عمان 23 أيار- ناقشت حوارية نظمها منتدى شومان الثقافي وقسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان مساء أمس، مفهوم الصناعة السينمائية خلال السنوات الماضية والتغيرات التي طرأت على مفهوم الصناعة السينمائية برمته خلال العقدين الماضيين ليحل مكانه، وبالتدريج، مفهوم صناعة الفيلم الذي يحد كثيرا من سلطة الإنتاج، لكنه لا يلغيها.
كما تطرقت الحوارية التي جاءت بعنوان "السينما المستقلة.. حدود وآفاق"، وشارك فيها المؤلف والمخرج السينمائي جورج الهاشم من لبنان، والناقد السينمائي محمد الروبي من مصر، وأدارت الحوار مع الجمهور الناقدة السينمائية رانيه حداد، إلى أن "الفيلم المستقل"، هو واحد من التسميات الحديثة التي ظهرت، ورغم اختلاف النقاد مع المفهوم الجديد، والتأكيد على أن السينما فن ذو طبيعة جماعية، ولا يجوز أن يكون فرديا، إلا أن المصطلح أخذ مكانه في مجال السينما اليوم، وبتنا نرى مئات التجارب العربية التي لاقت اهتماما خاصا من الجمهور والنقاد على السواء.
كما ناقشت الحوارية العديد من المحاور التي تمثلت في تمويل ذاتي أم مدعوم؟، حرية التعبير في ظل اشتراطات الدعم والتوزيع،
ماذا بعد الإنتاج المستقل: هل التوزيع مستقل؟، عيون المخرجين على من: الجمهور أم المهرجانات؟، المنصات، مثل نيتيفلكس وغيرها، هل هي البديل؟
المخرج محمد الروبي أشار إلى أنه مع بدايات ظهور مصطلح (السينما المستقلة) في مصر، دب خلاف كبير بين عدة أطراف من بينها صناع هذه الأفلام وكذلك النقاد المتابعين للتجارب السينمائية الجديدة، بل وأيضا شركات انتاج وتوزيع الأفلام، حيث انصب الخلاف أساسا على محاولات تعريف المصطلح، بل وقبوله.
وأوضح أن البعض رأى أنه مصطلح غير واقعي، بمعنى أنه لا يعبر عن حقيقة هذه الأفلام. وتساءل هذا البعض عن المقصود بوصف (مستقل) ومستقل عن ماذا؟ وهل يمكن اعتبار القياس المادي (قليل أو كثير) وشركات الإنتاج (صغيرة أو ضخمة) مقياسا وحيدا للحكم على الفيلم (مستقل أو تابع)؟
وقال إنه مرت سنوات طويلة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن وما يزال الحال هو عدم الحسم. ومع ذلك ظل ومازال المصطلح يتردد ويستقر دون تحديد أو تعريف جامع مانع له.
من جهته أكد المخرج والممثل جورج الهاشم، أن صناعة السينما في بعض البلدان المشهورة بتلك الصناعة مثل الولايات المتحدة الأميركية والهند وفرنسا ومصر، تعتبر جزءا من الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أهمية اختيار فريق العمل المناسب عند البدء في مشروع إي من الأفلام قبل البحث عن التمويل، بحيث يكون الفريق من المبدعين والخلاقين ولديهم الشغف الكافي لصناعة الفيلم، موضحا أن أهم وأثمن شيء في صناعة السينما هو العنصر البشري المبدع.
يشار إلى أن جورج الهاشم هو مخرج وممثل مسرحي خريج كلية الفنون الجميلة، في الجامعة اللبنانية، وحائز على شهادة في الإخراج السينمائي من معهد "لوي لوميير"، في فرنسا.
أما الناقد محمد الروبي فهو رئيس تحرير جريدة (مسرحنا)، وعضو مجلس إدارة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وأستاذ المسرح بالمعهد العالي للفنون الشعبية، ومستشار مشروع (ابدأ حلمك) بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وكان نائب رئيس مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين.
والناقدة السينمائية رانية حداد حاصلة على درجة البكالوريوس في هندسة العمارة من الجامعة الأردنية، ودبلوم فنون سينما وتلفزيون من كلية الخوارزمي، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وكتبت في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية والعربية، وصدر لها كتاب بعنوان "شاشة الحلم والألم-أفلام سينمائية".
قدمت العديد من أوراق العمل المتعلقة بالسينما، منها "السينما وشباك التمويل"، و"صورة المرأة في الأفلام الروائية الأردنية، كما أخرجت العديد من البرامج والأفلام القصيرة، إضافة لعملها في الحقل الهندسي.