تواصل دولة الاحتلال تغّولها على الأقصى ورواده بشدة وعنف من أجل أن يبتعد أهل فلسطين وخاصة ساكني القدس عن المسجد ليبقى فارغا من زواره وذلك ضمن سياستها الساعية لتفريغه ليتسنى لهذا الاحتلال السيطرة عليه كلياً سعياً للوصول لخطته المركزية والمتمثلة في هدمه وبناء هيكلهم المزعوم. ولذلك كانت الهجمة العنيفة الأخيرة على المعتكفين والمعتكفات فيه والاعتداء البدني والجسدي عليهم واعتقال العشرات وتحويلهم للتحقيق وابعادهم عنه، ضمن خطة الاحتلال الممنهجة في تفريغ الأقصى من رواده.
لقد باتت مشاهد التكسير والسحل والإهانة للرجال والنساء موسمية وفي شهر رمضان بشكل لافت في رسالة احتلالية أن اهجروا المسجد ولا تعودوا إليه ، فتمر هذه الصور أمام نظر وأسماع الأمة قاطبة في رسالة تحدي من الاحتلال للمسلمين جميعا وفي كافة بقاع المعمورة ليقول لن نُبقي هذا المكان لكم وحدكم ! .
إن ما يحدث ويجري في الأقصى بشكل مستمر هو صفعة لأمة الإسلام كاملة التي تكتف بمتابعة الأحداث وسماع أصوات صرخات واستغاثة رواده دون أي تحرك حقيقي وفعّال ، لتشهد هذه الصورة على خذلان الأمة قاطبة للأقصى وأهل فلسطين على وجه العموم .
إن سياسة التمادي التي يمارسها هذا الاحتلال تجاه الأقصى ومصليه ومعتكفيه وكل أهل القدس وفلسطين هو أمر طبيعي نتيجة عدم وجود رادع يردعه ويوقف تغّوله إلا من تصديات رواده وأهل القدس العُّزل .
إن سياسة هذا الاحتلال وتصرفاته هي دليل قوي ودامغ على أنه سادر في غيه في قضية السيطرة على المسجد والعمل على بناء هيكلهم المزعوم تنفيذا لرؤيتهم الدينية التوراتية وهذا إشارة على أن الأقصى في خطر أكثر من أي وقت مضى، ولذلك وجب على الأمة بمجموعها أن تقف الوقفة الصحيحة والمطلوبة التي تنهي هذا المحتل وتطهر الأرض المباركة من شروره.
في ضوء تأكيد الأحداث ومجرياتها أن الأقصى في خطر فهل ستمر الأمور كما اعتدنا بالصمت والادانات والجعجعات الفارغة أم إن الأمور ستقود إلى تفجر الأوضاع وتكون البداية لمسيرة التحرير .... ؟!.