في مثل هذا اليوم من العام 1968، سطّرت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي- في سجّل تاريخ الأردن المجيد بدماء أبطالها معركة الكرامة الخالدة لتظلّ شاهداً على قدرة الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه النبيل وجيشه الباسل على الصمود والانتصار على التحديّات مهما كان حجمها، والمخاطر أيّاً كان مصدرها، ليواصل مسيرته نحو مراتب العلا، متحدياً للعقبات، متجاوزاً للصعوبات.
إنّ ذكرى تلك المعركة المجيدة، المتزامنة مع احتفالاتنا بعيد الأم جديرة بأن تدفعنا إلى التأمل في مكانة المرأة الأردنية التي أنجبَت- وما تزال- الأبطال الذين يذودون عن ثرى الأردن الطهور، ويصنعون مجد بلدنا وحاضره ومستقبله، بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة.
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى الاستفادة من دروس المراحل الحاسمة في مسيرة الأردن الوطنية والقومية والإنسانية لتحفّزنا على مواصلة الطريق نحو مئوية ثانية من عمر الدولة تحت الراية الهاشمية الشريفة، وبالتفاف الأردنيين جميعاً حول قائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مستنيرين برؤاه السامية لمستقبل واعد لأجيالنا القادمة، مواصلين مشروعنا الوطني الكبير القائم على الإصلاح والتحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري، مشاركين في صنع القرار، مدافعين عن مصالح بلدنا العليا، ودوره ومكانته وقوته في التوازنات الإقليمية والدولية على حدّ سواء.
حمى الله الأردن ومليكه ووليّ عهده الأمين وشعبه وجيشه والساهرين على أمنه واستقراره وتقدّمه وازدهاره.