اخبار البلد - مهند الجوابرة
لا تزال تداعيات الاستقالات الجماعية الأخيرة التي ضربت وشقت غرفة صناعة عمان تلقي بظلالها وآثارها على المشهد الصناعي في المملكة بعد أن تحولت إلى سجال واتهامات متبادلة وقصف مضاد من كل الأطراف .
صالونات الصناعة في عمان حولت أمسياتها إلى أشبه ما يكون بمحاكمة علنية لغرفة الصناعة والتقييم والحكم على ما أنجزته وقدمته خلال الفترة الماضية في عهد رئيس الغرفة المهندس فتحي الجغبير الذي طالته تلك الاتهامات أيضاً بأنه غير قادر على إدارة الغرفة التي تقاد بشكل فردي وغير ديموقراطي بالإضافة إى اتهامات وتشكيك طالت طريقة عمله وإدارته والتي انعكست على مستقبل الصناعة وإنجازاتها المتواضعة .
استقالة الأعضاء الثلاثة "أبو حلتم والفقية وزهران" قلبت الطاولة رأسا على عقب على رئيس الغرفة الذي يبدو أنه تفاجئ بموعدها أو حتى ما ورد في مضمونها فكانت بمثابة الزلزال الصاعق الذي صدع الغرفة وشق وحدتها وأدخلتها في غياهب الجب والاصطفافات والمحاور وأخرجت الجغبير عن صمته ودبلوماسيته بعد أن كال الاتهامات العديدة بحق المستقيلين الذين وصفهم بأنهم يسعون للشعبية لأن استقالتهم كانت لأغراض انتخابية وتحداهم أن يكونوا قاموا بالتحفظ طيلة ثلاث سنوات على أي جلسة عقدت في الغرفة ولو استطاعوا لقدم استقالته فوراً .
ولم تنتهي الحكاية هنا .. حيث قام زكريا الفقيه بالرد على تلك الاتهامات التي طالته رفقة المستقيلين من الغرفة بأنهم لم يلفقوا أي معلومات وردت في استقالاتهم لأي غاية سوى المصلحة العامة ، وأنهم حين شعروا بأن تلك الجهود التي يبذلونها "في مهب الريح" وضاعت سدىً أقدموا على تقديم استقالاتهم وبرروا الأسباب الحقيقية والتي احتوت على الحقيقة ولا غير الحقيقة .
وأضاف لـ أخبار البلد بأن في جعبته الكثير والكثير لتقديمه أمام الجغبير في حين سنحت الفرصة لإسقاط جميع التهم التي وجهها الجغبير لهم من البحث عن الشعبية والتحضير للانتخابات القادمة ، لافتاً إلى أنه يمتلك أدلة وبيانات حقيقية على جميع ما ورد في الاستقالة ولن يمنعه مانع من سردها أمام الجغبير إن التقوا من أجل الحديث حول هذا الملف .
وأكد الفقيه على ادعاء الجغبير بأن استقالات الأعضاء الثلاثة كانت لأسباب انتخابية صحيح لكنه في ذات الوقت لم يكمل الوجه الآخر للحقيقة وهي أن الجغبير كان قد طلب منهم الإنضمام لكتلته الإنتخابية بشكل رسمي ، حيث تم الرد على هذا الطلب بالرفض بسبب إيمان الأعضاء الثلاثة المستقيلين المطلق بعدم وجود رؤية حقيقية لدى هذه الكتلة وهو الأمر الذي دفعهم لتقديم استقالاتهم تجنباً للحزازيات والخلافات المترتبة على رفضهم الإنضمام لفريق الكتلة الإنتخابي القادم .
من جانبه أكد إياد أبو حلتم على أن المستقيلون الثلاثة يرحبون بالمقترح الذي قدمه الصناعي عيد أبو دلبوح بعقد مناظرة في أقرب وقت لتنفيد وتوضيح الحقيقة كاملة في بث حيث وعلى الهواء مباشرة ، لافتاً إلى أن رد الأعضاء المستقيلين على اتهامات الجغبير مشبع بالأدلة الدامغة والحقيقة المطلقة التي من شأنها دحض الاتهامات وكشف الستار عما يجري داخل أروقة الغرفة .
وطالب أبو حلتم بضرورة التعجيل في إجراء المناظرة لإنهاء حرب التصريحات والبيانات المتقاذفة من هنا وهناك ولوضع حد لما يجري من مماطلة وتسويف وانتظار ، مشيراً إلى أن القطاع الصناعي من حقه أن يعلم بحقيقة ما يجري في الغرفة ولابد من إطلاعه على كافة الأحداث التي تسببت في تقديم الاستقالة .
ولفت إلى أهمية تولي مسؤولية إدارة الحوار في المناظرة لشخص إعلامي متمكن أو خبير في تنظيم المناظرات لتجنب التشتيت ولإعطاء كل شخص حقه في تقديم الحجج والبيانات التي من شأنها ترجيح كفة على أخرى أثناء المناظرة المأمولة .
وعلى ما يبدو بأن الحديث لن ينتهي إلا في حال جلس أطراف النزاع على طاولة واحدة ومن ثم قام كل منهم باستخراج ما في كنانته من أسهم لقذفها في كبد الاتهامات ودحضها والخروج منتصراً من حرب التصريحات بحقائق توضع أمام أبناء القطاع الصناعي