اخبار البلد - مهند الجوابرة
قامت فرق التفتيش التابعة لأمانة عمان بإزالة "بسطة كباب" غير مرخصة ومخالفة لكل القوانين والأنظمة والأعراف بكل حزم وجزم وشدة وعزم ، حيث حاول صاحب البسطة "الغلبان" إقناع أعضاء فرقة التفتيش أن تلك "البسطة" هي مصدر رزقه الوحيد وبالرغم من صغر حجمها وقلة زبائنها إلا أنها "فاتحة البيت وبتطعمينا خبز" ، لكن فرق التفتيش لم تلتفت لأي من كلامه المشبع بالقهر والحزن والكمد وقامت بإزالة "البسطة" وتنظيف المنطقة من كل المخالفات .
ونؤكد أننا في أخبار البلد لسنا ضد تطبيق القانون مهما كانت الظروف ، حتى أننا لا نطلب من فرق التفتيش التعامل مع هؤلاء البسطاء بروح القانون كما جرت العادة لمراعاة الظروف الاقتصادية المريرة التي تعيشها شريحة كبيرة وعريضة في المجتمع ، لكن الغريب في الأمر أن فرق التفتيش تلك تطبق قاعدة "خيار وفقوس" في حملاتها وتمارس التفرقة بشكل واضح وصريح حين تقمع وتقبع "بسطات الغلابى" وتتغاضى وتتغافل وتتساهل مع "أكشاك الواصلين" ، لا سيما وأن فرق التفتيش تلك تلعب "الغميضة" في دير غبار وتتجاهل "كشك" قام صاحبه "المجهول" بإنشائه على الشارع العام على قاعدة "الي ما يشتري يتفرج" غير آبه بكل فرق التفتيش تلك ولا مهتم إن كانت موجودة أصلاً .
مندوب أخبار البلد حاول توثيق المشهد المؤلم للحظة إزالة "البسطة" وصاحبها يهم بالدفاع عنها أمام موظفي الأمانة ، إلا أنه رجال الأمن العام لم يعجبهم الأمر وانحازوا في الموقف لجانب الأمانة معلنين قرارهم بإخفاء اللحظة والتوثيق ومعها اللقطة بعنف عندما أصدروا قرارً ارتجالياً فورياً يقضي بإعدام الفيديو تحت التهديد "بجرجرة" مندوبنا ومصادرة هاتفه واقتياده إلى المركز الأمني في حال عدم الاستجابة وتنفيذ الطلب باعتبار أن ما قام به جماعة مناهضة الكباب ومحاربة "البسطات" هو إنفاذ للقانون وتطبيق للتعليمات ولا يجوز لأحد حتى لو كان صحفياً أو إعلامياً أن يوثق المشهد للتاريخ أو ليكون دليلاً على محاربة لقمة العيش على الرصيف لهذه الفئة التي لم تجد أي فرصة عمل أو وظيفة ولا تملك المال لإنشاء مشروع وليس لديها أي نفوذ أو سلطة للتكسب سوى من عرق جبينها ، وعندما حاولت وشمرت عن ساعدها وقررت أن تكسب وتتقي شر العوز والحاجة والفقر ، كانت لها الأمانة بالمرصاد ، حيث داهمت مستقبله وقطعت رزقه بعد أن كسرت أحلامه حين فككت تلك البسطة قبل أن تفكك آخر حلم كان يعيشه يوماً بيوم ، في الوقت الذي كان أمين عمان معالي يوسف الشواربة يحصل فيه على سيارة "لاندكروز" موديل 2022 .
هكذا هي الحياة وما أصعبها عندما تكون المسافة بلا أخلاق بين "بسطة" هائمة وسيارة عائمة في يوم غائم بالحزن من أوله .