“مندوب مبيعات”

“مندوب مبيعات”
أخبار البلد -   أخبار البلد - يلزم الكثير الكثير من الصبر وطول البال لأي رجل أو امرأة حتى يكون مندوب مبيعات متجولا!
تجدهم أحيانا في أماكن لا تتوقع وجودهم فيها؛ في مقبرة أو مقهى أو يندسون بين الحضور في عرس.
وكثيرا ما تصادفهم في المناطق الصناعية، وبين الكراجات، بل إن أحدهم فاجأني هذا الأسبوع في معمل طوب!
المثير للشفـقة، تجاه هؤلاء الناس، أنهم مضطرون كل صباح أن يرتدوا البدلة القديمة التي كلح لونها، وقناع الصبر، والابتسامة البلاستيكية الباردة!
وهي أدوات الشغل التي لا يستقيم العمل من دونها.
ففي مناطق ورش الميكانيك والحدادة والنجارة؛ حيث الغبار وروائح الدهان، تجد أحدهم في ساعات القيظ عارضا بضاعته، والعرق يتصبب على ياقة قميصه، وحذاؤه يغوص في التراب.
وفي مخلفات المناطق الصناعية، حيث يبدو مشهد ربطة العنق هناك كاريكاتيريا ومثيرا للتندّر، وهو ما يفعله غالبا أبناء الورش الذين يجدون مادة للتسلية، في الرجل، وفي بضاعته التي يقضون ساعات في تجريبها، والعبث بها، ثم يعتذرون بحجة أنها لا تلزمهم!
وهو مضطر في هذه الأثناء، وقبلها، وبعدها، للابتسام والمجاملة، وإعادة سرد الشرح الطويل الذي حفظه عن ظهر قلب، عن مواصفات البضاعة ومميزاتها وطرق استخدامها!
وهو مضطر أيضا لأن ينتظر عاملا طلب منه أن ينتظر لحين تركيب الموتور، أو أن يقف جائعا يسترق النظر لإفطار تجار طلبوا منه أن ينتظر حتى ينتهوا من إفطارهم!
وتتأمل أحيانا في بضاعته الرخيصة، فهي إما أمشاط شعر أو نظارات شمسية تضر العينين أو حزامات رجالية أو مفكّات أو نكاشات أذنين
أو بطاقات هاتف أو ربما يروج لمطعم وجبات سريعة، أو تخفيضات في الأسعار لفندق ومنتجع سياحي!
وتتساءل: لو باع في النهار عشرين مشطا أو حزاما، بقيمة بيع إجمالية تتراوح بين أربعة دنانير وعشرين دينارا، فهل سيتجاوز صافي ربحه في النهار ثمن فنجان قهوة مع كوب مياه معدنية في مقهى 3 نجوم؟!
ربما بدأت الحديث عن مندوبي المبيعات، ثم اختلط الأمر مع البائعين الجوّالين، لأنه لا فرق كبيرا بينهما، سوى أن الأول ملزم بارتداء البدلة التي تضاعف من ملله وضجره وشعوره بالقهر، لكن كليهما ملزم بالابتسام والمجاملة ومجاراة الزبون مهما كان ثقيل الظل، ومهما شعر البائع أنه غير جادّ!
وإذا كان البائع الجوّال يملك هامشا شخصيا أحيانا للحدّة والحرد، فإن المندوب الذي يمثل شركة أو مصنعا لا يملك سوى الصبر والهدوء وإعادة الابتسامة ذاتها عشرات المرّات.. لأنه يعاقب بالإساءة لاسم شركته إن فقد صبره!
فهذا الرجل، في المحصلة، لا يؤجر للشركة وقته وجهده وإمكانياته في الإقناع، فقط، بل يرهن أعصابه وانفعالاته ومشاعره، طوال النهار، لدى "ماركة مسجلة”، قد لا تعود عليه آخر يومه بثمن علبة سجائره أو إفطار خفيف للعائلة!
والمفارقة، أن هذا الرجل أو الفتاة، الذي يجامل الناس ويبتسم ابتسامته المؤجرة لصالح الشركة، الصابر على بؤسه وعلى غبار الكراجات وأسواق الخضار، لا يجد ولو ابتسامة صغيرة من الجالسين خلف مكاتبهم، أو في محلاتهم، بل هم ينهرونه أحيانا عن عتبة الباب كأنه قط أو شحاذ.
مع أن الأزمة المالية العالمية، والتبعات الاقتصادية لفترة "كورونا” والانهيارات التي أصابت الكثير من التجار وكبار أصحاب الأموال أثبتت أن لا أحد أبدا يستطيع أن يثق بماله، أو أن يمسك قدره بأصابعه.. وأي واحد منا قد ينتهي بائعا للأمشاط أو لفوط الأطفال أو "علكة سهام”!

 
شريط الأخبار عمليات نوعية للمقاومة في غزة و80 شهيدا منذ الفجر 7 إصابات في حادث تصادم بمأدبا الرحامنة نقيبًا لأصحاب المكاتب والشركات العقارية الرياطي يسأل دولة الرئيس عن فيلا رئيس سلطة العقبة في منتجع آيلا وسفراته ومصاريف مكتبه الجسر العربي للملاحة تباشر بنقل افواج الحجاج المصريين – صور عمّان تسجل أعلى درجة حرارة منذ حزيران 2024 إقرار 15 قانونًا خلال الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين قيمة حركات "إي فواتيركم" ترتفع 25.5% بالثلث الأول من العام الحالي أكثر من 30 قرار وضعها "إعلان بغداد" أمام العالم بلدية الحسا تطالب بمجمع حكومي تدهور شاحنة على دوار اقرأ بالجبيهة .. تفاصيل إقرار 15 قانونًا خلال الدورة العادية لمجلس النواب العشرين الصفدي: أي حزب لا يملك رؤية متكاملة سيقع أمام معضلة يخسر معها ثقة المواطنين كتاب سري يحرج عادل البلبيسي بالمركز الوطني للاوبئة.. والأخير يبرر ويرد - وثيقة “القسام” تشتبك بالأسلحة الرشاشة مع قوة صهيونية تحصنت في الشجاعية سوريا تستبدل عملتها الجديدة وتزيل صورة الأسد من الليرة هل يستطيع المستثمر التركي انقاذ الصناعات البتروكيماوية ؟! تجارة الأردن تؤكد أهمية تفعيل مجلس الأعمال الأردني القبرصي مدير عام ميدغلف للتأمين: مؤتمر العقبة العاشر ملتقى للخبرات وتوقيع الاتفاقيات واللجنة المنظمة أبدعت منيب باسم ظبيان ... شهادتان جامعيتان وتفوق من جامعة "George Mason" الأمريكية.. مبروك.. الوطن ينتظرك