خاص- لـ أخبار البلد - رائده شلالفه
في تداعيات استقالة عضو هيئة مكافحة الفساد د.عبد الرزاق بني هاني، وما أعقبها من ردود فعل فتحت "عش الدبابير" على أكثر من جهة، فقد انتقدت جهات مراقبة سياسة المسؤولين الحكوميين الذين ما أن يخرجوا من المنصب حتى تتوالى تصريحاتهم التي تكشف المسكوت عنه، على النقيض تماما فيما هم داخل المنصب..
د.عبد الرزاق بني هاني من مسؤولي الدولة الكبار الذي دخل الواجهة الرسمية وخرج منها نظيف اليد والسيرة، ويتفق معارضوه ومناوئوه على انه الرجل صاحب الاخلاقيات الملتزمة والنهج الوطني المنتمي، الامر الذي يزيد في مسؤوليته اضعافا بحسب ان المرحلة الأردنية الراهنة تتوجب وقفة رجالها الصادقين
الا انه لا يخفى على أحد ان تصريحات بني هاني التي أعقبت استقالته من هيئة مكافحة الفساد تجيئ في إطار ممارسة البطولات، وخلق أجواء "دون كيشوتية" يحارب خلالها الأطياف والأشباح، وليس شخوص مافيات الفساد، فقد كان جديرا بمثل مسؤول اردني وطني بحجم وشكل د.عبد الرزاق بني هاني أن يتشبث بموقعه ويحيط مهامة التي القيت على عاتقه كأمانة من الاردنيين في عنقه، ليذود عنها لا ان يتخلى عنها ويتركها عرضة لرياح الفساد والفاسدين، خاصة وانه يتحدث عن ملفات بين يدي المكافحة تزيد قيمتها عن الـ 5 مليار دينار اردني، ويتم تغييبها لتظل عالقة بالادراج الى اجل غير مسمى، أو لحين يتبعها ملفات اخرى بمزيد من المليارات المنهوبة !
ولعل الأمر الايجابي الذي خلفته استقالة الرجل، أن فتحت شهية رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو لكشف المزيد من المسكوت عنه، في وقت يشيد مراقبو الحالة الاردنية بسوية بينو وغيرته على الوطن، وهو الذي شرع أوراق هيئة مكافحة الفساد أمام الملك ووضعه بصورة ما تحتاجه من كوادر بشرية وخبرات ومعدات متطورة لتنجح في مجابهة الفساد !
هيئة مكافحة الفساد أمام استحقاق وطني متفرد يطالبها بضرورة استمرارية جرأة رئيسها بينو، على أن يستيقن الاردنيون ان ما يتم التصريح والاعلان عنه من كبرى قضايا الفساد عو ممارسة بعيدة عن الاستعراض والمسرحيات لامتصاص غضب الشارع الذي اعياه الفساد وانهكته سياسات الحكومات المتعاقبة !
الاردنيون سيتابعون ما أفاض به بينو حيال شفافية عمل هيئة مكافحة الفساد والتي نفى حيالها أمر 'الانتقائية' في قضايا الفساد، وانه 'لا يوجد في هيئة مكافحة الفساد انتقائية بملفات الفساد رغب من رغب وشاء من شاء'!
وعليه يتوجب على بينو وهو المسؤول الاردني الحر ان يوضح ملابسات ما أشيع عن الاسباب التي دعت بني هاني للاستقالة، وتبيان حقيقة رفضه لطلب د. بني هاني والمتمثل بفتح ملف إدارة صندوق المشاريع الوطنية، اضافة الى اظهار نتائج ملفات أخرى مثل الملكية الأردنية للطيران، وملفات أراضي العقبة، وأراضي الديسي ، و قضايا تتعلق بالشركات الخاصة التي يمتلكها كبار رجال أعمال تربطهم علاقات وطيدة مع متنفذين ومسؤولين سابقين وحاليين.
وفي ذات السياق، تستدعي حالة الجدل التي رافقت القضية موضوع الطرح من د.بني هاني أن يتوقف عن التصريحات الجانبية، وان يسارع لعقد مؤتمر صحفي يتناول فيه كافة الجوانب التي دعته للاستقالة مع تبيان ما هو مسكوت عنه !!