حين رحل «طلال سلمان» مرّتين..!

حين رحل «طلال سلمان» مرّتين..!

Warning: Undefined variable $writer_name in /home/albalad/public_html/post.php on line 63
أخبار البلد -  
 

أخبار البلد- من المألوف أن يرحل الناسُ دفعةً واحدةً؛ غير أن هناك بشراً لا يرحلون هكذا، إذ قد تتباين طقوس الرحيل، في دنيا العرب، وفي أزمانهم التي هَوَت بهم إلى هاوياتٍ سحيقة، منذ أن انحدرت فرسُ «الزغابي؛ أبي عبد الله، محمد الثاني عشر)، آخر ملوك غرناطة، قبل أكثر من خمسة قرون، تلكَ الزفرةُ، التي ما يزال تمثال فرسه يقف على حافة انحدارها في إسبانيا إلى اليوم..

ولكن ما لَنا اليوم وِزفرة غرناطة..!

 

 

 

لعلّها الخيبة، ولعلّه الخذلان، بل ولعلّها المثال الأوضح عن كيفية رحيل الأرواح من أجساد أصحابها، مع بقاء تلك الأجساد حيةً، إلى أن تخذل أصحابها في موتٍ جديد..

ليس في حياة أو رحيل الصديق طلال سلمان «أبي أحمد» أيّ تشبيه أو مقارنة مع رحيل آخر ملوك غرناطة، الذي ارتبط في الوجدان العربي بأسوأ هزيمة ومهانة في تاريخ العرب..

ولكنه الخذلان، الذي حدّثني عنه صديقنا أبو أحمد، حين التقينا في القاهرة في العام 2015. خذلانٌ عربيٌ، وخيبةٌ عربيةٌ، قادت إلى انطفاء «السفير»، بعدها بعامين، فانطفأت روح أبي أحمد على صخرة بيروت الباسقة. وبقيَ جسدُ الرجل، يتلقّى ما تلا الانطفاءَ من خيباتٍ في دنيا العرب؛ فمنذ أن غابت السفير، غامت روحه، ولم نستطع إسنادها، ولا حتى بحصاة صغيرة. واليوم يرحل جسد الرجل، ولم أجد في نفسي وروحي قدرةً على الكتابة سوى استعادة ما كتبتُه حين غابت السفير، فانطفأت روحُهُ، ومات للمرّة الأولى:

***

بين «السَفيرِ وطلَالِها» و«العروبَةِ» رُفوف «غَرانيق»

ليسَ هناكَ ما هو «أغلى»، و«أفدحُ»، من «رأس المال»، اللازم لتأسيس صحيفة في لبنان، المسجّل والمدفوع. ذلك ما عرفه مبكّراً كثيرٌ من زملاء الصحافة في لبنان، وعلى رأسهم الصديق «طلال سَلمان». فإذا كان رأس المال المطلوب للصحيفة، في معظم بلاد العرب أوطاني، مالاً سائلاً، فإنّه، في لبنانَ، يكون «دَماً وأرواحاً»، بالإضافة إلى المال التقليديّ اللازم لعمل المؤسّسات. تلكَ كانت معادلة حكَمت صحافةَ العربِ في لبنان، طوال القرن العشرين الطويل. فهل تغيّرت معادلةُ العربِ تلك، فيتوقّفَ الدمُ. ويعود المالُ سَيفاً مصلتاً، من جديدٍ، على رقاب أصحاب الفكر والثقافة والصحافة..!؟

عَلَى العربِ أن يُجيبوا على أسئلة العَصر كلّها اليوم؛ تقنيّة ومعرفيّة وسياسيّة ووجوديّة. ومنها سؤال الصحافة الداميّة، في بلادهم، وعلى رأسها لبنان، إنْ هُم أرادوا البقاءَ والاستمرار..

نعم. ثمنٌ فادحٌ، هو رأسُ مال الصحافة والصحافي في لبنان. وهو ما دفعته «السفيرُ» أكثر من مرة، كمؤسّسة ومقرّ، ودفعهُ طلال سلمان، في محاولة اغتياله الفاشلة في العام 1984.

علاقتي بـ«السفير»، وبـ«الصديق طلال»، تمتدُّ إلى ما قبلَ تأسيسها، أي إلى أوائل العُمر الصحفيّ الحيّ، حين كان يعملُ على تأسيسها، وحين جئتُ إلى بيروت، نبحثُ عن المعرفة التقنية، لتأسيس صحيفة جديدة في الأردن، في مطلعِ سبعينيّات القرن العشرين. وحينَ طَوى الزمانُ الصحفيُّ صفحتهُ، سريعاً، وانطلقتْ السفيرُ، بصوتها العربيّ الشَجيِّ الرَخيم، كُنتُ أعملُ على إنشاءِ صحيفةِ «الأخبار الأردنية» المَوؤدة.

ومَا بينَ «وَأدٍ» وَ«وَأدٍ» رَسول..!؟

وتطوي الأزمانُ أصحابَها، ولا تَنطوي، لأكتبَ، في السفير، أسبوعياً، وبمعيّة الصديق الكريم والنبيل «نصري الصايغ»، في مطلع ما سمّي رَبيعاً للعرب، إلى أنْ توقَّفتُ، باستلامي لموقع وزير الإعلام في الأردن، في خريف العام 2011، بحكم القانون المحليّ، الذي يحظرُ على الوزيرِ الكتابةَ الدوريّةَ في الصحف.

هيَ السفيرُ، التي لا تُمكنُ الكتابةَ عنها إلا باستعادة أزمانِ العربِ الحديثة كلِّها؛ سياسةً وخيباتٍ وآمالاً مخذولةً لا تنقطع. نعم، هيَ السفيرُ التي قطعتْ مسافاتِ العرب الطويلة، ومفازاتها، في «بَوَاديَ» كلِّها حقول ألغامٍ، ضَيّعَ اللاعبون، المحليّون والعرب والإقليميّون والدوليّون، خرائطَها، أو قُلْ: إنّهم، أصلاً، لم يكترثوا لوضعِ تلك الخرائط..!

صَحيحٌ أنَّ السفيرَ نَجَتْ من انفجارات العرب في لبنان، ومن انفجارات لبنان على نفسه، وفي نفسه، غير أنّها أصيبتْ في جوارحها وأطرافها، بل في كلّ جَسدها. وَحدَهُ، قلبُ السفيرِ العروبيُّ النقيُّ، وَعَقلُها، وَبوصلَتُها، التي لم تُشِرْ، يوماً، إلّا إلى «سَمْتٍ واحدٍ فقط» هو «فلسطين».. تلكَ التي لم تصلها الشظايا..! وكأنّ تلكَ الجوارح كانت محصنّةً بتمائمَ وأساطيرَ مغرقةً في دهريةِ العَرب..! أو ربّما هيَ تلكَ «الفلسطينُ العاربةُ»، التي ما تمسّكَ بها أحدٌ، في تاريخنا الحديث، إلا وأثخنتهُ بالجراحِ، مع إيصاله إلى «المرفأ العالي»، حيث لا تصل المياه؛ حيث مرفأ المَشرق العربيّ، الذي شيّدتهُ الأساطيرُ، وحطّت على بقايا مَراكبهِ «الغرانيقُ». ذلكَ كان المركبُ الصعبُ الذي ارتقته السفيرُ. وهذا هو المرفأ المتوسطيُّ الكنعانيُّ العجيبُ، الذي قادت جوارحُ السفيرِ، التي ما أصابها وَهنٌ، رُكّابَها إليه؛ جارحةُ القلبِ والعقلِ والعروبةِ وفلسطين.. فطُوبى لَها، وطُوبى للجوارحِ المُثخنةِ، غيرِ المعطوبة، وطُوبى للعروبةِ والسفيرِ وفلسطين.

أمّا هوَ، «طلالُ السفيرِ»، العربيُّ النبيلُ، فحكايةٌ أخرى، أطولُ من أن يسَعها حيّزُ السَردِ هُنا. لكنّها تستحقُّ أن يُشار إلى بعضٍ من ملامح أزمانها..

فقبل نحو عامين، كَرّمتْ «مصرُ الصحافةِ ثُلةً من الصحافيين العرب والمصريّين، ومنهم الراحل الكبير «محمد حسنين هيكل»، و«طلال سلمان»، وأنا. اعتذر هيكل، كعادته، عن الحضور، بسبب ظرفٍ صحيٍّ، اقتضى مرافقة زوجته في لندن، لكنّه هاتَفني، من هناك، بكلّ لياقاته الإنسانية المعروفة. وقال كلاماً كثيراً، ليس هذا أوانُ ذِكرهِ كلّه، وفيه أشارَ إلى «جدارةِ التكريمِ» لعدد محدودٍ من الصحافيين العرب خارج مصر، واضعاً اسمَ طلال سلمان في أوّل هذا البعض القليل، واستحي، هُنا، أن أشيرَ إلى إينَ وضعَ الأستاذُ هيكل اسمي.

والحقُّ، أنّ تجربةَ صديق العمر، والمحنةِ، الأستاذ طلال سلمان، مريرةٌ. وأينَ كانت تجربةُ العربيِّ، في الثقافةِ والمعرفةِ، ليست محنةً ومَريرةً..!؟

طُوبى لـ«السَفيرِ». وطُوبى لـ«طلالِها». ولحديثهما صِلاتٌ لَن تنقطعْ.. ما دامَت «العروبةُ»، وما دامَت «فلسطينُ»، ومَا دامَ «وفاءُ الرِجال للرِجالِ»، في دُنيا العَرب.

وزير إعلام أردنيّ ونقيب صَحافيّين سابق

شريط الأخبار يديعوت أحرونوت.. لقادة إسرائيل: تصريحاتكم مضللة وخان يونس “محطتكم الأخيرة” وستكلفوننا ثمناً باهظاً الصحة الإسرائيلية تفسر سبب خروج الأسرى "سعداء" من سجن حماس! إعلام عبري: 10 انفجارات تهز تل أبيب.. ماذا يجري؟ في أعلى حصيلة يومية.. جيش الاحتلال يعلن عدد قتلاه بمعارك غزة شيركو للأوراق المالية تنتخب مجلس إدارة جديد .. ثلاثة من عائلة الجندي والدحابرة ومقعد للضمان الاجتماعي التصنيف الائتماني يؤكد على قوة ومتانة شركة التأمين الوطنية اخبار تنشر لاول مره حول عدد الاردنيين هل كانت متوقعه؟ الملخص اليومي لحجم تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة الثلاثاء وتغلق تداولاتها على إنخفاض "الكابلات المتحدة" تدعو لإجتماع غير عادي لإطفاء خسائر بمليون دينار "جيش البامبرز" يتصدر التواصل الاجتماعي بعد إصابة جنوده بـ "بكتيريا الشيغيلا" "جيش البامبرز" يتصدر التواصل الاجتماعي بعد إصابة جنوده بـ "بكتيريا الشيغيلا" وفاة اردني تعرض لاطلاق نار في شيكاغو الأوقاف: بناء المساجد بشكل عشوائي تسبب بنقص أعداد الأئمة ورشه عن مبادئ التعامل مع الحيوانات في إحدى الجامعات الخاصة القسام تقنص جنديين صهيونيين وتستهدف 4 آليات شرق خانيونس النائب " النبر " نظام جديد للتامين الالزامي أعضاء فريق خبراء تطوير التعليم العالي الأردني يشاركون في فعاليات مؤتمر إيراسموس بلس لسياسات تطوير التعليم العالي في برشلونة جيش الاحتلال يكشف تفاصيل جديدة حول هجوم "7 أكتوبر" إغلاق مستودع في عمان يبيع زيت زيتون "مغشوش" زيادة حالات اليرقان الحاد في ملاجئ جنوب قطاع غزة (الصحة العالمية)