خاص- بعد خروجه من السجن الذي زج به لتصريحاته المطالبة باسقاط النظام الملكي الهاشمي واقامة الجمهورية الاردنية، وبعد ان تنصل من تصريحاته تلك عقب خروجه من سجن الجويدة مؤخرا، لم يتطرق العبادي لدعوته لاسقاط النظام الملكي الهاشمي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم في مسقط راسه قرية السويسة في بدر الجديدة بلواء وادي السير . والقى د . العويدي بيانا على الصحافة المحلية والخارجية ننشره ادناه . كما تحدث العديد من الشخصيات الوطنية من قادة الحراك في المهرجان الذي اقيم في ديوان عشيرة العويدي بالسويسة وحضره اكثر من الفي شخص , ركزوا فيها على ان وتيرة الاصلاح لا تسير حسبما المامول والوعود .
وحذر النائب السابق ورئيس الحركة الوطنية الاردنية د . عويدي العبادي، ، من أن "كبت الناس هو الذي سيؤدي إلى التطرف والعنف والفوضى والإنفجار وربما الى الإرهاب"، وقال في مؤتمره الصحفي الذي عقده مساء الاثنين 5/3/2012 بحضور اكثر من الفي شخص ، ومشاركة المئات من ممثلي الحراكات الشعبية في مختلف المحافظات الأردنية، "نحن شعب اردنا الحياة واستجاب لنا القدر".
وأكد في كلمة مكتوبة القاها ، أن "التغيير قادم لامحالة، لأنه سنة الكون والحياة، وخير وسيلة للتعامل معه هي القبول به، وليس القمع والإعتقال والسجون والتخوين والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد".
وطالب في هذا السياق "بتغيير قيادات الامن العام والدرك بأخرى تفهم الخصوصية والثقافة الاردنية، وتعرف للسلوك الحضاري مكانا في ثقاقتها وسلوكها".
وقال "لا يمكن الحفاظ على الأردن بدون الحفاظ على هويته بمنع التجنيس والتوطين والتهجير اللذين يعتبران خيانة عظمى للإسلام والعروبة وضياع فلسطين، وبالتالي تحويل الأردن وطنا بديلا"، مطالبا كذلكبوجوب "وقف تعويم الهوية الاردنية والفلسطينية والحفاظ عليهما في وجه المخططات الصهيونية والاستعمارية".
وأكد على وجوب "السماح للجميع في ان يمارسوا حقوقهم وحريتهم في التعبير, والا فإنهم سينتزعون ذلك انتزاعا في مرحلة ما, مما سيؤدي الى العنف والى نتائج أخرى كتطور طبيعي وتلقائي في سعي الشعب نحو استعادة حريته وكرامته". وقال عويدي العبادي "قتل الأردني ليس بإعدامه وإنما باهانته, ونحن شعب نقتل من اجل كرامتنا، ونسامح القاتل من أجل كرمنا وكرامتنا أيضا".
وبلغة صارمة، قال عويدي العبادي "إن ما يتم من نزع كرامة الشعب وحقوقه وامواله ومقدراته تحت مسميات وعناوين كثيرة لن يطول ليله وظلامه, وسيأتي يوم، ولا أظنه بعيدا سينتزع الشعب كرامته وحقوقه، ويستعيدها تحت أي ظرف، وبأي ثمن, اذا لم يعيدها ناهبوها طواعية".
ودعا إلى "تحالف وتكاتف بين الحراكات الوطنية الشعبية والمواقع الالكترونية والفضائيات الخاصة المحلية، لعمل بث حي ومباشر لسائر الحراكات المحلية والعامة لنقل الصورة الى الشعب والعالم".
ونفى عويدي العبادي، الذي أفرج عنه الخميس الماضي , وقال "أنا لم ارتكب أية جريمة تستحق العقوبة أو السجن, بل قدمت نصيحة واجتهادا وتحذيرا من تداعيات رفض الإصلاح والضحك على الشعب".
ووصف الطريقة التي لوحق بها، واعتقاله بأنها برهنت "بما لا يدعو مجالا للشك ان الجهات الرسمية ومن يدير الازمات لازالوا خارج اطار الزمن والتاريخ ولم يشعروا بالتغيرات التي تجري في البلاد والخارج". وقال "لا زالوا في بروج عاجية من القرون الوسطى التي تعتمد عبادة الفرد بدل محاسبته، ولكن الدنيا تغيرت".
ووصف عويدي العبادي فشل الأجهزة في إدارة افتراءاتهم عليه، على حد وصفه، قائلا لقد "تغلب عليهم جيل الفيس بوك والحراك الشعبي وابناء العشائر الاردنية واحرار الاردن.. وإن الاردنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي لإنقاذ بلادهم من الفوضى اذا داهمتهم".
وقال "فالاردنيون يهمهم وطنهم واستقرارهم واستمرارهم وبقاءهم اعزاء كرماء في وطن العزة والكرامة, فمن سار معنا على هذا النهج فهو محل ترحيب، ومن أبى فعليه وزره".
ووصف "طريقة ادارة البلاد ومصالح الشعب في هذه الفترة" بأنها "أصبحت خارج اطار الزمن, وهي طريقة اتت عليها عناصر الفناء, وسلبتها عناصر البقاء", لكنه استدرك قائلا "ومع هذا فنحن شعب متسامح ونسامح لمن يريد التوبة والإعتذار لهذا الشعب العظيم، ويعيد إليه امواله ومقدراته طائعا, وإلا فإن تحول العالم الى مصالح وليس الى عواطف, جعل من السهل استعادة الاموال عبر الشرعية الدولية وقنواتها, وهذا مارايناه في دول عربية حررها الربيع العربي من الطاغوتية".
وأكد عويدي العبادي "إن رفض الإصلاح سيؤدي إلى الفوضى والتغيير, وهذه نصيحة واجتهاد وتحذير وليس تهديدا".واستنكر اعتبار الجهات الرسمية "كل مخلص للاردن وهويته ومطالب بالاصلاح والتصويب ومحاسبة الفاسدين انه يريد تقويض النظام".
وعبر عن ايمانه بأن "رئيس الوزراء يجب ألا يكون بالتعيين، وانما من خلال الإنتخاب وتكليفه كرئيس من ضمن الأغلبية الناجحة بالإنتخابات الشعبية بتشكيل الحكومة، ضمن البرنامج الاصلاحي الشفاف النزيه الذي انتخبهم الشعب بموجبه, لتتجسد ارادة الشعب وليس ارادة الفرد".
وحذر عويدي العبادي من أن "من يراهن على الوقت في موضوع المسيرات وأنها ستخبو بعد أشهر، عليه ان يقرأ التاريخ", مذكرا أن الأردنيين ناضلوا تسع سنوات متواصلة لتحرير الاردن من الاحتلال الروماني، كما ناضلوا لتحرير الاردن من الاحتلال التركي لمدة تسع سنوات أيضا بدأت من ثورة الكرك الخالدة عام 1910 الى عام 1918.
وأكد "هذا الحراك سيستمر إلى أن يحقق اهدافه، ولن نكون الا احفاد اؤلئك الآباء الخالدين منذ اليونان والرومان إلى بني عثمان إلى يومنا هذا".
وختم عويدي العبادي كلمته قائلا "بلغة الأرقام: فقد كان عدد سكان الأردن عام 1999 أقل من اربعة ملايين، وصار في عام 2011 ثمانية ملايين. وكانت المديونية في عام 2001 ستة مليارات ونصف مليار دولار, وفي منتصف عام 2011 ثمانية عشر مليار دولار: فالأرقام تتكلم وكفى".
وفيما يلي نص الكلمة
= فارحب بكم جميعا اجمل ترحيب , ونشكر الله سبحانه على ماانعم به علينا من المطر والحرية التي لايعدلها ثمن . واتقدم من سائر الحراكات الوطنية الشعبية الاردنية واحرار الاردن والوطنيين على امتداد الوطن بالشكر الجزيل لمواقفهم المسؤلة ودورهم المميز في الدفاع عن حرية الراي والتعبير وحريتي واطلاق سراحي ومطالبتهم بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال والمقدرات المنهوبة , كما اشكر قبيلة عباد المؤمنة بذلك كله , والتي وقفت موقفا وطتيا كما هو هو شانها عبر التاريخ , وساندت فيه حريتي وطلبات اطلاق سراحي بعد الاعتقال الهمجي التعسفي اللاقانوني واللاشرعي الممنهج المبرمج والمبيت سلفا وزجي بالسجن لشهر كامل . واتقدم من سائر الكتاب والمفكرين واعضاء النقابات والمجتمع المدني والجنة العليا للمتقاعدين العسكريين واللجنة التحضيرية للمتقاعدين العسكريين , باشكر لهم على مساندتهم لحرية الراي والتعبير ودورهم الحضاري في ذلك كله .والشكر موصول الى منظمات حقوق الانسان العالمية والعفو الدولية والاعلام العالمي والاردني الخارجي لدورهم المميز على المستوى العالمي في مساندة قضيتي . والشكر كل الشخصيات الوطنية ايضا والمئات من رجالات الوطن والحراكات في معان والشوبك والطفيلة والكرك والمزار وذيبان ومادبا والسلط واربد والمفرق والزرقاء وجرش وعجلون والبادية والرمثا وخرجا والعاصمة عمان , وسائر العشائر الاردنية والحركات التي اصدرت بيانات الدعم لحريتنا والرفض للقمع والاعتقال لي ولاحرار الاردن . كما اشكر اسرتي واشقائي وعائلتي في تحركهم المنسجم مع مواقف احرار الاردن والحراكات والعشيرة والاسرة في انسجام وطني متناغم فريد . وكانت محصلة جهود هؤلاء جميعا قد الت الى ماترون الا وهو اطلاق سراحي لاكون مع اسرتي ومعكم واتحدث اليكم والحمد لله رب العالمين .
= والشكر موصول ايضا الى المواقع الالكترونية الاردنية والخارجية وبعض الفضائيات المحلية التي تابعت القضية مما سلط الضوء على الانتهاكات التي تجري لحرية التعبير في وطننا الغالي وهم جميعا فرسان التغيير والحرية , واطالب بالحفاظ على حريتهم في النشر والتعبير بدون قيود تسميها الجهات الرسمية : قانونية , لان الالتزام بقيود الاخلاق الاردنية اكثر رقيا وكفاءة من القيود القانونية الثقيلة .
= كما اعتذر لكل من تم اعتقاله وملاحقته وسجنه بسبب دفاعه عن حريتي وادين بشده السلوك اللاحضاري لقوات الدرك والشرطة باستفزاز وضرب وملاحقة هؤلاء الاحرار على الدوار الثامن وتعذيبهم وسجنهم بدون مبرر ولو حدث هذا في بلد تؤمن بالديموقراطية والحرية وكرامة الشعب فانه سيعتبر نمطا من الافلاس السياسي والامني والاخلاقي لمن يمارسه . ومن المحزن ان هذين الجهازين حصلا على براءة عداوتهم للشعب الاردني بامتياز وبخاصة انه سلوك نشاز يتكرر في في سلئر محافظات الاردن . من هنا فانني ادعو واطالب بتغيير قيادات هذه الاجهزة باخرى تفهم الخصوصية والثقافة الاردنية وتعرف للسلوك الحضاري مكانا في ثقاقتها وسلوكها , وان يكون لديهم قدرة على التحدث بلغة الحوار وليس بلغة العضلات والسلاح ومسيلات الدموع والاليات المصفحة والمداهمات الهمجية , واولى بهم ان يكونوا حاضنة لامن الشعب وليس مصدرا لارهابه وتخويفه , وان يعتقلوا اللصوص والناهبين والفاسدين والحيتان الطاغوتية التي.اوصلت البلاد الى مانحن فيه .
= ان الاصلاح لايمكن ان ياخذ مكانه اذا لم تكن هناك سيادة وقدسية لحرية التعبير والقانون والحرية الشخصية ورفع القبضة اللاقانونية والظلامية عن الحريات والاعلام وبخاصة الاعلام الالكتروني , واذا لم تنتهي مسميات الخطوط الحمراء فان الفساد سيبقى يجد ملاذا امنا له في رحم الطبقية العفنة وثنايا الخطوط الحمراء والصفراء المتشابكة المتعددة والتي تزداد كل يوم على كاهل الشعب , لانه يفترض ان يكون الخط الاحمر الوحيد الذي يقف عنده الجميع هو الاردن وهويته وكرامة المواطن وحريته وحقه في التعبير , وان اعتبار الفاسدين ومن يدعمهم خطوطا حمراء سيبقي الامور بعيدة من الاصلاح االمنشود بل سيكون الاصلاح معزوفة وهمية يرقص عليها الفاسدون بل ويرقصون على جراحتنا ويمعنون في نهب بلادنا مما سيؤدي الى مالايحمد عقباه .
= ولا يمكن الحفاظ على الاردن بدون الحفاظ على هويته بمنع التجنيس والتوطين والتهجير اللذين يعتبران خيانة عظمى للاسلام والعروبة وضياع فلسطين وبالتالي تحويل الاردن وطنا بديلا . من هنا فانه يجب وقف تعويم الهوية الاردنية والفلسطينية والحفاظ عليهما في وجه المخططات الصهيونية والاستعمارية .
= اننا في الاردن نعاني من مربع الاستبداد والفساد والعناد والتجاوز على كرامتنا وحريتنا وخصوصيتنا الاردنية , ولا يمكن الحد من هذه الكوابيس الا من خلال حرية التعبير البعيد عن عنف الدولة وتطرفها والاساءة الى المطاليبن بها , وما تمارسه من التهميش والاقصاء والتخوين للاحرار والوطنيين . من هنا فانه يجب السماح للجميع في ان يمارسوا حقوقهم وحريتهم في التعبير, والا فانهم سينتزعون ذلك انتزاعا في مرحلة ما , مما سيؤدي الى العنف والى نتائج اخرى كتطور طبيعي وتلقائي في سعي الشعب نحو استعادة حريته وكرامته , فقتل الاردني ليس باعدامه وانما باهانته ,ونحن شعب نقتل من اجل كرامتنا ونسامح القاتل من اجل كرمنا وكرامتنا ايضا . وان كبت الناس هو الذي سيؤدي الى التطرف والعنف والفوضى والانفجار وربما الى الارهاب . وان الديموقراطية والحرية وتكافؤ الفرص والكرامة ومقياس المواطنة الصالحة وحقوق الانسان هي التي يجب ان تكون في عداد الامور المحرم تجاوزها وليس العكس , ولا مناص من اختفاء عبارات التخوين والاقصاء والوصاية على الشعب , فنحن شعب اردنا الحياة واستجاب لنا القدر .
= والتغيير قادم لامحالة لانه سنة الكون والحياة وخير وسيلة للتعامل معه هي القبول به وليس القمع والاعتقال والسجون والتخوين والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد . حيث اننا صرنا في زمن الرويبضة التي يؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين . ولن يطول مثل هذا الظلم والظلام لانه مغاير للطبيعة والحياة والكرامة ., وان الوطن لايبنى بغير الحرية والعدالة وسواعد ابنائه وان وطنا بلا حرية هو مزرعة للعبودية ووطن بدون اهله هو اوهى من بيت العنكبوت , وان حرمان الاردنيين من حقوقهم في بلادهم انما هو مشروع نحو العنف اللامحمود . وان مايتم من نزع كرامة الشعب وحقوقه وامواله ومقدراته تحت مسميات وعناوين كثيرة لن يطول ليله وظلامه , وسياتي يوم ولا اظنه بعيدا سينتزع الشعب كرامته وحقوقه ويستعيدها تحت اي ظرف وباي ثمن , اذا لم يعيدها ناهبوها طواعية . وعلى جميع الجلاوزة والظالمين والفاسدين ومن يامرهم ويحميهم او يتامر معهم او يتخذهم جباة له او يكون جابيا لهم , ان يفهموا ذلك ان كان لديهم عقول رشيدة .
= كما ادعو الى تحالف وتكاتف بين الحراكات الوطنية الشعبية والمواقع الالكترونية والفضائيات الخاصة المحلية لعمل بث حي ومباشر لسائر الحركات المحلية والعامة لنقل الصورة الى الشعب والعالم , وتوعيته لان الشعب الاردني شعب حي ومتحرك , وان الخمول والسبات شكل من اشكال الموت , وهذا سيعزز الاصلاح واستعادة مقدرات الوطن المنهوبة ومحاربة الفساد وكسر شوكة العناد . ولا يمكن تحقيق الاصلاح اذا كان الشعب ممنوعا من الحرية والتعبير او يعيش حالة الرعب في لقمة عيشه وامنه وحياة اسرته . واننا بالاردن كالدراجة الهوائية اذا وقفت وقعت , وعلينا ان نديم الحراك لتبقى الحياة والحركة لنا وللوطن . وانه في حال الفتور عن التحرك والحراك وهيمنة قوى الشد العكسي والاستبداد فاننا سنرى حملة من اعتقالات الاف الشباب والناشطين . انه صراع البقاء بين الخير والشر والحق والباطل والاصلاح والدمار والفساد والنزاهة .
= ثم نعود الى موضوع اعتقالنا الهمجي المقزز والاساءة الينا وحرماننا من الامن والحرية والحركة عبر اربعين يوما واقول انني لم ارتكب اية جريمة تستحق العقوبة او السجن , بل قدمت نصيحة واجتهادا وتحذيرا من تداعيات رفض الاصلاح والضحك على الشعب , فلست تاجرا للمخدرات ولا العملات المزورة ولا ناهبا لاموال الشعب ولا بائعا للوطن , وعندما تم اسناد تهمة الخيانة العظمى الي في البداية لمجرد انني عبرت عن رايي لم اجد مثل هذه التهمة تطال من فكفك الدولة الاردنية التي بناها الاردنيون واباؤهم واجدادهم بسواعدهم وتكاتفهم وانسجام مكونات ابناء الوطن . وعندما استقرت التهمة اخيرا الى نمط من الارهاب عقوبته الاشغال الشاقة فانما هي ادانة لمن اراد بي كيدا ولن يغفر التاريخ له ذلك . فلم اجد هذه التهمة تطال من ارهب الامنين من ابناء بلدي بل كوفئوا على جرائمهم تلك . ولم تطل التهمة من نزع لقمة عيشنا وجعلنا نعيش في فاقة ومسبغة , وعندما اسندت الي تهمة التحريض ضد النظام حزنت كثيرا ايضا لانني ادعو الى الحراك السلمي وليس الى العنف , ضمن حق كل اردني في الاجتهاد وابداء الراي , وادعو الى اعادة حقوق الناس اليهم , والى ان تكون المواطنة الصالحة هي اساس الحقوق وليس مزاج المنابت والاصول . ولم اجد محاكمة لمن تجسس على الوطن ونهب مقدراته , بل لمن وقف في وجه الجواسيس والناهبين , ولا من زور ارادة الشعب بل من رفض هذا التزوير . وان سجن كل اردني حر يطالب بالاصلاح او يعبر عن رايه , سيقى وصمة عار في جبين من امر به ومن نفذه ومن تامر على الوطن وانا ابن الوطن . وان طريقة ملاحقتي واعتقالي وادارة الازمة انما برهن بما لا يدعو مجالا للشك ان الجهات الرسمية ومن يدير الازمات لازالوا خارج اطار الزمن والتاريخ ولم يشعروا بالتغيرات التي تجري في البلاد والخارج . ولا زالوا في بروج عاجية من القرون الوسطى التي تعتمد عبادة الفرد بدل محاسبته . ولكن الدنيا تغيرت .
= واستغرب كيف تدعي الجهات الرسمية وتتباهى بوهم الديموقراطية والحرية وهي في الواقع والحقيقة تحرم تحريما مطلقا مماسة الحرية والديموقراطية , وهنا اذكرهم بقوله سبحانه : (ياايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون , كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون ) سورة الصف . فالممارسة الرسمية مغايرة تماما للاقوال العلنية . واذا اراد اي شخص في العالم ان يعرف الحقيقة حول السياسة الرسمية فان امثل طريقة هي ان يعتبر الحقيقة مغايرة بالتمام والكمال لما نسمعه ونراه من ابتسامات رسمية عقب التهام كل فريسة من مقدرات البلاد والعباد .
=ان استمرار هذا النهج السياسي الذي نراه ونعاني منه سيؤدي بالبلاد الى الفوضى وهذا مانبهت اليه محذرا وليس مهددا , وعبرت فيه عن فكري ورايي , ولكن عصابات النهب الذين يجدون في هذا الكلام خطرا على امتيازاتهم ونسفا لها وكشفا لهم امام صاحب / اصحاب القرار اسندوا الي التهم التي يمارسونها بحق الوطن , ولكنهم فشلوا في ادارة هذا الافتراء والهراء , وتغلب عليهم جيل الفيس بوك والحراك الشعبي وابناء العشائر الاردنية واحرار الاردن . وان الاردنيين لن يقفوا مكتوفي الايدي لانقاذ بلادهم من الفوضى اذا داهمتهم , فالصراع من اجل البقاء والاستمرار والاستقرار جعل الاردنيين يتكيفون عبر التاريخ مع المستجدات ولم يقفوا عند محطة شخص او عائلة او مجموعة اذا كان مصيرهم يقتضي تجاوزها او تغيير وسيلة البقاء بطريقة تتفق مع كرامتهم وبقائهم واستمرارهم فوق ارض الاباء والاجداد . وفي هذا العصر فان الشعب الاردني يتميز بخبرات ومؤهلات عاليه ويرفض مفهمو الجينات المتفوقة لانه مفهوم صهيوني نازي يؤمن به المتصهينون والنازيون واتباعهم . ومبدا الجينات المتفوقة يغاير العقيدة الاسلامية القائمة على قوله تعالى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) . فالاردنيون يهمهم وطنهم واستقرارهم واستمرارهم وبقاءهم اعزاء كرماء في وطن العزة والكرامة , فمن سار معنا على هذا النهج فهو محل ترحيب ومن ابى فعليه وزره .
= ان طريقة ادارة البلاد ومصالح الشعب في هذه الفترة اصبحت خارج اطار الزمن , وهي طريقة اتت عليها عناصر الفناء , وسلبتها عناصر البقاء , ومع هذا فنحن شعب متسامح ونسامح لمن يريد التوبة والاعتذار لهذا الشعب العظيم ويعيد اليه امواله ومقدراته طائعا , والا فان تحول العالم الى مصالح وليس الى عواطف , جعل من السهل استعادة الاموال عبر الشرعية الدولية وقنواتها , وهذا مارايناه في دول عربية حررها الربيع العربي من الطاغوتية فالشعب الاردني ليس ضد الافراد والاسر والمجموعات وانما مع وطنه استمرار واستقرار وامنا وازدهارا . ومن حق كل اردني ان يقدم رايه ونصيحته واجتهاده , . ولئن سكت الشعب ونخبته ردحا من الزمن على نهب البلاد بانتظار اصلاح الامور, وان رفض الاصلاح سيؤدي الى الفوضى والتغيير , وهذه نصيحة واجتهاد وتحذير وليس تهديدا , وهذه قراءة للظروف التي يعيشها الاردن في خضم بحر الربيع العربي . وكنت اتمنى ان تاخذ الجهات الرسمية بصوت الشعب بمطالباته الاصلاحية بعين الايجاب والجدية لا ان تمارس عليه الاضطهاد والاستبداد والعناد , وكما يقول فولتير منظر الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر /( قد اختلف معك ولكني مستعد للموت دفاعا عن حريتك وتعبيرك ) . فنصيحتي جاءت في دائرة الاخلاص لبلدي وحبي له , واستغرب كيف ان الجهات الرسمية تعتبر كل مخلص للاردن وهويته ومطالب بالاصلاح والتصويب ومحاسبة الفاسدين انه يريد تقويض النظام وانه يرتكب الخيانة العظمى ويمارس الارهاب . والسؤال الان : ماذا سيقول التاريخ في هذا الصدد ؟ .
= واذا كنا نعتبر ماقاله ولي العهد السابق في مقابلته المشهورة والتي قال فيها ماقاله : نمطا من وجهة النظر وحرية التعبير , رغم عدم رضا الاردنيين عما قاله , فان من حق الاردنيين ايضا ان يعبروا عن ارائهم في المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد وان على الجهات الرسمية ان تعتبره تعبيرا عن الراي والا تكيل بمكيالين
= وقد قرات كثيرا مما يبثه الظلاميون والنكرات ومعاقل الظلم من سموم ضدي شخصيا ويدعون انني اسعى الى المناصب وان اقوالي متناقضة وهو مايصفون به كل اردني وطني . واقول هنا انني لا اسعى الى المناصب ولا اطمح اليها وارفضها ان سعت الي, وانني مؤمن بكل ماقدمته من فكر وراي . وبالتالي فلست متناقضا في اقوالي كما يدعي الظلاميون واعداء الاردن . .. كما اؤمن ان رئيس الوزراء يجب الا يكون بالتعيين وانما من خلال الانتخاب وتكليفه كرئيس من ضمن لاغلبية الناجحة بالانتخابات الشعبية بتشكيل الحكومة ضمن البرنامج الاصلاحي الشفاف النزيه الذي انتخبهم الشعب بموجبه , لتتجسد ارادة الشعب وليس ارادة الفرد .
= ان النضال السياسي السلمي واجب وطني علينا جميعا لتجنب الفوضى والانهيار ووقف تحويل الوطن الى شركة محدودة المسؤلية دور الاردنيين فيها دفع المال لعصابة محددة لا تتقي الله فينا . وهذا امر لم يعد مقبولا وعلينا ان نناضل سياسيا وسلميا من اجل حريتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية الاردنية , وان نتغلب على قوى الظلام والشد العكسي . وان من يراهن على الوقت في موضوع المسيرات وانها ستخبو بعد اشهر عليه ان يقرأ التاريخ , فقد ناضل الاردنيون تسع سنوات متواصلة لتحرير الاردن من الاحتلال الروماني من السنة الخامسة للهجرة الى السنة الثالثة عشرة للهجرة وهي وقوع معركة اليرموك الخالدة . كما ناضلوا لتحرير الاردن من الاحتلال التركي لمدة تسع سنوات ايضا بدات من ثورة الكرك الخالدة عام 1910 الى عام 1918 . واقول لمن لا يريد الاستجابة لطلبات الاردنيين في الاصلاح واستعادة الاموال والمقدرات ومحاسبة واللصوص والعصابات ان هذا الحراك سيستمر الى ان يحقق اهدافه ولن نكون الا احفاد اؤلئك الاباء الخالدين منذ اليونان والرومان الى بني عثمان الى يومنا هذه .
= التمس واطلب الاخوة في سائر حراكات الاردن ان يرفضوا اية اعتقالات او ملاحقات امنية او قضائية او ادارية او وظيفية ضد اي ناشط او معارض او مشارك وطني في هذه الحراكات او ضد اي من اسرته واتباعه , وفي حالة الاستدعاء والملاحقة والمضايقة ان نتحرك جميعا في سائر انحاء الاردن لحماية هؤلاء الشرفاء في اية رقعة من البلاد ومن اية فئة اجتماعية كانت, وعلى الجهات الرسمية ان تطوي هذه الملفات برمتها , وان تفتح بدلا منها ملفات الفساد بعيدا عن الانتقائية وتصفية الحسابات وان ينتهي تحريم فتح ملفات الفاسدين والمفسدين ممن ينتهي وصفهم بالخطوط الحمراء , وابناء الداية .
= وهنا ابين ماتم نشره رسميا سابقا ولاحقا بلغة الارقام :فقد كان عدد سكان الاردن عام 1999 اقل من اربعة ملايين وصار في عام 2011 ثامنية ملايين . وكانت المديونية في عام 2001 ستة مليارات ونصف مليار دولار , وفي منتصف عام 2011 ثمانة عشر مليار دولار : فالارقام تتكلم وكفى .
= واخيرا نقول حفظ الله الاردن وشعبه وهويته وامنه واستقراره وازدهاره
/ السويسة / وادي السير الاثنين 5/3/2012