هذا باختصار الفعل المطلوب من قبل الحكومة، وليس التنظير، والهاء الرأي العام ما بين فترة وأخرى بقضية الكازينو، وخالد شاهين، وكأنهما هما سبب أوجاع الشعب والوطن، وهما اللتان أوصلتا الأردن إلى هذه الحالة من التردي، والترهل، والتراجع الاقتصادي، والفوضى، وتزوير الانتخابات. وبالتالي المواطن أصبح يشعر بأنه كلما رجع ملف الكازينو، وخالد شاهين إلى الواجهة يخرج بنتيجة أن كل وعود الحكومات بالإصلاح وعود زائفة لا معنى لها، ولا تزال الحكومات تراهن على كسب الوقت. ويأس المواطنون المطالبين بالإصلاح، وتبقى منظومات الفساد والمحسوبية وتزوير الانتخابات كما هي، بل وسوف تعود أقوى واشد وأصلب عوداً مما كانت عليه، في فسادها، ونهب مقدرات الوطن، علماً انه لم يبقى من مقدرات الوطن ومقومات الدولة الأردنية التي تُعطي انطباع أن الأردن ما يزال دولة ولها مقومات سوى القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، ولولا قيادة سيدنا لتلك الأجهزة لما بقت هذه الأجهزة الرمز الوحيد للوطن، لذلك من يعيد القطار إلى سكة الوطن لكي يرجع الوطن كما كان؟ وهذا من مهام الحكومة، وعلى الحكومة الفعل، والعمل، والإجابة على مطالبات الشارع، والمسيرات التي تخرج كل أسبوع فمثلاً، جميع الناس العارفين والمطلعين كانوا يعرفون، ومتيقنين أن تشكيل اللجان في مجلس النواب لملاحقة قضايا الفساد أرادت الحكومة أن تضرب عصفورين بحجر واحد: بمعنى أن يتم الهاء مجلس النواب عن دوره الحقيقي، والثانية تضييع القضايا ما بين لجانه وعدم الحصول على نتائج، وهذا ما تم فعله بالضبط. لذلك على الحكومة أن تصحوا، وتتعامل مع الشعب على انه يعلم ما لا تعلمه الحكومة، ويوجد بين صفوفه من هو سياسي، وصاحب رؤى، وحنكة أكثر من بعض الحكومات المتعاقبة، ويقرأ ما بين السطور، وينظر ما هو تحت الطاولة، وليس لما فوقها والفرق الوحيد أن الحكومات هي صاحبة القرارات، وبيدها كل شيء، والشعب ليس بيده سوى الخروج للشارع، والمطالبة بتصحيح أخطاء وتصرفات الحكومات المتعاقبة. وهذا سوف يستمر إذا ما تراجعت الحكومة عن خداعها للشعب، لذلك مطلوب من الحكومة تشكيل لجان تحقيق ذات مصداقية، ويكون أفرادها من سلك القضاء العاملين والمتقاعدين وهم شرفاء، ونظيفين، وهم كثيرين كذلك، للبث في مطالب الشارع لكي ترتاح الحكومة، ويرتاح الناس من المطالبات والخروج للشارع. والسؤال إلى الحكومة ورجالات الوطن المخلصين الذين هم الآن بالمناصب، هل يستطيعون إعادة قطار هيبة الدولة وممتلكاتها إلى سكة الوطن؟ وتعود الأراضي التي نُهبت، والأموال التي سُرقت، والشركات الوطنية التي لُصلصت، والميناء الوحيد الذي تم السطو عليه، والتحول الإجرامي بدل الاقتصادي، وإرجاع الموارد التي أصبحت منافع المتنفذين، ومن ثم إجراء انتخابات نظيفة ينتج عنها مجلس نواب حقيقي ممثل للشعب، ويصبح القطار يسير على السكة الصحيحة سؤال إلى أشراف الأمة، وشرفائها.
من يُعيد القطار للسكة؟
أخبار البلد -