يستأنف مانشستر سيتي الإنجليزي سعيه إلى إحراز باكورة ألقابه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما تحلّ كتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا على لايبزيغ الألماني في ذهاب ثمن النهائي الأربعاء، لكن الأمور لا تسير على ما يرام في صفوف "سيتيزنس” على أرض الملعب أو خارجه.

وبدا أن سيتي وجّه رسالة في الدوري المحلّي عندما هزم أرسنال في عقر دار الأخير منتزعاً منه الصدارة الأسبوع الماضي، قبل أن يتخلّى عنها بعد أربعة أيام بسقوطه في فخ التعادل مع نوتنغهام فوريست.

وتعاني كتيبة غوارديولا من عدم استقرار في المستوى الفني، قبل خوض غمار المسابقة التي يلهث الفريق وراءها في السنوات الأخيرة.

لم يفز سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا إطلاقا، كما أن غوارديولا تحديداً المتوّج مرتين كمدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في كامب نو. وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب القاري عندما بلغ النهائي، لكنه خسر أمام جاره تشلسي بهدف عام 2021.

وكان من المتوقع أن يكون التعاقد مع الهداف النرويجي إرلينغ هالاند القطعة الأخيرة لبلوغ مانشستر قمة الهرم الأوروبي. صحيحٌ أن النرويجي سجل الأهداف المتوقعة منه بدليل امتلاكه 32 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم حتى الآن، لكن البعض يعتقد أن تواجده يفسر تراجع اللعب الجماعي في سيتي.

وعلى الرغم من غلة هالاند المرتفعة من الأهداف، فقد سجل سيتي عدداً أكبر من الأهداف في هذه المرحلة من الموسم الماضي.

أما من الناحية الدفاعية فيبدو الفريق أكثر عرضة للهجمات المرتدة، وهي مشكلة لم يساعدها قرار غوارديولا السماح للظهير البرتغالي جواو كانسيلو بالانضمام إلى بايرن ميونخ الألماني على سبيل الإعارة في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، ما تركه دون ظهير أيسر طبيعي. وبالتالي تمت الاستعانة بأربعة لاعبين لشغل هذا المركز وهم الهولندي نايثن آكيه، والإسباني إيمريك لابورت، واليافع ريكو لويس وحتى صانع الألعاب الرائع البرتغالي برناردو سيلفا في المباريات الأخيرة.

وأعرب غوارديولا عن رضاه عن أداء فريقه ضد نوتنغهام فوريست رغم افتقاد فريقه إلى غريزة حب الانتصار، وهو ما كلّفه نقطتين، لكنه في المقابل لم يتردّد في توجيه انتقادات مبطنة إلى لاعبيه بعد نهاية منافسات بطولة كأس العالم، لعدم إظهارهم الرغبة في البقاء على قمة الدوري الإنجليزي، وهو نهج لا يلجأ إليه المدرب الكتالوني عادة.

ولا يمكن أن يكون إيجاد الحافز لدوري الأبطال أمراً صعبا، يقول حارس سيتي البرازيلي إيدرسون عن سعي سيتي للفوز بلقب دوري الأبطال "نحن نلاحقه. أعتقد أننا مجموعة رائعة وهذا يظهر مدى تطور النادي على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية مع ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز وألقاب كأس الرابطة وكأس إنجلترا ودرع المجتمع”.

وأضاف "لذا فإن هذا اللقب هو ما يحتاجه النادي. إنه ما نحتاجه نحن اللاعبين وغوارديولا هنا في النادي أيضا. هذا العام سنحاول الحصول على اللقب”.

وثمة شيء إضافي يحفز لاعبي سيتي على التتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، ويكمن في عدم معرفة متى يحصل سيتي على فرصة لخوض غمار دوري أبطال أوروبا بسبب الكم الهائل من المخالفات المالية. إذا ثبتت إدانة سيتي، فإن عقوبة كبيرة بالنقاط أو حتى الهبوط يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالنادي الذي خاض غمار البطولة القارية الأهم في المواسم الـ12 الأخيرة.

في المقابل يستعدّ لايبزيغ الألماني للوقوف ندّاً أمام العملاق الإنجليزي، متسلّحاً بعودة مهاجمه الفرنسي كريستوفر نكونكو، فيما يستقبل إنتر الإيطالي نادي بورتو البرتغالي سعياً إلى لقب غائب عنه منذ أكثر من عقدين.

وتألق الفرنسي في آخر مباراة للايبزيغ في الدوري الألماني والتي فاز فيها على فولفسبورغ بثلاثية نظيفة، حيث صنع هدفاً للنمساوي كونراد لايمر بعد 98 يوماً من الغياب، بسبب إصابة حرمته أيضاً من المشاركة في مونديال قطر 2022.

ورغم غيابه عن خمس مباريات في الدوري، لا يزال نكونكو يتربع على عرش قائمة هدافي لايبزيغ هذا الموسم برصيد 12 هدفاً، ويبعد بفارق هدف واحد عن صدارة هدافي البوندسليغا التي يحتلّها نيكلاس فولكروغ لاعب فيردر بريمن.

لذلك تعد عودته حاسمة لآمال لايبزيغ بإحداث مفاجأة العبور من دور الـ16 للمرة الثانية في تاريخ النادي.

على مقلب آخر يستقبل نادي إنتر في ملعب "جوزيبي مياتسا” نادي بورتو البرتغالي، ساعياً إلى مواصلة مشواره لحصد لقب غائب عن خزائنه منذ عام 2010، وتعويض ضياع فرصة استعادة لقب الدوري الإيطالي.

ورغم أن الفريقين أسّسا هويّة دفاعية ناجحة نوعاً ما خلال الأشهر الأخيرة، يتوقع البعض أن تشهد المباراة أهدافاً كثيرة.

سيتي لم يفز بلقب دوري أبطال أوروبا إطلاقا، كما أن غوارديولا تحديداً المتوّج مرتين كمدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في كامب نو

وفي الدوري يحتلّ إنتر المركز الثاني خلف نابولي المتصدّر بعيداً، رغم أنه قلّص الفارق معه إلى 15 نقطة بفوزه على أودينيزي 3 – 1 السبت.

وإذ أن "نيراتسوري” تأهل ثانياً من دور المجموعات خلف بايرن ميونخ وفاز على برشلونة الإسباني، فإن بورتو لن يكون خصماً سهلاً؛ ذلك أن الفريق البرتغالي سجّل بداية كارثية دون أي نقاط من المباراتين الأوليين في مجموعته، قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية ليتصدر المجموعة الثانية.

من وجهة نظر إنتر تمثّل مباراة الذهاب هذه فرصة على طريق حسم التأهل، وسيكون رجال سيموني إينزاغي سعداء بأي أفضلية يحققونها قبل الإياب في البرتغال.

على الورق، فإن إنتر الذي لم يهزم في مبارياته الخمس الأخيرة ويبدو صلباً دفاعياً، هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في مباراة الذهاب. ومع الغيابات التي تطال الفريق البرتغالي، قد تكون الأمور أسهل للبلجيكي روميلو لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيس في الطريق إلى الشباك.