واجه صحافي في قناة TV5Monde الفرنسية تحذيراً/ توبيخاً من إدارته بعد مقابلة مضطربة مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رأت أنه لم يتم فيها احترام القواعد الصحافية.
خلال هذه المقابلة، التي أثارت العديد من ردود الفعل، سرعان ما ارتفعت حدة الكلام بين الصحافي محمد قاسي وضيفه أوليفييه رافوفيتش، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي (بالفرنسية)، عندما سأل الصحافي: "هل ستأخذون في الاعتبار من الآن فصاعدا حالة الطوارئ الإنسانية في القطاع الفلسطيني؟” فرد عليه الجندي الإسرائيلي: "هل تعتبرون دولة إسرائيل دولة لا تعرف قواعد الديمقراطية والقانون الدولي؟ نحن جيش دولة ديمقراطية نواجه الفاشية الأصولية الإسلامية الأفظع! ما نفعله هو الدفاع عن إسرائيل وعن جميع الإسرائيليين، سواء كانوا يهودًا أو مسيحيين أو مسلمين”.
ثم سأل الصحافي أيضا ضيفه الإسرائيلي بشأن العملية التي تم تنفيذها في مستشفى الشفاء، والذي زعمت إسرائيل أنه معسكر لحماس: دخول المستشفى، بالنسبة لك، يتوافق مع احترام القواعد والقانون الدولي، ولا سيما القانون الإنساني؟
فرد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي غاضباً: "بالنسبة لك، يبدو المستشفى الذي يستخدم كقاعدة عسكرية أمراً طبيعياً.. هل تعرف حماس.. لقد رأيت ما فعلوه. لقد ذبحوا الأطفال، ونزعوا أحشاء النساء، وأحرقوا الناس، وأحرقوا المنازل. هل تعتقد أنهم يتصرفون وفقًا للقانون الدولي ووفقا للعدالة واحترام حقوق الإنسان”. وارتفعت حدة الكلام حتى انفجر الضيف الإسرائيلي غاضباً ومعتبرا أن الصحافي يتصرف مثل حماس.
إدارة تلفزيون TV5Monde، اعتبرت أنه لم يتم احترام القواعد الصحافية المطبقة خلال أي مقابلة أو حوار. وقد أدى ذلك إلى الانطباع، في السؤال الأخير، بأن أساليب تدخل الجيش الإسرائيلي تعادل استراتيجية حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول "إرهابية”.
وقدم بعض الصحافيين تضامنهم مع زميلهم.. فقد اعتبرت الصحافية روزا موساوي أن البيان الصحافي TV5MONDE أمر مؤسف، قائلة: "الضحية الأخرى للحرب هي الحقيقة. إن دورنا كصحافيين لا يتمثل في بسط السجادة الحمراء للدعاية العسكرية من خلال نقل معلومات مُنعنا من التحقق منها”.
كما وصف الصحافي بيير بيشو المقابلة بأنها كانت "رائعة وشجاعة، وتتعارض مع ما نص عليه هذا البيان الصحافي المؤسف من TV5MONDE”.