لدورها في كشف خفايا التمويل الأجنبي, وتحقيق المصالحة الفلسطينية , وقضايا التجسس المتواصلة على بلدها , تتعرض المخابرات المصرية لهجمات من أعداء الأمة, الذين يتمحورون قي عاصمتهم واشنطن بغض النظر عن جنسياتهم وأصولهم . وستتعرض الدوائر الأمنية لأيّ بلد عربي أو إسلامي لذات الهجمات إن مارست هذا الدور باعتباره خارجاً عن الممارسات المنوطة بها كما يريد الغرب الإستعماري ووليده اللاشرعي ( الكيان الصهيوني ). ونحن نشهد قضايا التمويل الأجنبي تُغْرقُ بلداننا العربية بهدف الإبقاء على سيادتها منقوصة.
مؤخراً, حضر السفير الأمريكي مأدبة أقامها السلفيون المُرْجئون في مدينة الزرقاء في منزل أحدهم. وهذا التيار يغضبه وصف الآخرون له ( مُرْجئة على الحكام , خوارج على العَوامّْ ). والمُرجئون يقصرون ما قاله عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ( ألإيمان ما وقر في الجنان ونطق به اللسان وعملت به الجوارح والأركان ) مهملين عمل الجوارح والأركان , ويُفتون حسب طلبات سفراء أمريكا ومثيلاتها . فإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة في المذهب الرأسمالي , فإن الفتوى الصادرة عن منهجيتهم لا يهم أن يجدوا لها أساساُ حتى ولو من مذهب أو دينٍ غير موجود يُؤلّفونه.
كان السّاعدي القذافي هو الآخر , قد وجد في قادة هذا التيار المُرْجِيء ضالّته, لتعليم رجالاته على الإفتراء على الدين وتفسيره حسب أهوائهم بما يحفظ للحاكم بقاء نظامه, بوجوب طاعته حتى وإن كان مُشركاُ أو من أتباع قوم لوط..لا فرق. وكان كبيرهم في الأردن هو أحد أساتذة تلاميذ الساعدي الذين جنّدتهم المخابرات الأمريكية والغربية لصالحها , وما إن شَخَّصَهُمْ المواطن الليبي المسلم حتى قرأ على جبين كل منهم ( أفّاك أثيم ).
ألمُرْجئون , برروا زيارة أحد شيوخهم محمد رأفت إلى الكيان الصهيوني ومصافحته لنواب الكنيست الصهيوني , كما بررها هو ( زيارتي مشروعة , ذهبت أدعوهم إلى الإسلام ). وقد جاءت زيارته بعد فترة وجيزة من دخوله للبرلمان الذي أوصلته إليه جماهير مخيم البقعة ( أكبر مخيمات اللاجئين في الأردن ) بسبب معارضته لمعاهدة وادي عربة كما ورد على لسانه قبل يومين من موعد الإقتراع ليومية العرب اليوم .
لا يكتفي دورهم الآن بنشر ما يلزم لطاعة الحاكم أيّاً كان , بل ويمضون مهاجمين الرّبيع العربي المُبارك الذي أجهز على مَنْ كانوا مُسَخّرين لطاعتهم , من حكام تمادَوْا في تصهينهم واستعبدوا أحرار الأمة وحرائرها.
تتواصل تصريحات وزراء الداخلية العرب المشيرة إلى جهات خارجية تعبث في أمن أوطاننا . في وقتٍ , قلب فيه الربيع العربي المعادلة , فقد اندلع بعد أن انتهى المواطن العربي الذي أضحى دائرة أمنية في مخزونه من تشخيصه لأوضاعه الذاتية وما يدور حوله من بعيد . وهو قادر على التمحيص في أسماء الّلامعين الأفّاقين , كي لا يتمكن أعداء الأمة من دسّهم في صفوقه الثائرة على الظلم والطاغوت. ويكشف دور كل منهم والمكان الذي غرسوه فيه ليخدمهم من خلاله مقابل التمويل الذي يسرقونه من ثروات بلداننا ويمنحونه إليه باعتباره حذاءاً ينتعلونه. وهو بذلك يعيش حالة من الجدِّيَّة في التشخيص والتمحيص , وقي هذه الحالة يعمل على تجنيب دوائرنا الأمنية انزلاقها نحو الإرتهان ولو ألْزَمَهُ ذلك ارتداء الحزام الناسف.