نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، دراسة بحثية جديدة نقلا عن منظمة الصحة العالمية، تفيد بأن استهلاك مسكن الباراسيتامول ومشتقاته خطير جدا على صحة الكبد.
ووفقا لتلك الدراسة الحديثة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإنه يمكن أن يحدث تلف الكبد بسبب تناول الباراسيتامول ومشتقاته، وهو مسكن شائع للألم.
وقد تم الكشف عن معلومات جديدة حول كيفية إضرار مسكن الألم الشهير بالكبد من خلال الدراسات التي أجريت على الفئران، حيث توفر النتائج معلومات مهمة حول سمية الجرعة الزائدة، والتي تكون أحيانًا مميتة ويصعب علاجها.
فشل جهاز الكبد:
يمكن أن تساعد هذه النتيجة في توجيه الأبحاث نحو علاجات للتخفيف من الآثار السلبية للدواء، وهو السبب الرئيسي لمرض فشل الكبد الحاد في العالم.
ودرس الباحثون كيفية تأثير الباراسيتامول على خلايا الكبد في كل من أنسجة الإنسان والفئران، وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أنه في ظل ظروف معينة، يمكن للباراسيتامول أن يلحق الضرر بالكبد عن طريق التدخل في الوصلات الهيكلية الضرورية لعمل الخلايا المجاورة في الكبد بشكل سليم.
الوصلات الضيقة هي وصلات بين الخلايا الموجودة في جدار الخلية والتي عند كسرها، تلحق الضرر ببنية أنسجة الكبد، مما يضعف وظيفة الخلية وربما يتسبب في موت الخلايا.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من تدمير الخلايا قد تم ربطه بأمراض الكبد مثل السرطان وتليف الكبد والتهاب الكبد، إلا أنه لم يتم ربطه من قبل بالتسمم بالباراسيتامول.
ويهدف الباحثون الآن إلى تطوير طريقة موثوقة لاستخدام خلايا الكبد البشرية كبديل للاختبار على الحيوانات، وسوف ينظرون بعد ذلك في كيفية تأثير الجرعات والأوقات المختلفة للباراسيتامول على سمية الكبد وتحديد الأهداف المحتملة للأدوية الجديدة.
يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم شيوعًا في العالم نظرًا لأنه ميسور التكلفة وآمن وفعال عند استخدامه وفقًا للتعليمات.
ومع ذلك، يظل تلف الكبد الناجم عن الأدوية مشكلة سريرية كبيرة وعائقًا أمام تطوير أدوية أكثر أمانًا، وتسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى الحذر عند استخدام الباراسيتامول وقد توفر نظرة ثاقبة لطرق تقليل الضرر الذي يمكن أن ينجم عن الاستخدام غير المناسب.
يؤكد الدكتور ليونارد نيلسون من مختبر أمراض الكبد ومعهد الهندسة الحيوية على أهمية هذه النتائج في فهم ومنع الأضرار المرتبطة بالباراسيتامول.
في حين أن الأبحاث حول سمية الباراسيتامول لها تاريخ طويل، فإن التطورات الحديثة في تكنولوجيا أجهزة الاستشعار الحيوية توفر طرقًا جديدة لفهم آلياتها، كما أشار بيير باجنانينشي من مركز MRC للطب التجديدي.