أخبار البلد- كتب وحيد الطوالبة
الدكتور احمد عويدي العبادي اردني الجنسية ورجل امن متقاعد برتبة عقيد ونائب سابق في البرلمان الاردني والبرلمان عندنا شريك للملك في السلطة دستوريا ... والرجل تم حبسه لعامين في قضية غير عادلة - حسب رأيه الشخصي - وتكالبت عليه السلطة ورجالاتها منذ كان عقيدا في الامن العام كما يعتقد او كما قال لي على الهاتف اكثر من مرة والدولة الاردنية هي التي صنعت منه رجل معارضة داخل الوطن قبل الربيع العربي لا بل منذ انتهاء فترة الاحكام العرفية في الاردن بعد عام 1989
الرجل ليس غامض ولا مبهم وانا شخصيا فهمت كل طروحاته وما ورائها كما سمعت منه وحللت كل كلامه لي وبالتالي لم انشر له اي شئ من تذمره او شكواه او طروحاته وتريثت حتى ابحث عن الحقيقة وللتعرف على بدايات تحول الرجل لهكذا نهج
سألت لماذا يهاجم الرجل الملكة رانيا في كل مكان وفي كل جلسة وهي التي حسب معلومات من رئيس وزراء سابق وجهت بتعيين احدى بنات الدكتور العبادي بمؤسسة نهر الاردن بعد ان اعيته مسألة تعيينها وعندما سمعت الملكة أمرت بتعيينها وكان هذا قبل سنوات وقبل ان يهاجم العبادي الملكة اي ان تعيين ابنته ليس استرضائيا ... وعندما كنت اسأله لماذا تحشر الملكة في كل حديث لك يقول لي : هل يسمح لها الدستور بأن تقدم نفسها كشريكة للملك ..؟؟؟ فقلت له لا ولكن هي لا تقدم نفسها كذلك .. فيقول لا هي واخوانها واخوالها وامها اصبحوا عبء علينا وثروات فاقتهم المعقول ... فقلت له هذا كلام بلا دلائل ... فيقول الدلائل لن تظهر الا اراد صاحب القرار
لماذا احيل احمد عويدي العبادي للتقاعد من الامن العام ...؟؟؟
عندما تولى عبد الهادي المجالي قيادة جهاز الامن العام اعجب بشخص يحمل اسم احمد عويدي العبادي ويحمل رتبة عقيد والاهم انه يحمل شهادة الدكتوراة ومن بريطانيا ومن غير ان يلتقيه وعندما اراد المجالي اجراء تنقلات للضباط عرض نقل العقيد الدكتور الى جهة ما داخل الجهاز فرفض قائد تلك الوحدة وغيره وغيره فسأل المجالي مالقصة ؟؟؟؟ فجاء الرد من كل الذين رفضوه انهم لا يريدونه لانه مزعج وسيوجع رؤوسهم .. فقرر المجالي طلبه وسأله عن السر فقال العبادي للمجالي : هؤلاء يكرهونني لانني دكتور وافهم اكثر منهم فقرر المجالي تكليف العبادي بتأريخ وتوثيق مرحلة انشاء جهاز الامن العام التي تزامنت مع نشؤ الدولة الاردنية الحديثة كون هذا يدخل في اختصاص العبادي كمؤرخ وخصص له مكتبا خاصا في الطابق الثاني في مديرية الامن العام ... وبعد عشرون يوما جاء العبادي وطلب من المجالي طاقما للمكتب يتكون من عشرين شخصا وبرحلة عمل الى بريطانيا لستة اشهر فرفض المجالي وقال له هذا غير معقول انت تحتاج لمدير مكتب وسكرتيرة وكان له ذلك
بعد شهر من ذلك جاءت شكوى للمجالي على العبادي انه يستقبل العشرات يوميا في مكتبه وانه يتصرف كشيخ عشيرة في مديرية الامن العام فطلبه المجالي وقال له : انت تحمل رتبة عقيد وهذا لا يجوز وكانت بمثابة اول رسالة للعبادي لكنه لم يلتزم رغم وعده للمجالي
وذات يوم اتصل رئيس الحكومة - يومذاك - زيد الرفاعي بالمجالي طالبا اياه للرئاسه وعندما وصل المجالي وقابل الرفاعي فوجئ بالرفاعي يطلب منه احالة العبادي للتقاعد اليوم وبحضور مدير المخابرات يومذاك لكن المجالي سأل عن السبب فقال الرفاعي ان العبادي لا يستحق ان يبقى بالجهاز لانه مزعج ولانه ... لكن المجالي قال للرفاعي انا لن احيله للتقاعد لانه كان الاولى بمدير المخابرات ان يكتب لي اولا وعندما اتثبت من الامر ساعتها سأحيله للتقاعد وعندما عاد المجالي لمكتبه طلب العبادي وابلغه بأنه سيمنحه الفرصة ثانية لتعديل مسار سلوكياته وتصرفاته فوعد العبادي بذلك لكن الرفاعي عاد واتصل بالمجالي طالبا اياه للرئاسة بعد فترة وقال له تفضل واسمع : واذ بتسجيل بصوت العبادي يحث الحضور على ان يفطروا بالمجالي قبل ان يتغدى بهم وان ..... الخ وبعد ذلك تقرر احالة العبادي للتقاعد من موقعه
احمد عويدي العبادي اصبح لاحقا نائبا بالبرلمان وكان نائبا شرسا ومزعجا لحكومة مضر بدران لكنه ايضا واجه حملة قادته للعودة لمنزله وعدم العودة للبرلمان لاحقا بالانتخابات واستمر مشحونا تجاه الدولة والنظام حتى تم حبسه بقضية لمدة عامين عندما سجلها ضده وزير الداخلية الاسبق عيد الفايز .... وامضى عقوبته وغادر السجن الصغير الى السجن الكبير حيث تم منعه من السفر حتى العام الماضي لكنه لم يسافر بعد رفع قيد منع السفر عنه
وخلاصة القول ان الشعور بالغبن والظلم الذي يتملك العبادي منذ كان اخوته يدرسون بالخارج ولا يسمح لهم بالعودة للاردن وشعوره شخصيا بالظلم عندما احيل للتقاعد في وقت وصل اقرانه الى رتب اعلى هو الذي خلق منه رجل معارضة لم يعد لديه ما يخشاه وقد كنت اسمع منه تخوفا شديدا على الاردن من ان يتحول الى وطن بديل للفلسطينيين
وعندما اصبح العبادي يقدح ويسب ويشتم لم يأخذ احد بعناء البحث عن سر تحول هذا الرجل الى هكذا شخصية وقد حاولت جاهدا ايصال رسائل عدة منه الى رئيس الحكومة عون الخصاونة بأن العبادي يقول له بأنه لن يأتي الحكومة والنظام منه ريح سئ منذ تشكيل الحكومة وحتى نشر الفيديو الاخير لم اجد من الرئيس مبالاة غير لقاء العبادي لمرة واحدة في منزل الرئيس ولمدة ساعة ونصف سبقتها جلسة بين العبادي ووزير الاتصال والاعلام راكان المجالي لمدة ساعة ... لكن الحكومة لم تدرك كيف تتعامل مع العبادي ... فزاد الاحتقان عنده الى ان وصلت الامور الى ماوصلت اليه واصبح العبادي مطاردا بتهمة التمرد على الدولة والسعي للانقلاب على النظام وهي القضية التي ستفجر الاوضاع ليس لأن العبادي مسنود بعشرات الاف من بني عباد ولكن لأن عملية احضاره بالقوة والاعتقال ربما ستسفر عن سقوط قتلى او قتيل واحد سيعتبر اول شهيد للربيع الاردني وساعتها سيحدث ما نحذر منه
لماذا لم تتقنوا التعامل مع احمد عويدي العبادي ...؟؟؟

أخبار البلد -