رغم التحركات الهادئة لمؤشر العملة الأميركية خلال تداولات اليوم الخميس، فإن الدولار لا يزال يحوم بالقرب من أدنى مستوياته في شهرين، وذلك بعدما فقد الدعم من توجهات الفيدرالي الأكثر تشددًا منذ ما يزيد على 20 عامًا، حيث تتزايد التوقعات بقرب تحول السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأميركي.
وسيطر الهدوء على أداء سوق العملات اليوم الخميس مع تماسك الدولار مقابل نظرائه الرئيسيين، وسط ترقب المستثمرين لبيانات من أكبر اقتصاد في العالم بحثاً عن مؤشرات حول اتجاه سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي.
الدولار الآن
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات 0.1 % إلى 102.85.
وانخفض اليورو 0.05 % إلى 1.0942 دولار، قبل تصريحات مرتقبة لعدد من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس.
واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.2792 دولار. وأظهرت بيانات أمس الأربعاء أن الاقتصاد البريطاني عاد إلى النمو في يناير بعد دخوله في حالة ركود في النصف الثاني من عام 2023.
الين ينتظر
ومقابل الين، ارتفع الدولار 0.1 % إلى 147.89 ين، إذ لا يزال من غير المؤكد اتجاه بنك اليابان للتخلي عن أسعار الفائدة السلبية في اجتماع السياسة النقدية يومي 18 و19 مارس .
وسيناقش المركزي الياباني إنهاء أسعار الفائدة السلبية الأسبوع المقبل إذا أسفرت محادثات الأجور بين الشركات الكبرى عن نتائج قوية، وفقا لرويترز.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية لمفاوضات الأجور غدا الجمعة، وذكرت تقارير بالفعل أن العديد من أكبر الشركات في البلاد وافقت بالكامل على مطالب النقابات بزيادة الأجور.
مفاجأة التضخم
ويرى مات سيمبسون كبير المحللين لدى سيتي إندكس أن القراءة الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين الأميركي فاجأت الأسواق، حيث أطلقت إشارات قوية على أن التضخم أكثر رسوخًا وثباتًا وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى تأجيل لحظة بدء تحول السياسة النقدية.
وأشار سيمبسون إلى أن بيانات التضخم من المحتمل أن تكون المحرك الأكبر للأسواق هذا الأسبوع بالنظر إلى أن المركزي الأمريكي حاليا في فترة صمت، جنبًا إلى جنب وبيانات مبيعات التجزئة والبطالة وتضخم أسعار المنتجين، وذلك قبل اجتماع مارس الجاري.
التفاعل مع البيانات
ويرى محللو كابيتال إيكونوميكس أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كانت شديدة التفاعل مع مفاجآت البيانات السلبية، كما يتضح من التحول السريع لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ديسمبر.
وتحولت التكهنات بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في مايو بعد ضعف طفيف في سوق العمل في ذلك الوقت، حيث تغذت التوقعات بأن سوق العمل سوف يفقد قوته بسرعة أكبر وهو ما يدفع الفيدرالي إلى إرجاء خفض أسعار الفائدة .
وفي غضون ذلك قال باول ومسؤولون آخرون في بنك الاحتياطي الفيدرالي إن خفض سعر الفائدة في مارس غير مرجح، حيث تتجه أغلب التوقعات أن يكون الخفض الأول في يونيو.
تسعير الفائدة
وفي غضون ذلك ووفقا لأداة FedWatch، فقد تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في يونيو إلى نحو 65% مقابل 71% في وقت سابق من الأسبوع.
ووفقًا لتوقعات المتداولين فإن خفض الفائدة ثلاث مرات يأتي بتوقعات مرتفعة بينما التخفيض الرابع بات أكثر استبعادًا الآن.
وفي مطلع العام الجاري، أظهرت آلية تسعير الفائدة، إمكانية حدوث ما يصل إلى سبعة تحولات هبوطية في سعر الفائدة النقدية بينما كانت ترجح الخفض الأول في مارس.
بيانات مرتقبة
وتترقب الأسواق بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وبيانات مؤشر أسعار المنتجين وطلبات إعانة البطالة المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم الخميس بحثا عن مزيد من المؤشرات على تباطؤ الاقتصاد.
وبينما تترقب الأسواق نتائج اجتماع الفيدرالي في الأسبوع المقبل، قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول الأسبوع الماضي: "إن البنك ليس بعيدا عن اكتساب الثقة اللازمة لبدء تيسير السياسة النقدية".
الاجتماع المقبل
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة للاجتماع الخامس على التوالي عندما يجتمع صناع السياسة النقدية يومي 19 و20 مارس.
وصوت صناع السياسة النقدية بالإجماع على ترك أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 5.25% إلى 5.5% في يناير.
وفي غضون ذلك، قال باول ومسؤولون آخرون في بنك الاحتياطي الفيدرالي إن خفض سعر الفائدة في مارس غير مرجح، حيث تتجه أغلب التوقعات لأن يكون الخفض الأول في يونيو.