المقاربة بين الفاشية والدولة الدينية في إسرائيل

المقاربة بين الفاشية والدولة الدينية في إسرائيل
أخبار البلد -   أخبار البلد- 

لم يجد أفلاطون صعوبة في التنبؤ بحتمية انهيار الأنظمة السياسية الثيوقراطية المرتكزة على رجال الدين الجشعين، حيث ينقلب الجيش في أواخر المطاف ويوجه الدولة إلى العسكرة. هذه الحتمية ليست بعيدة عما يحدث في إسرائيل في هذه الأثناء، وخاصة بعد إقرار قانون المعقولية مؤخراً في الكنيست الإسرائيلي بأغلبية بلغت 64 صوتاً. هذا القانون يحد من سلطات محكمة العدل العليا الإسرائيلية ويسحب منها الصلاحية القانونية والإدارية لرفض القرارات الحكومية التي تتعارض مع الصالح العام وتعيينات المسؤولين. وبرغم اندلاع المظاهرات الغاضبة في إسرائيل منذ عدة أشهر ضد مشروع القانون هذا، وبرغم غضب الولايات المتحدة من المضي قدماً بهذا القرار، إلا أن حكومة نتنياهو أصرت على تمريره في الكنيست بما يؤسس لمرحلة جديدة من عمر إسرائيل القصير وهي مرحلة الدكتاتورية الفاشية. وفي سياق حتمية أفلاطون السابقة، فإن نظام الحكم في إسرائيل يتجه نحو الهاوية. ليس هذا فقط بل ربما الدولة بأكملها تسير نحو حرب أهلية طاحنة كما حذر أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في معرض حديثه عن الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي بفعل إقرار هذا القانون.

وفي السياق، فقد بدأت تتصاعد مؤشرات الانهيار في إسرائيل عقب إقرار قانون المعقولية، المظاهرات اندلعت في معظم الأحياء، حوادث دهس من قبل المتطرفين ضد المتظاهرين، وفي مناطق أخرى تهديدات وإطلاق نار واشتباكات بين العلمانيين والمتظاهرين. وبالتزامن مع هذه المظاهرات هنالك مظاهر انقسام في الجيش الإسرائيلي ضد هذا القرار وخاصة في سلاح الطيران، وبدأت مظاهر التراجع الاقتصادي بالتصاعد الكبير، وانخفض سعر الشيقل مقابل الدولار الأميركي بواقع 1.5% الى 2.5%، بما أدى إلى أن تحذر وكالة "موديز” للتصنيف الائتماني من أن إسرائيل تواجه تداعيات اقتصادية سلبية ومخاطر كبيرة بسبب خطة الإصلاح القضائي. واتسعت هذه التحذيرات بعد تصاعد التهديد بالإضرابات من قبل الهستدروت وشركات الهايتك. إضافة إلى التهديدات الجماعية بالاستقالة كما حدث تماما من قبل كبار علماء الذرة في إسرائيل. وفي النتيجة، إنها أسوأ الأيام التي تعيشها إسرائيل على حد تعبير مراسل تايمز أوف إسرائيل جوناه مانديل.

وفي ظل تصاعد الأزمة الداخلية والخارجية التي تواجهها إسرائيل الفاشية، تسعى حكومة نتنياهو المتحالفة مع الصهيونية الدينية إلى تأجيل انهيار النظام السياسي والاقتصادي في إسرائيل من خلال تأجيج الصراع مع الشعب الفلسطيني وزيادة عدد وكثافة الاجتياحات العسكرية للمدن والمخيمات الفلسطينية كما حدث في الآونة الأخيرة في نابلس وجنين وطولكرم وغيرها. والهدف من هذه الاجتياحات هو توحيد صفوف الإسرائيليين بحجة الخطر الخارجي القادم من الأراضي الفلسطينية المحتلة. من جانب آخر، تقوم هذه الحكومة الفاشية باستخدام الدين في الصراع مع الشعب الفلسطيني من خلال الإسراع في تهويد المسجد الأقصى بهدف كسب تأييد شرائح كبيرة من الإسرائيليين. وفي النتيجة، فإن هذه الحكومة الفاشية السلطوية تقوم بخلق "بعبع" خارجي يهددها – وهو في هذه الحالة الفلسطيني- وذلك من أجل نقل الصراع الداخلي في المجتمع الإسرائيلي إلى الصراع مع العدو الخارجي. ولكن وبرغم كل هذه المحاولات فإنها لن تنجح إلا في عملية تأجيل الصراعات داخل المجتمع الإسرائيلي وستظل الحرب الأهلية والانهيار هما الحتمية التي ستواجه هذه الدولة المصطنعة.

 
شريط الأخبار للتذكير.. غدا السبت دوام رسمي للمدارس الحكومية 350 يوما للعدوان.. مجازر بشعة في غزة والحدود اللبنانية تشتعل والكشف عن مخطط "البيجر" هل هواتفنا الذكية معرّضة للانفجار .. تقرير مفصّل هل يحضر نصر الله لعمل "من حيث لا يحتسبون؟".. قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني قديروف يتّهم إيلون ماسك ب«تعطيل» سيارته «تسلا سايبرترك» عن بُعد تفاصيل 3 أحداث أفجعت الشارع الأردني خلال أسبوع أمطار متفرقة قادمة إلى الأردن.. تعرف على حالة الطقس وفيات يوم الجمعة 20-9-2024 إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4