وعبّر عبيدات عن فخره وهو يرى أربعينَ شابًّا وشابّةً، يتنافسونَ بينَهُم على المهارةِ والتّقنيَّةِ الأعلى في تأمينِ البياناتِ، بأنَّ الأُردنيّةَ كانَتْ سبّاقةً في افتتاحِ تخصُّصِ الأمنِ السّيبرانيِّ في كليّةِ الملكِ عبد اللهِ لتكنولوجيا المعلوماتِ، معتبرا إياها إشارةً لنا أنَّنا ننتهجُ الطّريقَ الصّحيحَ، ودافعًا لنُكمِلَ المِشوارَ على الدّربِ نفسِهِ، ونحنُ عازمونَ على استكمالِ التوأمة بينَ النظريّةِ والخِبراتِ، بينَ العلمِ والتّطبيقِ، بينَ النّشاطاتِ المنهجيّةِ وتلكَ اللامنهجيَّةِ.
وأكد أن ما تسعى لهُ الأردنيّةُ باستحداثِ هذا التخصُّصِ الجديدِ، وفي عقدِها لهذهِ المسابقةِ وخلافِها، أنْ تُواكبَ تطلُّعاتِ الحكومةِ التي وضعَتْ قبلَ أعوامٍ قليلةٍ الاستراتيجيَّةَ الوطنيَّةَ للأمنِ السّيبرانيِّ، في محاولةٍ جادَّةٍ لخلقِ بيئةٍ رقميّةٍ آمنةٍ وصلبةٍ، وحمايةِ البنيةِ التحتيَّةِ للمعلوماتِ الحيويَّةِ الوطنيَّةِ، والاستجابةِ للقرصنةِ الإلكترونيَّةِ، ووضعِ حلولٍ للتخلُّصِ أو التّعافي مِنها، إلى جانبِ المُساهمةِ في وضعِ الأُطُرِ النّاظمةِ قانونيًّا لتعزيزِ سلامةِ الفضاءاتِ الإلكترونيّةِ.
وخاطب عبيدات الطلبة "أنتُمْ الدِّرعَ الذي يُحَوِّطُ عالمَنا الرّقميَّ بالأمانِ، صانعينَ لأنفُسِكُم مكانًا مُشرقًا في مجالٍ مُتطلّبٍ صعبٍ، لكنَّهُ شديدُ الأهميّةِ لأصحابِ العملِ، أولئكَ الذينَ يبحثونَ دومًا عن الطّاقاتِ المُتجدّدةِ، والأفكارِ المُفارِقةِ المدعومةِ بمهاراتٍ تسعى جامعتُكُم لئلّا تنقُصَكُم في اللحظةِ التي تُغادِرونَ فيها أسوارَها"، ودعاهم أن يكونوا على قدرِ الطّموحِ، وأن يتمسّكوا بالأملِ بعالمٍ أكثرَ سلمًا، يحُفُّهُ الأمانُ الرّقميُّ من كُلِّ جانبٍ.
بدوره، قال عميد الكلية الدكتور صالح الشرايعة إن هذه الفعالية جاءت لتكريم الفائزين في مسابقتي مخيم السايبر الأول الذي انطلقت فعالياته الأسبوع الماضِي بعقدِ مسابقةِ حلِّ المشكلاتِ Problem Solving، وأخرى متخصصةٍ بالأمنِ السيبرانيِّ بعنوان (Capture The Flag)، وشاركَ فيهما عددٌ كبيرٌ من طلبةِ الجامعةِ، حيث يهدف المخيم إلى تطوير مهارات طلبة الأمن السيبراني في كافة المسابقات المتعلقة بهذا الشأن.
وأضاف الشرايعة أن الأمنُ السّيبرانيُّ أصبح حاجةً ملحةً في ظلِّ التّوجهاتِ الوطنيّةِ لرقمنَةِ جميعِ الخدماتِ في المؤسساتِ العامّةِ والخاصّةِ وحوسبَتِهَا، وكذلكَ التّغيراتُ العالميّةُ المطردةُ والمتلاحقةُ والتّهديداتُ الّتي يشكّلُهَا الانفتاحُ على العالمِ الخارجيِّ في مجالِ تكنولوجيا المعلوماتِ، كما أن هناكَ حاجةٌ ملحةٌ لإيجادِ حُلولٍ عاجلةٍ مِنْ أجلِ حمايةِ البياناتِ والمعلوماتِ؛ حيثُ إنَّ ذلكَ يعملُ على زيادةِ الموثوقيّةِ الوطنيّةِ بالمؤسساتِ العامّةِ والخاصّةِ بتوفيرِ البيئةِ الآمنةِ ممّا ينعكسُ إيجابًا على تنميةِ الاقتصادِ الوطنيِّ.
وفي ختام الفعالية سلّم رئيس الجامعة الجوائز للطلبة الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى، وكرم كل من ساهم في إنجاح الفعالية من أعضاء اللجنة التحضيرية والمؤسسات والهيئات والشركات الأردنية والرعاة والداعمين.