أخبار البلد - هبة عبد الهادي
مؤخرًا عادت الكلاب تنبح وتعض أيضًا في ضل قافلة من الضحايا تسقط كل يوم بين أنيابها واسنانها التي لا ترحم وتفرم كل من يقع في مسارها لا تميز بين كبير، أو حتى طفلاً بريء والذي يتحول إلى وجبه دسمة تأكله واحيانًا تشوهه اذا ما فلت منها لأي سبب كان، الكلاب الضاله المضله المسعورة باتت لها الكلمة الأولى والاخيرة في الحكم والتحكم في الشارع في ظل غياب من يردعها او يخلص الناس من شرها المتمادي والمتنامي والتي يبدوا أنها حلقة في مسلسل طويل بدأ قبل شهور طويلة ولا تزال حلقاته مستمرة في المحافظات والقرى البعيدة، مثل مدينة محاص الذي هتك ضجيج اسنانها صمت براءة الاطفال فعلى عوائها ونباحها على كل الأصوات فلا صوت يعلو فوق صوت الكلاب النابحة التي أصبحت الآن مفترسة لا تكتفي بالعواء المستمر فآخر الضحايا الي رصدناها كانت بحق اثنين من الأطفال الذين أفلت القدر ارواحهم من بين أسنان هذه الحيوانات المفترسة فخرجوا ملطخين بالدماء بندوب وجروح بالنفس أكثر من جروح على الأجساد.
في حديث "أخبار البلد" مع أهالي الأطفال الذين تعرضوا إلى حالات عقر من الكلاب الضالة:
قالت والدة احد الضحايا،" طفلي احمد أبو نبوت البالغ من العمر ستة سنوات تعرض لهجوم شرس من كلاب ضالة وذلك في منطقة ماحص الميدان بجانب مدرسة رفيدة الإسلامية".
وأضافت، بدموع حارقة، " خلال ذهاب طفلي لمنزل الجيران عند الساعة الخامسة في وسط النهار، تعرض لهجوم شرس من كلب ضال وخلال محاولته الدفاع عن نفسه تمكن الكلب من ترك عدة جروح في وجهه ، حيث جرى اسعافه إلى مستشفى السلط الحكومي وتم اعطائه المطاعيم اللازمة وخضع إلى خياطة وعدة غرز في الوجه".
وأما عن الحالة الصحية قالت الوالدة : "حالته الصحية شبه مستقرة، أما النفسية سيئة للغاية ابني اصبح لدية ردود فعل غير مفهومة، وهوه يحتاج إلى اجراء عملية تجميل".
وبينت انهم غير قادرين على تسديد تكاليف العلاج البالغة 560 ولذلك لم تقبل المستشفى باعطائي تقرير طبي أو ملف بحالته لاعطائه للمدرسة .
ومن جانبه أكد والد الطفل محمد الرحامنة أن ابنه جاد تعرض إلى العقر في منطقة ماحص بالقرب من مسجد أبو بكر في تمام الساعة السادسة يوم الإثنين الماضي.
وسرد الوالد قصة طفلة بكلام يتخلله الحزن والآلم على ما أصابه بعد تعرضه لهجوم شرس من كلب ضال عقر يده، وتم انقاذه واسعافه إلى عدة مستشفيات خاصة لكن لم تكن تتوافر الإبر والمطاعيم لحالته.
وتابع قصته المؤلمة قائلاً " اتجهت نحو مستشفى الجامعة الاردنية لكن الامور كانت سيئة للغاية ولم يستجب احد لإسعاف الطفل إلا بعد ساعتين بسبب عدم وجود مواقف للاصطفاف وإجراءات الدخول والمالية، علمًا اني قمت بدفع المبلغ بالكامل ولكن كان النظام ATM لدى المستشفى معطل، ولم يأخذ ابني العلاج اللازم بحجه عدم الاعتراف بالتأمين، وبعدها اتجهت إلى مستشفى السلط الحكومي وتم إعطاءه العلاج وحالته الصحية الآن شبه مستقرة.
وطالب الأهالي الجهات المختصة بالوقوف على هذه المشكلة التي باتت تشكل رعبًا لأهالي المنطقة، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والحد من انتشار الكلاب الضالة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
بدورها تواصلت "أخبار البلد "مع رئيس بلدية ماحص فيصل مفلح الشبلي والذي بين لها ان سبب تكرار الحادثة خلال 48 ساعة يعود إلى وجود أعداد كبيرة من الكلاب الضالة المنتشرة على شكل مجموعات أو قطيع مما يجعلها تعمل بشكل جماعي دون خوف، وهذه الظاهرة تفاقمت وبشكل كبير بعد جائحة كورونا تحديدًا.
أما بخصوص الطفلين الذين تعرض لهم مجموعة من الكلاب الضالة الإثنين الماضي، أكد الشبلي أن حالتهم جيدة وقد تلقوا العلاج اللازم، وأن مدى التأثير النفسي لهذه الظاهرة على الاطفال او حتى كبار السن سلبيًا لما يشكله من حالات نفسية مضطربة.
وبين أن المملكة ستبقى تشهد حالات عقر ودماء أطفال إلى أن يتم أتخاذ تدابير اقليمية داخلية من الحكومة وكافة الدوائر المختصة.
وأوضح الشبلي، أن معدل نمو الكلاب يأخذ معيارين، الأول معدل النمو مرتبط بالإجراءات الوقائية من قبل المؤسسات المعنية ويسمى نمو غير متزايد، والثاني مرتبط بالحد من أنتشاره بأسلوب طبي.
وأشار إلى ان نسبة العقر في مدينة ماحص قليلة مقارنه بالمناطق الأخرى فقط حالاتين لمدينة عدد سكانها قرابة ال 40 ألف ، إلا أن المشكلة سواء كانت النسبة 1% او 100% تترك نفس الأثر كونها مرتبطة بحياة البشر.
واختتم الشبلي حديثه قائلاً، "البلدية لا يوجد لديها أراضي خاصة بها، ولكن قمنا بالكتابه لمعالي وزير الزراعة للحصول على قطعة أرض في منطقة بعيدة بحدود البلدية على عمل سياج "شبك" على حدودها؛ وذلك ليتم تجميع هذه الكلاب بطرق مختلفة بالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان وغيرها من الجمعيات وسيتم التواصل مع أمانة عمان للحصول على احدث الطرق لعمليات تجميع الكلاب ومعالجتها طبيآ حتى لا تتكاثر"