المتدبر لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط، يجد أن هذه الزيارة تخلو من أي مشروع سياسي متعلق بحلٍ للصراع الدائر في المنطقة، فلذلك يتم تصنيف هذه الزيارة ضمن الزيارات ذات الطابع الخاص وذات أهداف خاصة لبايدن وحزبه. فهذه الزيارة تأتي مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي والتي تشتد فيها وتيرة العمل لكسب صوت الناخب . فبايدن وحزبه الديمقراطي يعيشان أزمة داخلية ، فهما متهمان من قِبلِ الحزب الجمهوري بعدم القيام بضغوطات وعقوبات كافية على إيران فيما يتعلق بمشروعها النووي، وكذلك متهمان بعدم الاهتمام بتقوية العلاقات مع إسرائيل. وهذان الأمران هما اللذان دفعا بايدن لهذه الزيارة والجولة للمنطقة وذلك لرفع أسهمه وأسهم حزبه في الانتخابات النصفية القادمة .
فلذلك اعلنت الإدارة الأميركية دعما غير مسبوق لدولة الاحتلال وهو أكثر من أربعة مليارات دولار وكذلك العمل على زيادة ورفع وتيرة التطبيع والاندماج مع دول المنطقة وكل ذلك ليكسب بايدن وحزبه ورقة اللوبي اليهودي ويضمن رفع أسهمه في الانتخابات النصفية القادمة.
هذا هو السبب الوحيد لهذه الزيارة "رفع أسهمه وأسهم حزبه في انتخابات الكونغرس النصفية". أما بالنسبة للقضية الفلسطينية والتي هي جوهر الصراع في المنطقه فلا نصيب لها في زيارة بايدن هذه، بل إمعانا في التهميش،حيث تعامل معها كقضية شؤون اجتماعية بحاجة لبعض الدعم المادي والإنساني.
وما صدر منه من تصريحات فيما يتعلق بالصراع على هذه الأرض لا يتعدى الميكروفونات التي تحدث فيها .
إن ما يؤلمنا ويزيد من جراحاتنا بقاء الرهان عند البعض على أميركا وسياسييها فيما يخص قضيتنا وصراعنا مع الاحتلال لأنه ثبت بالقطع أن الرهان على أميركا وحزبيها خاسر.
إن الأصل والمطلوب حالاً ،سحب الرهان على أميركا ووقف كل أشكال التعامل معها وإعادة القضية لأصلها كقضية تتحمل الأمة بمجموعها مسؤولية حلها الحل الصحيح المستند لعقيدتها ومبدئها.