باستثناء الجولة الميدانية التي قام بها رئيس الوزراء لبعض المناطق في “وسط العاصمة” لم يكلف أي وزير نفسه للخروج من عمان وتفقد أحوال الناس في المحافظات البعيدة.
غياب التواصل بين الحكومة والناس لا يتعلق فقط بموسم “الثلج”، هذا الذي يفترض أن يدفع اخواننا المسؤولين الى خلع “البدلات” وارتداء “الفويتك” لممارسة واجبهم “الوظيفي” (دعك من الواجب الانساني)، في معاينة الميدان والاستماع الى شكاوى الناس وتقديم ما يلزم من عون ومساعدة، ولكن هذا الغياب أصبح – للأسف – سمة عابرة للحكومات ومرتبطاً بأغلبية الوزراء الذين يؤثرون قراءة التقارير في مكاتبهم بدل سماعها من الناس مباشرة، ويخرجون – إذا خرجوا – بزيارات “مبرمجة” ومرتبة وفق بروتوكولات معدة سلفاً، ولا تفضي – في الغالب – الى أية نتائج.
قلل من المسؤولين يعرف كيف يستطيع “الفقراء” في القرى والاطراف تدبير “امورهم” في هذه الظروف “الشتوية” القارصة، كيف يأكلون ويشربون، كيف “يدبرون” ثمن اسطوانة الغاز و”تنكة” الكاز والديزل، كيف يفكرون “بالراتب” الذي تبخر منذ الايام الاولى في الشهر.. وربما لا يعرف أحد أن ثمة من لا يزال يعيش في “بيت” شعر أو خيمة، وبلا كهرباء وأن آخرين لا دخل لهم(عيشة يوم بيوم) ولا يوجد في جيوبهم “دينار” واحد، وهم دائماً بانتظار ما يجود به الخيرون، على قلته وقلتهم.
حين يقرر المسؤول رفع أسعار الكهرباء – مثلاً – يفترض ان الناس في “بحبوحة” وبأن عشرة دنانير زيادة على الفاتورة لن تؤثر فيهم وهو بالطبع – لا يعرف بان زيادة “دينار” واحد على رب اسرة من ذوي الدخل المحدود سيقلب “الموازنة” التي رتبها وسيدفعه الى السحب من مصروف الاولاد لتغطية هذا العجز.
لا يعرف الفقر الا من “جرّبه” ولا المعاناة “المعيشية” الا من رآها بعينيه، ولكي يطمئن اخواننا المسؤولين الى مقرراتهم “العاجلة” لا بد أن يخرجوا الى الناس، ويتأملوا في وجوههم وينصتوا الى معاناتهم، ولو فعلوا ذلك لما فاجأونا بهذه القرارات التي دفعت الناس الى الدار وولدت في داخلهم اليأس وأخرجتهم عن “صبرهم” وحكمتهم الى الشارع لكي يصرخوا: كفى!
نريد من المسؤول الذي ما زال يستنكف عن “التقاط” ذبذبات الشارع أن يفهم بأنه في بلدنا ثمة من يخجل من أن يرفع صوته ويقول”: أنا جائع او محتاج، مع أن ظروف معظم الناس أصبحت لا تطاق، ومع أن ازمة “العيش” صارت خانقة اكثر مما نتوقع.
لا أخشى على بلدنا من “الحراكات السياسية”، ولا من ارتفاع سقوف الشعارات والمطالب، ولا من زحمة “الاحزاب” وسجالاتها، وانما من هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يزيد من احتقان الناس وشعورهم بالظلم وخيبتهم من وعود الحكومات ومقرراتها.
حين تجتمع قصص الفقر مع قصص الفساد و”القرصنة”، وحين يشعر الناس بان عيون الحكومات تتوجه الى جيوب الفقراء وتغمض عن جيوب الاثرياء وعن “اموال” الفاسدين، ينتاب الجميع احساس بالخوف من القادم، واصرار عجيب على مواجهة المشهد وانتزاع حقوقهم بأنفسهم.. وأخشى ما أخشاه أن نفاجأ بانفجارات اجتماعية تخرج من بطن “الجوع” ومن مخاضاته ثم تتحول الى “السياسة” وطوابقها وعندئذ يتسع الفتق على الراتق!.
غياب التواصل بين الحكومة والناس لا يتعلق فقط بموسم “الثلج”، هذا الذي يفترض أن يدفع اخواننا المسؤولين الى خلع “البدلات” وارتداء “الفويتك” لممارسة واجبهم “الوظيفي” (دعك من الواجب الانساني)، في معاينة الميدان والاستماع الى شكاوى الناس وتقديم ما يلزم من عون ومساعدة، ولكن هذا الغياب أصبح – للأسف – سمة عابرة للحكومات ومرتبطاً بأغلبية الوزراء الذين يؤثرون قراءة التقارير في مكاتبهم بدل سماعها من الناس مباشرة، ويخرجون – إذا خرجوا – بزيارات “مبرمجة” ومرتبة وفق بروتوكولات معدة سلفاً، ولا تفضي – في الغالب – الى أية نتائج.
قلل من المسؤولين يعرف كيف يستطيع “الفقراء” في القرى والاطراف تدبير “امورهم” في هذه الظروف “الشتوية” القارصة، كيف يأكلون ويشربون، كيف “يدبرون” ثمن اسطوانة الغاز و”تنكة” الكاز والديزل، كيف يفكرون “بالراتب” الذي تبخر منذ الايام الاولى في الشهر.. وربما لا يعرف أحد أن ثمة من لا يزال يعيش في “بيت” شعر أو خيمة، وبلا كهرباء وأن آخرين لا دخل لهم(عيشة يوم بيوم) ولا يوجد في جيوبهم “دينار” واحد، وهم دائماً بانتظار ما يجود به الخيرون، على قلته وقلتهم.
حين يقرر المسؤول رفع أسعار الكهرباء – مثلاً – يفترض ان الناس في “بحبوحة” وبأن عشرة دنانير زيادة على الفاتورة لن تؤثر فيهم وهو بالطبع – لا يعرف بان زيادة “دينار” واحد على رب اسرة من ذوي الدخل المحدود سيقلب “الموازنة” التي رتبها وسيدفعه الى السحب من مصروف الاولاد لتغطية هذا العجز.
لا يعرف الفقر الا من “جرّبه” ولا المعاناة “المعيشية” الا من رآها بعينيه، ولكي يطمئن اخواننا المسؤولين الى مقرراتهم “العاجلة” لا بد أن يخرجوا الى الناس، ويتأملوا في وجوههم وينصتوا الى معاناتهم، ولو فعلوا ذلك لما فاجأونا بهذه القرارات التي دفعت الناس الى الدار وولدت في داخلهم اليأس وأخرجتهم عن “صبرهم” وحكمتهم الى الشارع لكي يصرخوا: كفى!
نريد من المسؤول الذي ما زال يستنكف عن “التقاط” ذبذبات الشارع أن يفهم بأنه في بلدنا ثمة من يخجل من أن يرفع صوته ويقول”: أنا جائع او محتاج، مع أن ظروف معظم الناس أصبحت لا تطاق، ومع أن ازمة “العيش” صارت خانقة اكثر مما نتوقع.
لا أخشى على بلدنا من “الحراكات السياسية”، ولا من ارتفاع سقوف الشعارات والمطالب، ولا من زحمة “الاحزاب” وسجالاتها، وانما من هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يزيد من احتقان الناس وشعورهم بالظلم وخيبتهم من وعود الحكومات ومقرراتها.
حين تجتمع قصص الفقر مع قصص الفساد و”القرصنة”، وحين يشعر الناس بان عيون الحكومات تتوجه الى جيوب الفقراء وتغمض عن جيوب الاثرياء وعن “اموال” الفاسدين، ينتاب الجميع احساس بالخوف من القادم، واصرار عجيب على مواجهة المشهد وانتزاع حقوقهم بأنفسهم.. وأخشى ما أخشاه أن نفاجأ بانفجارات اجتماعية تخرج من بطن “الجوع” ومن مخاضاته ثم تتحول الى “السياسة” وطوابقها وعندئذ يتسع الفتق على الراتق!.
حسين الرواشدة