كثيرون هم المدراء الذين يغادرون مواقعهم وقلة قليلة من يتركون بصمة لهم ولغيرهم وكيف يكون الامر لو كان هذا المدير بمستوى شيخ التأمين عماد الحجة المدير العام لشركة المتحدة للتأمين الذي ترجل عن فرسه بمحض ارادته مقدماً استقالته من منصبه الذي شغله منذ اكثر من 12 عاماً عندما تولى مهام منصب المدير العام عام 2011 معلناً بأن لا بد للجسد ان يأخذ قسطاً من الراحة ولو لحين تاركاً المنصب الذي لا يبقى معه حتى نهاية هذا العام.
شيخ التأمين عماد الحجة شاب بلغ من العمر منتصف الستين وعندما نقول شاب فنحن نعني ماذا تعني هذه الكلمة المليئة بكل مفردات الحيوية والحماس والطاقة والنشاط واليقظة والعمل الذي كرسه في هذه الشركة الذي وللأمانه وبكل تواضع نقول انها اصبحت قلعة مشرقة مطلة من الدوار السادس الى جبال عمان السبعة ودواويرها الثمانية ، فالشركة رصدت وانتقلت من كتف الى كتف آخر حمل المسؤولية بضمير وبروح الشباب فكانت فرقة تعمل بروح الفريق الذي لا يعرف سوى لغة النصر والفوز والتقدم والارقام تدل على انجاز تجاوز حدود الاعجاز على كل المستويات الفنية والمالية والادارية وموجودات الشركة ضاعفت اربعة اضعاف 21 مليون دينار الى 44 مليون دينار ومعها حقوق المساهمين التي اصبحت الآن حوالي 17 مليون دينار والارباح المدورة حدث وانتفع ولا تترد فتنقطع فوصلت الى 7 مليون دينار بعد ان كانت اقل من مليون... المتحدة تحمل من اسمها الف نصيب فهي قوية متينة متحدة متقدمة متطورة في ارقامها ونشاطها وبياناتها التي جعلتها من افضل الشركات من حيث الملاءة المالية والسمعة الاقليمية والمكانة المحلية .
الحجة عماد هذه الشركة ابن الكار الذي تعذبه بذكاء وخبرة ودهاء فكان موظفاً بسيطاً قبل ان يدخل بوابة التأمين قبل 35 عاماً وتحديداً عام 1988 قادماً ومتفتحاً بالهندسة المدنية ومن ثم بإدارة الأعمال والمحاسبة فكون خليطاً مدنياً بالمسطرة والفرجار فكان لاوية قائمة لا تعرف سوى العمل والنظرة الى المستقبل متدرجاً خطوة بخطوة على سلم النجاح الذي صعد عليه بتعب ولم يقف عليه لأنه لم يؤمن بأن النجاح سلم بدرجات وليس مصعد او درج كهربائي وفي بداية الالفية تولى الحجة العماد منصب المدير التنفيذي لشركة الشرق العربي للتأمين لينتقلوا بعد ثلاث سنوات الى ان يصبح نائب المدير للتأمينات العامة لشركى النسر العربي التي حقق بها ومعها لأكثر من سبع سنوات ليتولى اول منصب يكون به نمبر ون كمدير عام في شركة المجموعة العربية الاوروبية للتأمين في عام 2010 وبعدها بسنوات قليلة حسم امره وقاس المسافات وهندسها ليتولى منصب المدير العام للشركة المتحدة التي يطلق عليها شركة "ابو جابر واولاده" وهناك ظهرت طهارة وخبرة وتجربة الرجل كمدير ناجح "مشنشن" بالخبرات التي جمعها عبر السنوات متفتحاً بالمهارات والمؤهلات وليس بالجغرافيا او الجينات.
عماد الحجة يحمل مواصفات وصفات المدير المالي فهو قائد ومدير بالفطرة والخبرة والمعرفة له قدرة على التواصل مع الآخرين وكأنه شبكة تواصل وظيفي والاهم قدرته على بناء فريق العمل ، يحترم الآخرين ويقدر دورهم متواضع ولكن جريء في تنفيذ القرارات يقول كلمته بصدق وشجاعة ويدافع عن خلافاته وقراراته ويؤمن اكثر بأن المدير عليه ان يكون قريباً من الموظف ملتصقاً ابوابه مفتوحة وقلبه ابيض يثق بالموظفين والاخرين ويؤمن اكثر بأن مفتاح النجاح هو العمل بروح الفريق من خلال تنظيم الذهاب ورسم الدور ووضع خطة سير للعمل وتحفيز طريقة التفكير وتعزيز الرغبة بالتطوير والاصلاح والتحديث فكان كل ذلك مخلوطاً في خلطة معروفة المقادير ولكنها سرية سحرية.
الحجة والذي يتولى عضوية بعض مجالس الادارة والتي يعتبر انها الاقرب الى نفسه هي عضوية مجلس ادارة الاتحاد الاردني لشركات التأمين حيث كان جندي مجهول او شيف قادر على طبخ قرارات خدمت القطاع لذلك فإن الكثير يفقد هذا الرجل الذي قرر ان يحزم حقائبه الى كندا ليستريح مع ابنائه وعائلته التي لها الحق الآن ان تلتئم مرة اخرى بعيداً عن وجع التأمين وهموم القطاع ووجع الرأس الذي لا ينتهي فطوبى لشيخ التأمين عماد الحجة الذي فيبقى قريباً من هذا الكار كونه بات مستشاراً لمجلس الادارة والله يعطيك العافية.
