- أظهرت النقاشات التي أجراها الملك عبدالله الثاني في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تباينا في الآراء التي يقدمها عن حالة الإصلاح في الأردن، وتلك التي يتبناها رئيس الوزراء عون الخصاونة. وهو ما لاحظه صحافيون رافقوا الملك ضمن الوفد الإعلامي.
الكاتب والمحلل السياسي الزميل فهد الخيطان أكد ذلك "التعارض". وقال لـ"الجزيرة نت" إن "الملك ركز على ضرورة أن تكون هناك انتخابات بلدية وبرلمانية هذا العام، بينما تمسك الخصاونة بالحديث عن "جودة التشريعات ونزاهتها"، ورفض تحديد جداول زمنية للانتخابات وتنفيذ الإصلاحات.
وخلص الخيطان إلى أنه "إذا استمر رئيس الحكومة على تمسكه برأيه، فإن احتمالات تغيير الحكومة تبدو في الأفق، فالملك مصر على انتخابات برلمانية هذا العام".
الخيطان تحدث لـ"الجزيرة نت" في التقرير الذي أعده الزميل الصحافي محمد النجار عن أن "دعم واشنطن مهم لكنه مرهون بتماسك الجبهة الداخلية وهي أقوى من الدعم الأميركي". وقال إن الملك "يحاول توظيف الدعم الأميركي والدولي في تسريع خطط الإصلاح".
وكشفت مصادر سياسية أردنية مطلعة على تفاصيل زيارة الملك عبد الله الثاني لواشنطن أن الأردن أبلغ الولايات المتحدة أن لا حل قريبا للأزمة السورية، وأن الحليفين توقعا أن تطول الأزمة بشكل أكبر. وقالوا إن الملك أبدى تشاؤمه بشأن حل قريب للأزمة السورية، وإنه أبلغهم أن الأزمة ستطول وتتعقد بشكل بات مقلقا فيما يخص مستقبل سورية والمنطقة بأسرها، وإن الوضع هناك بات مفتوحا على كل الاحتمالات.
الوضع في سورية هيمن على محادثات الملك في واشنطن، وإن أكثر الأسئلة التي واجهت الملك وكبار المسؤولين الأردنيين هناك كانت تتعلق بالأزمة السورية، وقالت المصادر إن الأميركيين أكدوا قلقهم ونقدهم الكبير لنظام بشار الأسد لكنهم قالوا إنهم لن يتدخلوا في سورية إلا عبر غطاء دولي.
الخيطان يرى أن الأردن بات أكثر قلقا وشعورا بالخطر نتيجة التوقعات بطول أمد الأزمة السورية.
وتابع أن "الأردن يشعر بالقلق ليس فقط من الوضع المتفجر في سورية وتعقد الأزمة هناك، وإنما من مآلات الوضع وخطر انزلاقه نحو حرب أهلية".
وأضاف أن "الأردن أكد لواشنطن عدم تشجيعه لأي تدخل أجنبي في سورية مما قد يقود الأوضاع المريبة هناك نحو حرب أهلية ستشعل الإقليم وليس فقط سورية".
وقال إن "الأردن قلق جدا من نتيجة اليوم التالي لسقوط النظام إذا حصل ذلك، رغم أن كل توقعاته -التي التقت مع توقعات المسؤولين الأميركيين- كشفت عن توافق رؤية الحليفين حيال استمرار الأزمة هناك فترة أطول بكثير مما تتوقعه أطراف عدة".
أما الملف الثاني الذي هيمن على المباحثات بحسب المصادر السياسية الأردنية، فكان تعثر عملية السلام، لدرجة أن أحد المصادر ذكر للجزيرة نت أن أوباما أبلغ الملك أنه "لم يعد يطيق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا يثق به".
وذكرت المصادر ذاتها أن الملك واجه أسئلة من جانب أعضاء في الكونغرس الأميركي بشأن عدم تعيين الأردن سفيرا له في تل أبيب، في إشارة لغياب السفير الأردني عن مقر السفارة منذ تعيين آخر سفير أردني في إسرائيل -وهو علي العايد- وزيرا في الحكومة الأردنية عام 2009.
كما واجه الملك أسئلة تتعلق بالتقارب الأردني مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إضافة لتقدير الأردن بشأن الأزمة الغربية مع إيران، وصعود الحركات الإسلامية في المنطقة وموقع الحركة الإسلامية الأردنية من هذا الصعود.
ويرى الخيطان أن الملك يدرك أن فرص تقدم عملية السلام في سنة الانتخابات الأميركية "محدودة للغاية إن لم تكن معدومة"، وأن لقاءاته في واشنطن عززت هذه القناعة.
غير أن الخيطان كشف أن الملك وكبار المسؤولين "مرتاحون للثناء الذي حصلوا عليه من أوباما ومسؤولي إدارته حيال خطط الإصلاح في الأردن، وتعهد واشنطن بتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للأردن وسط الظروف التي يمر بها حاليا".
وقال إن "الملك وكبار المسؤولين سمعوا كلاما مطمئنا حيال دعم واشنطن للنظام والاستقرار في الأردن ورضاهم عن خطط الإصلاح التي عرضها الملك".