يرى بنك HSBC أن أسواق السلع العالمية تعاني من ضغط شديد، وسط اضطرابات الإمدادات، ونقص الاستثمارات، وأن الأمور قد تزداد سوءً إذ تفاقم المخاطر الجيوسياسية والمتعلقة بالمناخ من الموقف.
وقال كبير الاقتصاديين لدى HSBC بول بلوكسهام في تصريحات لـCNBC إنه يقصد بالضغط الشديد في سوق السلع ارتفاع الأسعار الذي يقوده الضغوطات أكثر من نمو الطلب القوي.
وأضاف: إذا كانت ضغوطات المعروض هي التي تقود الأسعار المرتفعة للسلع، فإن المسألة ستكون مختلفة تماماً للنمو العالمي. الأسعار المرتفعة نتيجة الضغوطات الشديدة ليست علامة إيجابية.
كما يعتقد كبير الاقتصاديين لدى HSBC أن العوامل الضغوطية الأعمق على جانب المعروض لا تزال تلعب دوراً في الإبقاء على ارتفاع أسعار السلع، مشيراً إلى أن تلك العوامل تتنوع ما بين نقص الاستثمارات في التحول نحو الطاقة الخضراء، وتغير المناخ وعدم اليقين السياسي.
ولذلك يرى بلوكسهام أن الضغط الشديد قد يكون أعمق وأطول إذا كانت العوامل التي تؤثر على الإمدادات أكبر من المتوقع.
نقص الاستثمارات
ووفقاً لبلوكسهام، فإن بالرغم من أن سعي العالم نحو مستقبل خال من الكربون يعزز الطلب على معادن مثل النحاس والنيكل، لكن لا يوجد استثمارات كافية مخصصة لتدبير تلك المعادن بما يؤدي إلى ضغط حاد على تلك الفئة من المعان وبشكل خاص النحاس والألومنيوم والنيكل.
وكانت لجنة تحولات الطاقة قالت في تقرير لها في يوليو تموز إنه مع زيادة تحول الطاقة، فإن الأسواق قد تعاني من نقص من مجموعة من السلع مثل النحاس والكوبالت والنيكل والألومنيوم والغرافيت في العقد المقبل.
كما أشارت إلى أن متوسط الاستثمارات الرأسمالية السنوية في تلك المعادن بلغ 45 مليار دولار في آخر عقدين، ويجب ارتفاعها إلى حوالي 70 مليار دولار سنوياً حتى 2030.
وشدد بلوكسهام على أنه بدون المزيد من الاستثمارات في القدرات الجديدة، سيظل المعروض مقيداً، كما أنه مع أي زيادة في الطلب فإن أسعار السلع ستظل متصاعدة أكثر مما كانت عليه في الماضي.
هل الأزمة بهذا السوء؟
على الرغم أن المخاطر لا تزال مستمرة، يرى محلل أن أسواق السلع لا يزال بها إمدادات كافية في معظمها.
وقال كبير اقتصادي السلع لدى StoneX أرلان سوديرمان إن أسواق السلع تركز حالياً على انخفاض الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، ولذلك لا يوجد مصدر قلق كبير حول الإمدادات.
كما يعلق البعض آمالاً على أن يسهم التعافي الاقتصادي في الصين في دعم الطلب.