مساء الأردن العظيم، مساء الوطن ، الأغلى، مساء الزرقاء الكادحة الصامدة، مساء الحضور الكريم.
نقف اليوم جميعا صفا، واحدا، وبمسافة واحدة، متراصون ومتحادون، على الهدف والبرنامج، مؤمنون بكم وبقوتكم، على إحداث الإصلاح، الوطني الداخلي،المنشود، والذي ناضلتم وقاتلتم، وصبرتم، في سبيله، عقودا وعقود، فهدير حناجركم، وصوت ضمائركم، بات مسموعا، ومدويا، أكثر من أي وقت مضى، وها نحن في لحظات الميلاد، والمخاض الجديد في الزمن الجديد الذي نأمل أن يكون لائقا، ومفيدا، وضروريا لكم، باعتباره الطريق الإصلاح، نحو أردن ديمقراطي، وطني، حر، يعتبر الشعب فيه، الملهم والمنقذ ، والمصدر، فأنتم جميعا، من أسهم في سبيل هذا الإصلاح، الذي بدأت عجلته، بالسير، والمضي نحو المستقبل، و التغيير، والأهداف الوطنية المنشودة.
الإصلاح أيها الحضور الكريم ليس منحة من أحد، فهو ليس عطية، قدمها فلان أو علان، بل هو ضروري ونتيجة، صنعها نضالات صمودكم، وتضحياتكم، وصبركم، الذي طال كثيرا، حتى تفجر في زمن الربيع العربي، لينبت، مفاهيما جديدة، ومرحلة، حرة، مليئة، بالأزهار والحرية، والنظافة والنزاهة، التي كانت مطلبكم وغايتكم وهدفكم المنشود.
سأتحدث اليوم بلغة صريحة، لا لبس ولا غموض فيها، سأتحدث عن الأشياء، كما هي من بدون تزويق، وبدون رتوش، أو إضافات لنعضكم، بصورة الوضع، لتكونوا على دراية، أكثر، ومعرفة أعمق، لما جرى.
فالبلديات التي تمثل أهم مؤسسات، الوطن، الخدماتية، والتي كانت، توزع كجوائز ترضية، على بعض الرجالات، أزلام الحكومات، باتت الآن مطلبا للجماهير، وحاجة ماسة للإصلاح، وهذه المؤسسات، جرى تفريغها من مضمونها، وتحولت إلى مطايا، للبعض، الذين هبطوا عليها بالبرشوتات، وبدعم قوى خفية، مارست، كل أشكال التضليل، والخداع والتزوير والتلاعب، والغش، في إرادة المواطن، الزرقاوي، الذي كان مجرد رقم، يتم تزويره، مع كل دورة انتخابية، باعتبار النتيجة محسومة، ومفروضة، وكأنه قضاء وقدر، لا يمكن إلا أن يكون واقعا، فجرى، فرض رؤساء،وأعضاء ، رغما، عنا وعن إرادتنا، فكان التزوير، للإرادة الشعبية، واضحا وحقيقة وواقع، على الصغير قبل الكبير، فتحولت البلديات، إلى عش للفساد، والإفساد، وجرى نهب تلك البلديات، والاعتداء على مقدرات الشعب، فسرقوا الحابل، والنابل، وزوروا كل شيء، وكان البلديات، أصبحت مزارع للفساد تتبع أصحابها، ورؤسائها، الذين كانوا يتحركون، في الخفاء، وفي الظلام مثل الخفافيش، وبدعم من بعض الأجهزة التي وصلت لهم كل المستلزمات والطاقات، من اجل ممارسة، أشكال العبودية، والغطرسة، والظلم، فكسرت، وتزايدت، المديونية، وزاد الترهل، وكبر العجز، وكل ذلك على حساب الخدمة، العامة، وعلى حساب المواطن الغلبان، الذي كان يندب حظه، على هذا الواقع المزري، الذي تحركه الأجندات الخاصة، والخبيثة، والتي بنت مجدها على الجهوية والإقليمية البغيضة، التي فتت ومزقت، وهربت، المجتمع البلدي، ونشرت فيه الدمار والفساد، وأصبحت السلعة والخدمة، مقامرة وخداع، ورشوة، وتجاز ومخالفات، وأشياء أخرى...
وعندما جاء الوقت لإصلاح الواقع من جديد.جرى الانقلاب على كل المبادئ والأسس والقوانين ، والتعليمات المعدة، بعدما تبين الإصلاح، قد فرض، نفسه، ولا نعرف لماذا، جرى تأجيل الانتخابات البلدية، التي كانت على وشك الانطلاق، والجميع كان يستعد لها، بكل حزم وقوة، فالحكومة الحالية، ادعت انه هناك تزوير ، وتزييف،في السجلات وقواعد البيانات، حتى تعطي نفسها، مبررا، وفرصة للتراجع، عن أهم مطلب وطني، شعبي ، وديمقراطي، الأمر الذي يتطلب من حكومة الخصاونة، أن تباشر دورها، ومسؤوليتها، في إجراءها، في وجود هيئات قضائية، ورعاية، تضمن نزاهتها، واستقلالها، حتى تفرز المعادلة الحقيقية لهذا التوجه.
وعندما نتحدث عن دور، الوطن لا بد لي أن أتطرق إلى الصحافة، صوت الوطن، والمواطن، وسلطته في المراقبة والمحاسبة، لتحقيق رسالتها، وفلسفتها، في كشف الفساد والفاسدين، ومحاسبتهم، وتخليص المجتمع ، من شرورهم، وأمراضهم، وعبثهم،علينا وعليكم، وتعديهم، علينا وعليكم، فكانت الصحافة، بالمرصاد، لهؤلاء، الفاسدين، المرتشين، لصوص العام، وحرامية الخزينة، الذين باعوا وتجاروا ولهفوا، وسرقوا، كل شيء على هذه الأرض الطيبة، فخصخصوا ما خصخصوا ، وباعوا للأجنبي، مداراتنا، وأموالنا، ومؤسساتنا، وشراكتنا، وأرضا، وكرامتنا، فالصحافة لعبت دورا كبيرا، في هذا المضمار،ووقفت لكل مارق وفاسد، حاول أن يتواصل في غيه، وظلمه، فكانت الجدار والسلاح الوحيد للمواطن، الذي وجد نفسه كاليتيم على مائدة، اللئيم.
فالصحافة الأردنية، التي تعرضت بالوقت ذاته إلى محاولات حكومية، وأمنية، من اجل تحويلها، لمجلات صحف أبراج، لا تسمن ولا تغني من جوع، تجمل الواقع، وتخدعه، ولا تنقل الصورة الحقيقة، له، من خلال القوانين الرجعية، المتخلفة، التي حاولت، أن تقلم الأظافر، وتقطع الأيادي، التي تكتب مثل قوانين مكافحة الفاسد وفرض الغرامات، والتحويل إلى محكمة امن الدولة، ومطاردة الصحافيين في الشوارع، والاعتداء عليهم، وإيذائهم، ماديا ومعنويا، وحرمانهم، من لقمة العيش، فجربوا كل الوسائل، لقتل لصحافة، ووأدها، من خلال الممارسات الممنهجة والمخططة.
الآن وبكم، ومعكم، وبجهودكن وصمودكم، يجب أن تقفوا السلطة الرابعة، لتكون سلطتكم الحقيقية، التي ستدافع عنكم، وتعزز حضوركم، وتقاتل من أجلكم، وتعزيز انتمائكم، من اجل الحصول على ما هي، وعن المعلومة التي، يحاول البعض، طمسها، وإخفائها، فها هي الصحافة،تحتاجكم اليوم، لمساندتها في رسالتها المنحازة للوطن والمواطن، للدفاع عنكم أمام اللصوص، والرجعيين والعرفيين، الذين، تكشفوا، بنبش قضايا الفساد، التي ساهمت الصحافة، بفضحها، ولذلك نحن مع صحافة حرة وطنية،قومية، شجاعة جريئة، صادقة، تؤمن بالأردن، ورسالته، وتعتبر الموطن، والوطن، وقائده، خطها الأحمر، غير مرتجفة أو خائفة من مسؤول فاسد أو رجل مارق، أو متنفذ، غير منتمي بلا ضمير.
وفي الختام، لأي سعني إلا أن أشكركم، انتم أيها المناضلون الأحرار الوطنيون الشرفاء، الذين، صدقوا الوعد والعهد، وبايعوه، على أن يكون حراسه، ورجالاته، كما و لا يسعني إلا أن شاكر معالي امجد المجالي ابن الشهيد هزاع المجالي الأمين العام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة الذي سار على الخط الوطني النظيف، لوالده الشهيد، الذي دفع دمه وروحه، في سبيل، أن الأردن، حرا نظيفا، منتميا لامته، وقوميته، فطوبى للشهيد وابن الشهيد، وللجبهة التي لا تزال على العهد والوعد، منحازا للوطن وثوابته، حتى تحقيق مطالب جماهيره، بطريقة وطنية حضارية في نضالاتها وحراكها الوطني، الذي كان ينم عن أخلاق نبيلة، ورسالة أردنية شجاعة...
وعاش الأردن عاش الملك