حين اعتبر صدام حسين الفلسطينيين جزءا من الشعب العراقي.. هل من حاكم عربي يفعلها اليوم؟ والسنوار يمتلك شارع الشانزليزيه في باريس
د. محمد أبو بكر
أخبار البلد - د. محمد أبو بكر بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، والتي أعقبت الدخول العراقي للكويت، أقرّ مجلس الأمن الدولي ما يسمى اتفاقية النفط مقابل الغذاء، بعد فرض الحصار على العراق وإنزال العديد من العقوبات به. أمر الرئيس الراحل صدام حسين بإرسال كتاب يتضمّن أن تشمل تلك الإتفاقية الشعب الفلسطيني، على اعتبار أنّه جزء من الشعب العراقي، فالرئيس صدام لم يكن يفرّق بين المواطن العراقي والفلسطيني، حتى في مسألة الدراسة في الجامعات العراقية، فالفلسطيني كانت تتم معاملته كالطالب العراقي تماما. وخلال الإنتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمر الرئيس صدام بصرف مبلغ عشرة آلاف دولار لعائلة كل شهيد، إضافة لمبلغ مالي للجريح الفلسطيني، هذا هو العراق في ذلك العهد، والذي كان يرى بأنّ الشعب الفلسطيني هو أمانة في أعناق كل القادة العرب، ولا يجوز بأيّ حال التخلّي عنه، وخاصة في الأوقات الصعبة. القادة الكبار ذهبوا إلى دار الحق، وغالبيتهم فارقوا الحياة بالسمّ التدريجي أو الإغتيال ؛ من جمال عبد الناصر إلى الملك فيصل في السعودية، وصولا للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والعقيد معمر القذافي. لم يبق في الساحة العربية واحدا من طينة هؤلاء الذين كانوا يمثّلون عقبة كأداء أمام الغرب المجرم وعلى رأسه الولايات المتحدة، والصهيونية، التي تغرس أظافرها اليوم في الجسد العربي بمعاونة عواصم غربية، وكذلك أنظمة عربية استساغت لغة الإنبطاح والذلّ والعار. الشعب الفلسطيني اليوم لا يجد من يمدّ إليه يد العون والمساندة، والأنظمة العربية في غالبيتها تشاهد ما يجري وقد فقدت كل إحساس ومسؤولية، يمطرون شعوبهم بتصريحات أقلّ ما يقال بأنها مقزّزة، في الوقت الذي يمارس فيه الصهاينة إجراما لا يمكن تصوّره. هل يمكن تكرار ما فعله صدام حسين قبل أكثر من ثلاثة عقود ؟ هل سنشهد تصريحا لحاكم عربي يعتبر فيه الشعب الفلسطيني جزءا من شعبه ؟ إذا كان غالبية حكّام العرب لا يجرؤون على اعتبار المقاومة في غزة حركة تحرر وطني، فكيف بهم يفعلون ما فعله صدام بحقّ الشعب الفلسطيني في هذه الظروف ؟ الفلسطينيون في غزّة غسلوا أيديهم من حكّام هذا الزمان، هم وحدهم في ساحة الكرامة والشرف، هم وحدهم من يدافع عن مصيرهم ومصيرنا، وهم يدركون بأنّ ساعة الحساب باتت قريبة على الرغم من الوجع والألم، وآلاف الشهداء الذين يرتقون يوميا. الليالي الحمراء تستمرّ في أكثر من عاصمة عربية، من خلال مهرجانات العهر والفسوق والفجور، غير أنّ اللون الأحمر في غزّة مختلف تماما، ولكنه اللون الذي سنلطّخ فيه وجوه كل الخونة والمتآمرين والمتخاذلين عمّا قريب. وعلى ذكر ما يجري في غزة، فقد فوجئت بامتلاك القائد يحيى السنوار شارع الشانزليزيه في باريس والعديد من الشركات العالمية، وأرصدة بالمليارات في بنوك فرنسا وبعض الشواطيء هناك، وعلى هذا الأساس قامت حكومة ماكرون بتجميد كافة الأصول العائدة للسنوار في فرنسا. إنّها فرنسا يا سادة، التي تحمل اليوم لواء مواصلة الحرب الصليبية، في الوقت الذي ما زلنا نفرش السجّاد الأحمر لمسؤوليها القتلة والمجرمين. هاي آخرتها.. السنوار ابن المخيم، صاحب أصول وأرصدة في البنوك الفرنسية، رغم أنني قمت بإبلاغ السنوار قبل أكثر من شهرين بضرورة سحبها من البنوك الفرنسية، ولكنه أصرّ على عناده.. يا إلهي.. ما أجمل عنادك ياسنوار أنت وكل أبطال المقاومة. كاتب فلسطيني