وحسب مراقبين، تسود مخاوف من أزمة تهدّد سوق المواشي بسبب وقف السعودية الاستيراد من الأردن، بعد ظهور مرض الحمى القلاعية وانتشاره في عدد كبير من مزارع الأبقار، رغم أن الحكومة اتخذت قراراً بوقف استيراد الأغنام من مناشئ مختلفة لحماية المنتج المحلي.
وتعتبر السعودية المستورد الأول للأضاحي من الأردن، إذ يتم توريد أكثر من 250 ألف رأس سنوياً في هذه الفترة إلى دول الخليج، غالبيتها للجانب السعودي، ما يحقق عوائد جيدة لمربّي الماشية، لكن وقف الاستيراد منذ عدة أشهر يضع القطاع أمام صعوبات وتكدس الكميات المعدة للأسواق الخارجية وتحميل المزارعين خسائر كبيرة.
وتقدر جمعية مربي المواشي عدد الأغنام المعدة للتصدير بحوالي 300 ألف رأس، عدا عن الكميات المعدّة للسوق المحلي، إذ يؤكد رئيس الجمعية، زعل الكواليت، أن استمرار إغلاق باب التصدير سيلحق خسائر فادحة بالتجار ومربّي الماشية، إذ إن السوق الأردني غير قادر على استيعاب تلك الكميات مع وجود أعداد كبيرة من المواشي المستوردة من مناشئ مختلفة.
وحذّر الكواليت في سياق رده على أسئلة لـ"العربي الجديد" من تدهور أسعار المواشي، خاصة الأغنام، في حال تعذر فتح باب التصدير، خاصة إلى السعودية، ووجود منافسة شديدة في السوق المحلي مع المناشئ الأخرى، إذ إن الأسعار تبدو متقاربة حالياً.
وأشار إلى أن سعر الخروف الروماني المستورد الصغير يتراوح بين 4 إلى 4.5 دنانير للكيلوغرام الواحد قائماً ويباع كيلو غرام الخروف البلدي الكبير "المنتج محلياً" بنفس السعر والصغير بـ5 دنانير قائماً (الدينار = 1.41 دولار).
وقال الكواليت إن قرار وقف الاستيراد الذي اتخذته وزارة الزراعة جاء في مصلحة مربّي المواشي، في ظل وجود أعداد مواشٍ كبيرة كانت معدّة للتصدير ولم تصدر، لكن هذا لا يعوض عن فتح باب التصدير.
المتحدث باسم وزارة الزراعة لورانس المجالي، قال إن وقف الاستيراد جاء للحفاظ على المنتج المحلي واستدامة دخل مربّي الأغنام بالإضافة إلى توفر المنتجات المحلية للمواطنين.
وأَضاف المجالي في تصريحات صحافية أن قرار وقف الاستيراد من مصلحة مربّي المواشي في ظل وجود نحو ربع مليون رأس ماشية على الأقل جاهزة للتصدير، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية ما زالت تدرس قرار إعادة فتح استيراد الأغنام الأردنية ولم تتخذ قراراً حتى اللحظة.
وأكدت وزارة الزراعة توفر الأضاحي البلدية والمستوردة للموسم الحالي مع وصول أعداد الأغنام المستوردة من الخارج والمخصصة للسوق إلى 777.366 رأس خراف حية وبأسعار مستقرة وتتقارب مع أسعار الأغنام البلدية.
وقالت الوزارة إن عدد الخراف البلدية المتوفرة في الأسواق وصل إلى 950.000 في حين أن العجول المستوردة من الخارج والمخصصة للسوق بلغ عددها 37.444 رأس عجل حي.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الكميات المتوفرة في السوق تزيد عن الاحتياج المحلي، موضحة أن تقارب الأسعار بين المستورد والمحلي يشكل توازناً واستقراراً في الأسعار حتى في حال ارتفاع في الصادرات.