كان منهمكاً في حديث طويل وسط مجموعة من معارفه حين لمحها تطل من باب القاعة فجأة... اضطرب قلبه بشدّة، فلم يكن يتوقّع حضورها، خاصّة وأنّها تعلن في كل مرّة أنّها تمقت حفلات التعارف، والقاعات المزدحمة.
لكنّها أتت... وأفاق على المجموعة حوله مصغية ينتظرون أن يكمل حديثه، فافتعل نهاية ما، وتفرّغ لمراقبتها !
كانت قد انضمّت إلى مجموعة أخرى من الأشخاص وبدا له أنّها تنصت لأحدهم مبتسمة... وخطر له أن يتوجّه لتحيّتها والانضمام إلى مجموعتها، لكنّه تراجع خشية لفت الأنظار إليه. ثمّ صحا على أحدهم يسلّم عليه بحرارة، فبادله التحيّة والسلام مغمغماً بكلام بلا معنى، ثمّ ألقى نظرة في اتّجاهها، كانت ما تزال تبتسم، فيما مال أحدهم إلى ناحيتها كأنّه يهمّ بأن يهمس شيئاً لها... فغلى الدم في عروقه، وتمنّى لو يستطيع أن يتوجّه نحوه ويسدّد لكمة إلى وجهه !
بالنسبة لها، فقد كانت قد لمحته بمجرّد دخولها، وتفحّصت الأشخاص حوله وهو يتحدّث، فوجدت بينهم امرأة بعينين مطليتين بخطوط سوداء داكنة، وفمٍ مرسوم بصباغ وردي مشعّ... فأحسّت بالضيق، وتساءلت وهي تجامل الآخرين وترد التحيّات، « تُرى ماذا يقول... ما هو ذلك الذي يثرثر به ليجعل المرأة الملوّنة ترمقه بهذا الاهتمام ؟ «
ثمّ تشاغلت عنه بالآخرين لتعود فتلمح بين المجموعة شابّة تقف معه، كانت توجّه نحوه نظرة متفّحصة وتُدخّن باسترخاء...وظهر كأنّما تنفث دخان سيجارتها باتّجاهه... وبدا لها سارحاً... شارداً... فقرّرت أن تدق عنقه لاحقاً !
افتعلت الهدوء، وحيّت، وجاملت، إلى أن حان وقت مغادرتها، فاستأذنت وانصرفت وهي تتهدّد وتتوعّد في سرّها بأن تقلب الدنيا على رأسه في أقرب فرصة !
وفي لحظة ما انتبه هو إلى خروجها فتنفّس الصعداء، ونظر بشماتة إلى كل الرجال الذين كانت تحادثهم، لكن عاد الدم ليغلي في عروقه من جديد حين لمح الرجل الذي حاول أن يهمس لها...
فقرّر أن يحاسبها بقسوة على تساهلها مع هذه الأصناف، وأن يقلب الدنيا على رأسها في أقرب فرصة، هذا في حين كانت هي قد اتخذت مكاناً لها في زاوية مظلمة قرب المبنى، ومسحت دموعها، وانتهت للتوّ من كتابة رسالةٍ قصيرة له تضمّنت قراراً بإنهاء العلاقة بينهما ... وأنّه لن يرى وجهها بعد هذا اليوم ... وإلى الأبد !
لكنّها أتت... وأفاق على المجموعة حوله مصغية ينتظرون أن يكمل حديثه، فافتعل نهاية ما، وتفرّغ لمراقبتها !
كانت قد انضمّت إلى مجموعة أخرى من الأشخاص وبدا له أنّها تنصت لأحدهم مبتسمة... وخطر له أن يتوجّه لتحيّتها والانضمام إلى مجموعتها، لكنّه تراجع خشية لفت الأنظار إليه. ثمّ صحا على أحدهم يسلّم عليه بحرارة، فبادله التحيّة والسلام مغمغماً بكلام بلا معنى، ثمّ ألقى نظرة في اتّجاهها، كانت ما تزال تبتسم، فيما مال أحدهم إلى ناحيتها كأنّه يهمّ بأن يهمس شيئاً لها... فغلى الدم في عروقه، وتمنّى لو يستطيع أن يتوجّه نحوه ويسدّد لكمة إلى وجهه !
بالنسبة لها، فقد كانت قد لمحته بمجرّد دخولها، وتفحّصت الأشخاص حوله وهو يتحدّث، فوجدت بينهم امرأة بعينين مطليتين بخطوط سوداء داكنة، وفمٍ مرسوم بصباغ وردي مشعّ... فأحسّت بالضيق، وتساءلت وهي تجامل الآخرين وترد التحيّات، « تُرى ماذا يقول... ما هو ذلك الذي يثرثر به ليجعل المرأة الملوّنة ترمقه بهذا الاهتمام ؟ «
ثمّ تشاغلت عنه بالآخرين لتعود فتلمح بين المجموعة شابّة تقف معه، كانت توجّه نحوه نظرة متفّحصة وتُدخّن باسترخاء...وظهر كأنّما تنفث دخان سيجارتها باتّجاهه... وبدا لها سارحاً... شارداً... فقرّرت أن تدق عنقه لاحقاً !
افتعلت الهدوء، وحيّت، وجاملت، إلى أن حان وقت مغادرتها، فاستأذنت وانصرفت وهي تتهدّد وتتوعّد في سرّها بأن تقلب الدنيا على رأسه في أقرب فرصة !
وفي لحظة ما انتبه هو إلى خروجها فتنفّس الصعداء، ونظر بشماتة إلى كل الرجال الذين كانت تحادثهم، لكن عاد الدم ليغلي في عروقه من جديد حين لمح الرجل الذي حاول أن يهمس لها...
فقرّر أن يحاسبها بقسوة على تساهلها مع هذه الأصناف، وأن يقلب الدنيا على رأسها في أقرب فرصة، هذا في حين كانت هي قد اتخذت مكاناً لها في زاوية مظلمة قرب المبنى، ومسحت دموعها، وانتهت للتوّ من كتابة رسالةٍ قصيرة له تضمّنت قراراً بإنهاء العلاقة بينهما ... وأنّه لن يرى وجهها بعد هذا اليوم ... وإلى الأبد !