حقق البرتغالي جوزيه مورينيو العديد من الألقاب والبطولات في مسيرته المهنية جعلت منه مدرباً مميزاً على الساحة العالمية أوصلته إلى أن يكون أفضل مدرب في العالم أكثر من مرة متفوقاً على مدربين كبار سبقوه في المهنة مثل اليكس فيرغسون وفابيو كابيلو وروبيرتو مانشيني وكارلو انشيلوتي وغيرهم.
لكن المدرب "الداهية" ارتكب أيضاً العديد من الأخطاء الكارثية في حياته، أكثر من مرة في الملاعب وخارجها كلفته الكثير من صورته الشخصية أو أثرت في نتائج الفرق التي يدربها.
خطأ كارثي.. ربما!
لا شك أن الطريقة التي لعب بها في مباراته أمام برشلونة في أول مواجهة بين الفريقين بعد استلامه الإدارة الفنية للفريق الملكي كانت خطأ كارثياً عندما اعتمد على الدفاع المتقدم، ما كلفه خسارة تاريخية بخماسية نظيفة، خسر على إثرها لقب الليغا فيما بعد.
لكن هل يمكن اعتبار ذلك خطيئته الكبرى؟؟ بالطبع لا.. لأن المدربين يخطؤون كثيراً في اختيار الخطة المناسبة في الكثير من المباريات، وكان حظه العاثر أن اختار أسلوباً غير مناسب أمام فريق بحجم برشلونة فكانت العاقبة وخيمة.
تصرف لا مسؤول.. أكيد
أقدم مورينيو على تصرف غير مسؤول في إحدى لقاءات ريال مدريد وبرشلونة، عندما وضع إصبعه في عين مساعد غوارديولا، ما أثر كثيراً في سمعته في إسبانيا والعالم، لكن هل هي الخطيئة الكبرى؟؟ لا أظن ذلك، لأنه إنسان ويمكن أن يفقد أعصابه في لحظة غضب.. كما أنه عوقب على ذلك بالإيقاف.
خطة مكشوفة.. بالطبع
طلب الداهية من حارسه الاحتياطي آنذاك دوديك، بالذهاب والتحدث إلى قائده فوق أرضية الميدان ايكر كاسياس، الذي طلب من راموس أن ينال بطاقة صفراء ثانية هو وتشابي الونسو ليتعرضا للطرد في مباراة الفريق أمام اياكس في دوري الأبطال حتى يدخلا الدور الثاني من البطولة بسجل خال من البطاقات، ناسياً أن الملعب مليء بالكاميرات التي يمكن أن تلتقط النملة إذا دخلت الملعب.
عوقب مورينيو ولاعبوه وناديهم.. لكنها أيضاً لم تكن خطيئته الكبرى في حياته.. لأنها ببساطة خطة تكتيكية قد تستحق دفع آلاف اليوروهات لتطبيقها.. ما هي إذن خطيئته الكبرى.
الخطيئة الكبرى
الخطيئة الكبرى التي ارتكبها المدرب الداهية في حياته هي تسمية نفسه "الرجل الخاص" "the special one" فور قدومه إلى الدوري الإنكليزي لتدريب تشيلسي.
كانت تلك طريقة البرتغالي في جذب أنظار الإعلام إليه منذ اليوم الأول، وفرحت الصحافة الإنكليزية بتصريح مدرب تشيلسي الجديد، الذي بدا منذ اليوم الأول أنه سيكون مادة خصبة للصحافة لإثارة القارئ وبيع المزيد من النسخ.
هذه التسمية جرت الويلات على مورينيو، الذي بات يوصف بالمغرور، والمتعجرف، وتحول من نجم في الملاعب إلى مادة كاريكاتورية تتناقلها وسائل الإعلام بشكل شبه يومي، بل إن العديد من اللاعبين في الفرق المقابلة باتوا يعتبرون الرد على تصريحات مورينيو تسليتهم.. كما يفعل داني الفيس مثلاً في برشلونة.
ماذا لو..
بات من الصعب جداً تخيل الساحة الكروية الأوروبية بدون مورينيو أو كنيته، لكن ماذا لو لم يطلق على نفسه تلك التسمية.. هل كان هناك من سيطلقها عليه؟ الجواب صعب، رغم إحساس الكثيرين أنه رجل ذو طابع خاص، فقد حقق العديد نم الألقاب في مختلف البطولات، كما يملك قدرة كبيرة في تخفيف الضغط عن لاعبيه خصوصاً قبل المباريات الكبيرة.