز العالمي - تشوه تركيبة السوق الأوروبية.
ويشير أكثر من نصف الشركات الأوروبية (55%)، إلى وجود مناخ أعمال أكثر تسييساً من العام الماضي، حسبما ذكرت غرفة التجارة الأوروبية، التي تمثل أكثر من 1700 شركة تأسست في الصين.
وهذا الشعور العام بعدم الأمان، دفع 76% من الشركات الأوروبية على مدى العامين الماضيين، إلى مراجعة تعاملاتها مع الصين، وتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، حسبما ذكر ينس إسكيلوند، رئيس غرفة التجارة الأوروبية. وهذا لا يعني أنها تعتزم مغادرة الصين، أو قاعدة الإنتاج الأساسية لمعظمها، إذ إن هناك فقط 12% من الشركات، اتخذت قراراً بإنشاء بديل كامل لها خارج الصين.
ورأت غرفة التجارة أنه من الضروري، من أجل التنقل بين المخاطر وفهمها بشكل أفضل، أن تلجأ الشركات الأجنبية إلى شركات استشارية.ولكنها أشارت أيضاًإلى زيادة التكاليف والاهتمام الكبير بهذه القضايا، الأمر الذي يضر بكفاءة وابتكار الشركات.
ويذكر أن العلاقات بين الصين وأوروبا توترت في الأشهر الأخيرة. وفي سبتمبر الماضي، أطلقت المفوضية الأوروبية تحقيقاً، لمكافحة الدعم في السيارات الكهربائية الصينية، التي وصفتها الصين بأنها حمائية.