من ذاكرتي في دائرة المخابرات العامة في عهد الذهبي
قال تعالى:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
من أراد أن يدين الذهبي عليه أن يبحث بسجلات استدعاءات دائرة المخابرات بفرعها الرئيسي بعمان في عام 2005م و2006م وسيجد أن العراقيين ذوي المال كانوا روادها.
ليس في ما اكتب إدعاء بقدر ما هي حقيقة عايشتها...
كنت أدرك عام 2006م أن حقيقة وجود الحرية أمر تشوبه الشوائب، وقد أكد لي كل من حولي أنني سأكون على موعد لزيارة دائرة المخابرات العامة للتحقيق، ورغم ذلك كان العناد يركب فكري وأقدمت على طباعة كتاب (ثورة بلا عنوان) وكان غلافه يحمل عبارة (لكل طامح وطامع بثورة في الوطن العربي والإسلامي)، وبالفعل رن هاتفي وطلبتني دائرة المخابرات العامة، على الرغم من أني كنت أسكن الكرك إلا أن الاستدعاء جاء من الدائرة الرئيسية رغم وجود فرع للمخابرات في الكرك، حيث أصر المتصل بوجوب مراجعتي للدائرة الرئيسية أو أنك ستعرض نفسك للاعتقال، وبالفعل في اليوم التالي راجعت الدائرة الرئيسية في عمان، وعند دخولي الدائرة وتنقلي من قاعة انتظار إلى أخرى لم استغرب ما أشاهده من إجراءات أمنية فنحن في عقر عرين أمن الدولة بأكملها، وفي نهاية المطاف وصلت إلى قاعة كانت تضم تجمع معظم المراجعين والذين تم استدعائهم وكان يعطى كل واحد منا رقمًا، وكان رقمي 69، وما أسجله في ذاكرتي أنني استغربت وجود رجال لم تكن تظهر عليهم غير معالم القوة ومعالم الثقة وهم يراجعون الدائرة، هؤلاء المراجعون كانوا بمعظمهم عراقيون وما زلت أذكر شخصًا في القاعة ما زالت في مخيلتي هيبته، أجزم أنه صاحب مال وصاحب مكانة، ولم أجد تفسيرًا في فكري لوجود هذه الأعداد من المدعون للدائرة الرئيسية من الأشقاء العراقيين، غير أني اليوم مع طرح قضية فساد مدير المخابرات السابق (محمد الذهبي) أدركت الحقيقة التي كانت تثير فضولي، فهو كان يتخذ من الدائرة مركزًا تجاريًا ومركز سمسرة على أموال العراق وأموال المستثمرين، فقد كان يستعرض أمامهم قوة المخابرات وقوته في انتزاع الأموال وغسلها في وطننا، وربما كان يستعرض قدرته أمام المستثمر لينتزع منه ماله ولينتزع من الوطن حلت كرمه وحلت أمنه وصدقه في استضافة كل ملهوف، فاليوم لا يجب أن يحاكم الذهبي تحت بند الفساد بقدر ما هنالك حاجة لتفعيل بند الخيانة العظماء عليه، فمثله يجب أن يكون عبرة لغيره، فقد كان مؤتمن على أمن الوطن بأكمله ونازعته نفسه ليدخل هوس الخيانة، فمثل هذا يبيع وطنه لأول طامع وحاقد يلتقيه ويغريه بماله.
واليوم حين يتم استدعاء من استدعاني للتحقيق في دائرة المخابرات العامة أجد نفسي أزداد يقين بأني مارست حقي بالكتابة وأني كنت على حق وأن من استدعاني يتمركز اليوم على هرم قضايا الفساد في وطني، وهذا بحد ذاته شهادة إنصاف للوطن من أنه بريء من سلوكيات مثل هذا المفسد، وهذا بحد ذاته شهادة إنصاف لكمٍ هائل من الأردنيين الأحرار مارس هذا المتنفذ في حقهم وحق الوطن غطرسته المفسدة.
مالك خلف البزيرات القرالة
قال تعالى:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
من أراد أن يدين الذهبي عليه أن يبحث بسجلات استدعاءات دائرة المخابرات بفرعها الرئيسي بعمان في عام 2005م و2006م وسيجد أن العراقيين ذوي المال كانوا روادها.
ليس في ما اكتب إدعاء بقدر ما هي حقيقة عايشتها...
كنت أدرك عام 2006م أن حقيقة وجود الحرية أمر تشوبه الشوائب، وقد أكد لي كل من حولي أنني سأكون على موعد لزيارة دائرة المخابرات العامة للتحقيق، ورغم ذلك كان العناد يركب فكري وأقدمت على طباعة كتاب (ثورة بلا عنوان) وكان غلافه يحمل عبارة (لكل طامح وطامع بثورة في الوطن العربي والإسلامي)، وبالفعل رن هاتفي وطلبتني دائرة المخابرات العامة، على الرغم من أني كنت أسكن الكرك إلا أن الاستدعاء جاء من الدائرة الرئيسية رغم وجود فرع للمخابرات في الكرك، حيث أصر المتصل بوجوب مراجعتي للدائرة الرئيسية أو أنك ستعرض نفسك للاعتقال، وبالفعل في اليوم التالي راجعت الدائرة الرئيسية في عمان، وعند دخولي الدائرة وتنقلي من قاعة انتظار إلى أخرى لم استغرب ما أشاهده من إجراءات أمنية فنحن في عقر عرين أمن الدولة بأكملها، وفي نهاية المطاف وصلت إلى قاعة كانت تضم تجمع معظم المراجعين والذين تم استدعائهم وكان يعطى كل واحد منا رقمًا، وكان رقمي 69، وما أسجله في ذاكرتي أنني استغربت وجود رجال لم تكن تظهر عليهم غير معالم القوة ومعالم الثقة وهم يراجعون الدائرة، هؤلاء المراجعون كانوا بمعظمهم عراقيون وما زلت أذكر شخصًا في القاعة ما زالت في مخيلتي هيبته، أجزم أنه صاحب مال وصاحب مكانة، ولم أجد تفسيرًا في فكري لوجود هذه الأعداد من المدعون للدائرة الرئيسية من الأشقاء العراقيين، غير أني اليوم مع طرح قضية فساد مدير المخابرات السابق (محمد الذهبي) أدركت الحقيقة التي كانت تثير فضولي، فهو كان يتخذ من الدائرة مركزًا تجاريًا ومركز سمسرة على أموال العراق وأموال المستثمرين، فقد كان يستعرض أمامهم قوة المخابرات وقوته في انتزاع الأموال وغسلها في وطننا، وربما كان يستعرض قدرته أمام المستثمر لينتزع منه ماله ولينتزع من الوطن حلت كرمه وحلت أمنه وصدقه في استضافة كل ملهوف، فاليوم لا يجب أن يحاكم الذهبي تحت بند الفساد بقدر ما هنالك حاجة لتفعيل بند الخيانة العظماء عليه، فمثله يجب أن يكون عبرة لغيره، فقد كان مؤتمن على أمن الوطن بأكمله ونازعته نفسه ليدخل هوس الخيانة، فمثل هذا يبيع وطنه لأول طامع وحاقد يلتقيه ويغريه بماله.
واليوم حين يتم استدعاء من استدعاني للتحقيق في دائرة المخابرات العامة أجد نفسي أزداد يقين بأني مارست حقي بالكتابة وأني كنت على حق وأن من استدعاني يتمركز اليوم على هرم قضايا الفساد في وطني، وهذا بحد ذاته شهادة إنصاف للوطن من أنه بريء من سلوكيات مثل هذا المفسد، وهذا بحد ذاته شهادة إنصاف لكمٍ هائل من الأردنيين الأحرار مارس هذا المتنفذ في حقهم وحق الوطن غطرسته المفسدة.
مالك خلف البزيرات القرالة