الشريط الإعلامي

آلاف الفلسطينيين يشيعون شهداء نابلس الثلاثة وسط غضب عارم

آخر تحديث: 2022-08-09، 03:41 pm
أخبار البلد ــ شيع آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، في موكب جنائزي ، جثامين الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيل خلال اقتحامه مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا وسط غضب عارم وهتافات وطنية واضراب وحداد شل مرافق الحياة في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع اشتباكات ومواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على خطوط التماس.

وشارك في موكب التشييع، ممثلو القوى والفعاليات الرسمية والشعبية في محافظة نابلس، رفعوا خلاله الاعلام الفلسطينية والرايات ورددوا الهتافات الوطنية، والمنددة بجرائم الاحتلال.

ووريت جثامين الشهداء الثرى في المقبرة الشرقية.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت حارة "الشيخ مسلم" على أطراف البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت منزلا واستهدفته بصواريخ "الأنيرجا"، وسط اندلاع مواجهات استمرت قرابة ثلاث ساعات، أسفرت عن استشهاد إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه، وإصابة ٦٩ آخرين برصاص الاحتلال، سبعة منهم في حالة الخطر.

وكان اُستشهد 3 فلسطينيين، وأصيب نحو 70 فلسطينيا، الثلاثاء، خلال اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وزارة الصحة، قالت في بيان، من الشهداء؛ الشهيدان في نابلس هما إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وهما من قادة كتائب شهداء الأقصى، إضافة إلى الشهيد حسين جمال طه.

وفشلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في اغتيال القيادي إبراهيم النابلسي، عند اقتحامها نابلس في 24 تموز/يوليو الماضي، وخرج النابلسي بعد الاقتحام في تشييع جنازة شهيدين آخرين، حاملا بندقيته ومتحديا للاحتلال.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمه نقلت 69 إصابة بالرصاص الحي إلى المستشفيات، وكانت 7 إصابات منهم خطرة، مبينا أن 7 إصابات بالرصاص الحي عولجت ميدانيا.

وأضاف أن 13 فلسطينيا أصيبوا بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز، إضافة إلى 7 إصابات بسبب السقوط تم علاجها ميدانيا.

ونقلت "وفا" عن مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحارة الشرقية من البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت إحدى البنايات في المنطقة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابات بالرصاص الحي، إحداها بالصدر وصفت بالخطيرة جدا و3 خطيرة، كما منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى إحدى الإصابات.

وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في البلدة القديمة، وأطلقت صوبه صاروخ "انيرجا" على ما أوضحت "وفا".

وفرضت قوات الاحتلال طوقا مشددا على حارات الحبلة، والفقوس، والشيخ مسلم وأغلقت مداخلها كافة ، كما انتشرت في شارعي فيصل وحطين في المدينة، واعتلى الجنود القناصة عددا من البنايات وأطلقوا الرصاص صوب الفلسطينيين.

الحكومة الفلسطينية

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أدان "المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، وراح ضحيتها الشهداء الثلاثة إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه، إضافة إلى عشرات الإصابات، محذرا من التبعات الخطيرة المترتبة عليها".

وقال اشتية، في بيان الثلاثاء، إنه "بينما تلملم غزة جراحها، وتواري تحت الثرى شهداءها، من آثار العدوان الهمجي الذي ارتكبه الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، والذي ذهب ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى معظمهم من النساء والأطفال، ارتكب جنود الاحتلال هذه المجزرة، باستخدام القذائف الصاروخية في قصف منازل الآمنين، وخاصة في البلدة القديمة من المدينة الصابرة".

وأضاف أن "ما يتعرض له الفلسطينيين من إرهاب منظم في غزة، ونابلس، وجنين، والخليل، ومدينة القدس المحتلة؛ التي تشهد عملية تطهير عرقي، ومحاولة التهويد، والأسرلة، واستباحة المسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي الشريف، إضافة لعمليات التهجير، والاستيلاء على الأراضي في الأغوار، ومسافر يطا، كل تلك الممارسات الإرهابية، يجب أن تحرك الضمير العالمي، لاتخاذ إجراءات توقف نزيف الدماء؛ الذي ما أن يتوقف في منطقة، حتى ينفتح في أخرى، مخلفا المزيد من الآلام، والأوجاع، التي يعاني منها ِشعبنا منذ أكثر من 74 عاما".

ودعا مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة خاصة الاثنين لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لأن يكسر المعايير المزدوجة في التعامل مع القوانين الدولية، ويبادر إلى اتخاذ إجراءات عملية، توازي بقوتها تلك التي اتخذت في أوكرانيا، لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة، وتوفير الحماية للفلسطينيين بإجراءات تتجاوز لغة الشجب والاستنكار؛ التي لا يقيم لها الاحتلال وزنا، بل تغريه لارتكاب المزيد من الجرائم، وإراقة المزيد من دماء الأبرياء التي يستخدمها قادة الاحتلال في سباق التنافس للفوز بالانتخابات الإسرائيلية المرتقبة، وتطبيقا لتعليمات بإطلاق الرصاص على الفلسطينيين لأجل القتل، ويتقدم رئيس الوزراء باحر العزاء من ذوي الشهداء، ويتمنى للمصابين الشفاء العاجل".

الرئاسة الفلسطينية

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع الفلسطينيين، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس المحتلة، ومن ثم امتد إلى جنين، وغزة، واليوم في نابلس.

وأضاف أبو ردينة، أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني، واستغلاله، لتحقيق مكاسب في السياسة الداخلية الإسرائيلية.

وأوضح، أن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة من خلال تأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، تدعم الرواية الإسرائيلية، وهو كلام مرفوض وغير مقبول، لأن إسرائيل هي المعتدية وهي التي تحتل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 التي يعترف العالم بها، وأن المطلوب الآن هو تحميل إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الدموي الذي يذهب ضحيته العشرات من الفلسطينيين.

وأكد، أن هذا العدوان إذا استمر ضد الفلسطينيين سيشعل المنطقة، وسيلحق دمارا لا يمكن لاحد تحمل نتائجه الخطيرة.

وأشار أبو ردينة إلى أن القدس ومقدساتها هي أساس السلام والاستقرار للجميع، واستمرار هذا العدوان الإسرائيلي سواء من خلال عمليات القتل اليومية بدم بارد، أو التوسع الاستيطاني على حساب الأرض الفلسطينية، أو استمرار تدنيس المقدسات واقتحامها، وهدم المنازل، وطرد السكان وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية لن يجعل الشعب الفلسطيني يرضخ، أو يقبل بالتفريط بثوابته الوطنية مهما كان الثمن، وعلى المجتمع الدولي الخروج عن صمته المريب والوقوف بحزم ضد سياسة إسرائيل التي انتهكت كل القوانين الدولية وحقوق الانسان التي ينادي العالم يوميا بتطبيقها.

وزارة الإعلام الفلسطينية

وقالت وزارة الإعلام الفلسطينية، إن استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية جرائم تقتضي الملاحقة الدولية، ومحاسبة الفاعلين ومسؤوليهم.

وأشارت في بيان الثلاثاء، أن تعرض إذاعة (شباب أف أم) لطلقات نارية بشكل مباشر، خلال العدوان على نابلس، وما سبقه من قتل وإصابة واعتقال وملاحقة ومنع من التغطية والسفر لـ "حراس الحقيقة"، يثبت من جديد ضرورة توفير الحماية للصحفيين.

ودعت الوزارة في ختام بيانها إلى تطبيق القرار (2222) لمجلس الأمن الخاص بحماية الصحفيين، ومنع إفلات المعتدين عليهم من العقاب.

إضراب في محافظات الضفة الغربية المحتلة

وأعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إضرابًا عم محافظات الضفة كافة بما فيها القدس حدادا على أرواح شهداء نابلس، الذين ارتقوا برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بالمدينة.

ففي محافظة نابلس، شل الإضراب مرافق الحياة حدادا على أرواح شهدائها الثلاثة الذين قضوا برصاص الاحتلال صباح الثلاثاء.

وفي محافظة رام الله، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن المحال التجارية أغلقت أبوابها لمدة ساعتين، في الوقت الذي دعت فيه الحركة للنفير والتواجد في نقاط التماس والمشاركة في مسيرة انطلقت من وسط رام الله باتجاه مدخل البيرة الشمالي.

وفي محافظة الخليل، أغلقت المحال التجارية وأشعلت الإطارات المطاطية، وتوجه الفلسطينيون نحو نقاط التماس.

أما حركة فتح- اقليم شمال الخليل فقد أعلنت إضرابا عاما لمناحي الحياة كافة، في وقت أعلنت فيه حركة فتح- إقليم وسط الخليل، الحداد والإضراب العام في مرافق الحياة في المحافظة إكراما لأرواح الشهداء وتضحياتهم.

كما أعلنت كتائب شهداء الاقصى عبر مكبرات الصوت الاضراب الشامل، فيما أشعل غاضبون الاطارات المطاطية وسط مدينة الخليل، وأغلقت المحال التجارية أبوابها.

وفي محافظة بيت لحم، أعلنت الحركة عن الإضراب والحداد على أرواح الشهداء.

وقال أمين سر حركة فتح اقليم بيت لحم محمد المصري، إن الحركة ومن خلال بيان لها أكدت على الإضراب والحداد، وأنه سيكون اغلاق لكافة المحال التجارية وبعض المرافق مع التصعيد المواجهات على نقاط التماس.

وفي قلقيلية، أعلنت الحركة الحداد والإضراب التجاري، نصرة لدماء الشهداء ولأسرانا الأبطال.

وقالت في بيان أصدرته إن "دماء الشهداء لن تذهب هدرا، ولن ينال الاحتلال من عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني الذي سيبقى على العهد ويواصل مقاومته حتى تحرير الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وفي جنين، أعلنت حركة "فتح" والقوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل والحداد في مدينة جنين ومخيمها، حداداً على أرواح شهداء نابلس.

ودعت "فتح" والقوى إلى المشاركة في المسيرة المنددة بجريمة نابلس وبالعدوان المستمر على شعبنا في الضفة والقطاع، والتي ستنطلق بعد صلاة المغرب من مساء الثلاثاء، من أمام المسجد الكبير في المخيم تجاه المدينة.

وفي القدس، دعت القوى الوطنية الإسلامية والمسيحية، والفعاليات الاجتماعية إلى الإضراب الشامل في مدينة القدس ومحافظاتها، بدءا من الساعة الثانية بعد الظهر، بما يتضمن إغلاقا للأسواق والمحال التجارية، وذلك حداداً على شهداء نابلس.