عقد اتحاد المصارف العربية وبالتعاون مع البنك المركزي الاردني وجمعية البنوك في الأردن ملتقى "الحوكمة، المخاطر والامتثال" وذلك خلال الفترة 19-20 حزيران وبمشاركة واسعة من البنوك في الأردن.
وتضمن افتتاح الملتقى على كلمات رئيسية لكل من عطوفة الدكتور عادل شركس محافظ البنك المركزي الأردني، ومعالي السيد باسم خليل السالم رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك في الأردن، وسعادة السيد وسام فتوح أمين عام اتحاد المصارف العربية.
وأكد محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور عادل شركس، خلال كلمته الافتتاحية أهمية الملتقى لاقتصاديات الدول النامية حيث تعد الحوكمة وإدارة المخاطر والامتثال من العناوين الأساسية لنجاح المؤسسات وتحديداً للمؤسسات المالية، مشيراً إلى أن معظم الاقتصاديات العالمية تعيش في ظل ظروف غير مسبوقة من حيث الارتفاع في معدلات التضخم وما رافقه من تشدد في السياسة النقدية من البنوك المركزية وتراجع معدلات النمو العالمي، وهو ما شكل ضغطاً على أداء الشركات والبنوك. وأضاف شركس أن هذه الأزمات حتمت على السلطات الرقابية والمؤسسات المالية العمل وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال الحوكمة مع إعطاء الأهمية القصوى لإدارة المخاطر. وبين الشركس، أن البنك المركزي الأردني عمل على مدار أكثر من عقدين على تجذير مفهوم الحوكمة في المؤسسات المالية وذلك من خلال عدة إصدارات من تعليمات الحوكمة للمؤسسات المالية الخاضعة لرقابه البنك المركزي، لافتاً إلى أن البنك المركزي مستمر بتحديث تلك التعليمات وفق أفضل الممارسات العالمية المتعارف إيماننا من البنك بان الإدارة السليمة هي من أهم الوسائل لتحقيق المؤسسات لأهدافها.
وأكد شركس أن البنك المركزي يركز في عمله في مجال الحوكمة على دعم الاستثمار في رأس المال البشري من خلال تحفيز المؤسسات المالية على تطوير القدرات البشرية، وتمكين المرأة لتقليص الفجوة الجندرية في سوق العمل، وحماية البيئة وحماية الحقوق الاجتماعية للعاملين والمتعاملين مع المؤسسات المالية، مؤكداً على ضرورة الخروج من الأنماط التقليدية في إدارة المؤسسات في الدول العربية من خلال التطبيق السليم لأفضل الممارسات في مجال الحوكمة.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك ،باسم خليل السالم، أن قضايا الحوكمة والمخاطر أصبحت محط اهتمام بالغ للمؤسسات المالية التي تعمل في بيئة تنظيمية ورقابية عالية التطور والتعقيد وتتميز بتعدد التشريعات والتعليمات التي تحكمها، مضيفاً أن نموذج الحوكمة والمخاطر والامتثال يشكل نهجا متكاملاً وشاملاً يضمن للمنظمات لاتخاذ القرار الصحيح وبما ينسجم مع مستويات المخاطر والتزامها بسياساتها الداخلية والتشريعات الخارجية من خلال المواءمة بين الاستراتيجيات والعمليات التكنولوجية والأفراد، وبالتالي تحسين الكفاءة والفعالية.
وأشار السالم إلى ازدياد اعتماد المؤسسات المالية على ممارسات الحوكمة والمخاطر انطلاقاً من أهميتها ودورها الكبير في ترشيد القرارات وتحسين سمعة المؤسسة، مؤكداً ازدياد الحاجة في المستقبل الى هذه الممارسات على مستوى المؤسسات المالية والسلطات التنظيمية. كما لفت السالم إلى ضرورة أن البدء بالتنفيذ الناجح لإطار الحكومة على مستوى مجلس الإدارة والمستوى التنظيمي من خلال تبني هذه الممارسة ضمن استراتيجية المؤسسة وتوفير إطار للمساءلة على المستوى الاستراتيجي والتكنيكي.
بدوره أشاد الأمين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح، بإنجازات البنك المركزي الأردني الذي استمر في تطبيق السياسة النقدية الرشيدة وخصوصا تمسكه في ربط الدينار الاردني بالدولار وكذلك في تنفيذ الإجراءات والتعليمات والضوابط التي تحكم عمل الجهاز المصرفي، إضافة إلى تعزيز العلاقة مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية وتعزيز التعاون مع البنوك المركزية الأخرى. وأشار فتوح أن الملتقى اصبح منصة لتبادل الخبرات وعرض التجارب ومناقشة آخر مستجدات إدارة المخاطر والامتثال والحوكمة والعمل على أداء وكفاءة المصرفيين العرب، وتحصين المصارف في مواجهة المخاطر، وتعزيز التزامها بالمعايير الدولية، لجهة المراجعة الشاملة للموجودات المتعلقة بالمخاطر والإصلاحات الجديدة للجنة بازل الهادفة الى تعديل المقاربة المعيارية لمخاطر الائتمان ومخاطر التشغيل ، والتحديات التي تواجه إدارة المخاطر في ظل التحول الرقمي للمصارف وادارة المخاطر في مواجهة الديون السيادية وادارة مخاطر الأمن السيبراني ومخاطر السمعة.