اخبار البلد : حسن سعيد - اذا كان هنالك من نصيحة تقدم للحكومة ورئيسها فإن النصيحة ستكون هي تأجيل الانتخابات البلدية لحين اجراء الانتخابات البرلمانية وذلك لجملة من الاسباب المقنعة والضرورية:
اولا : ان اهتمام الشارع بالانتخابات البلدية يفوق بأضعاف اهتمام الناس بالانتخابات النيابية التي فقدت مصداقيتها وشرعيتها واهتمام الناس بها بسبب التزوير والتدخل المباشر وغير المباشر فيها ولذلك فان نسبة التصويت في الانتخابات البلدية كانت تفوق نسبة الانتخابات البرلمانية بالرغم من ان الاخيرة هي الاهم والاكثر صلاحية .
ثانيا : ان الانتخابات البلدية والتحضير لها والاستعداد لاجرائها يحتاج لجهد ووقت كبيرين خصوصا بعد التخبيص الذي مارسته الحكومة السابقة اثناء استحداث بلديات جديدة وسلخ بلديات عن بعضها وتفتتيتها وتقسيمها مما خلط الحابل بالنابل وبعثرت كل الاوراق فتلاشت الجغرافية وتبخرت الديموغرافيا فلم يعد هناك معرفة لشكل البلدية الجديدة او القديمة او عدد السكان الجدد مما يستوجب منح فرصة للاخرين للتعرف على البلديات الجديدة.
ثالثا : ان الجانب الخدماتي اهم من الجانب السياسي وعند كثير من غالبية الشارع ولذلك يجب ان يكون استعداد الدولة بكل اجهزتها في هذه الانتخابات اكثر من اي وقت مضى لان الانتخابات البلدية تمثل كل شارع وكل حي ومنطقة ومدينة وهذا لايعني عدم الاهتمام بالانتخابات البرلمانية فالبلدية تمثل الشرعية الاولى للتمثيل الشعبي بعكس البرلمان الذي تدخل به السياسة في صلب القضايا الوطنية على حساب الخدماتية ولذلك فالبرلمان الذي كان يحافظ على دور خدماتي كان ينجح اكثر من المجلس الذي يقدم السياسة على الخدمات.
رابعا : ان اجراء الانتخابات البلدية في ظل هذا المجلس يعني ان الانتخابات ستطاردها شبهات البرلمان والقوى المؤثرة به والتي ستحاول التدخل به والضغط بإتجاه التأثير في نتائج الانتخابات في كل مراحلها ولذلك فإن اجراء الانتخابات البلدية بدون تأثير او تدخل من البرلمان وعناصره وقواه المؤثرة ورموزه سيكون افضل في حال لو تم مع هذا البرلمان المشكوك في مصداقيته وشرعيته وهيبته فهو برلمان مزور بلا ارادة او شعبية فما جاء بالباطل لايمكن ان يبني ديمقراطية او يحرص على حق "ففاقد الشيء لايعطيه "ولذلك على الحكومة القادمة والبرلمان القادم ان يحرصا على اجراء الانتخابات البلدية القادمة خصوصا وان البرلمان القادم سيكون من رحم الشعب وحكومته ايضا مما يمنح الفرصة للحكومة والبرلمان الاستعداد لهذه الانتخابات بشكل اوفى بدلا من التدخلات والشبهات المسموحة وغير المسموحة .
وآمل من الحكومة ان لا تتعجل او تتسرع في اجراء االانتخابات البلدية تحت اي ظرف او مسمى لان الاسراع في هذا الوقت سيعجل من الدخول في الاخطاء والثغرات باعتبار ان "في العجلة الندامة وفي التأني السلامة" فالظرف العام والحالة الوطنية غير ناضجة بهذا الوقت لاجراء انتخابات بلدية خصوصا في ظل حراك الشارع الذي ساهم في تقسيم البلديات وفصلها خلال الفترة الماضية وبدون ذلك تقع الحكومة في المحظور وفي دائرة الخطر وستخسر كل ما بنته ونفذته خلال الفترة الماضية.