خاص - رائده شلالفه لـ أخبار البلد
هي هدية السماء على أرض الجنوب الأردني الأبيّ .. صلاة بيضاء موشحّة بالبياض ولا شيء غيره .. تماما كمي هي قلوب الأردنيين وأرواحهم على أرض الشوبك يوم أمس وقد ارتدت جغرافيا المكان ثوبها الأبيض على حين ثلج !!
في الشوبك .. اكتست الشوارع والأرصفة هدية السماء ، فكان الأبيض العنوان الأوحد لهذه البقعة الأردنية التي نسيها فيما سبق القرار الحكومي، وقام بتهميشها عن خططه التنموية والتطويرية، فكان الثلج حاضرا وراسما صورا ولا أجمل .. صور تضاهي في جمالياتها وروعتها وسحرها ما قد يشهده المصطافون في جبال اوروبا ..
لكن هذه الصور التي ننقلها لكم تقول الكثير .. ونستعيد معها حكايا الجدات والمواقد ، حكايا جنوبٍ إردني لا زال ماثلا بالحاضرة الأردنية حياة نابضة بالعشق والدفء لكل ما هو أردني ..
في الشوبك .. ثمة فرسان .. وفيّون .. أن لا أرض تشبه جنوبهم .. ولا سماء تشبهها سماء .. ففي الشوبك وفيما الثلج يتساقط بسخاء لم تعد الأمكنة هي ذاتها .. ولم تخلو طرقاتها من تجمع الشباب والأطفال على جنبات بلدتهم يعبثون ويلهون مع أمهم الطبيعة دون خشية أو سؤال ..
ودون أن تبطش بهم يد فاسد أو يد محتكر لمقدرات الوطن .. فبعيدا عن النهب والسلب ونهج الإستيلاء .. كان الثلج قابعا في أحضان عشاقه الشوبكيين .. يذودون عنه بأعينٍ لها طعم الانتماء ورائحة انتظارات لحبيبات الوعد والعهد .. أن القادم أجمل وأشد نقاء ..
ولو لم أكن من شعبك الوفي يا "شوبك" .. وددت لو أن أكون !!