الكلفة السياسية لمكافحة الفساد

الكلفة السياسية لمكافحة الفساد
الدكتوره زهور غرايبة
أخبار البلد -  
 
إذا كان ثمة شعار، وقضية واحدة يتفق عليها جميع المنادين بالإصلاح في الأردن فهي مكافحة الفساد. هذا على الصعيد الظاهري، حيث تشترك كافة البيانات والتصريحات الرسمية والشعبية بضرورة العمل على مكافحة الفساد، وبالتالي يجب أن نؤمن نظريا بأن اي جهد في هذا السياق سوف يحظى بدعم شعبي ورسمي كامل من أجل الوصول إلى الحقيقة ومعاقبة الفاسدين ومحاولة استعادة الاموال المنهوبة وتصحيح الاخطاء الإدارية التي تم ارتكابها أثناء ممارسة الفساد. ولكن هذه ليست الحالة بكل أسف!

في البداية لا تزال الأحزاب والتيارات الإصلاحية والحراك الشعبي مترددين في تأييد خطوات الحكومة الحالية في مكافحة الفساد. وباستثناء بيان للتيار الإسلامي وآخر للجبهة الوطنية للإصلاح تضمن الإشارة إلى أن تحويل الفاسدين للقضاء هو أمر ايجابي لم تستطع الحركات الشبابية الجديدة في المحافظات أن ترفع ولو شعارا واحدا يتضمن دعما للحكومة في هذا السياق، بل هنالك شعور بالتشكيك بأن ما يحدث “مسرحية”.

ومن جهة أخرى بدأ ينتشر شعور لدى نسبة من المواطنين والمهتمين بالرأي العام، بأن عملية مكافحة الفساد الحالية وإن كانت جادة من حيث النوايا فإنها تكتفي باستهداف ملفات الفساد ذات الكلفة السياسية المنخفضة. بمعنى ملاحقة المشتبهين بالفساد الذين لا يمتلكون وثائق واسرار يمكن كشفها وإحراج الدولة بها، أو لا يمتلكون قاعدة اجتماعية وعشائرية يمكن اللجوء إليها وتحشيدها لحماية هؤلاء المشتبهين بالفساد وتوفير الدعم الاجتماعي لهم وتشكيل أزمة سياسية للحكومة.

أرجو وبكل إخلاص أن يكون هذا الرأي مخطئا، ولكن التركيز على ملفات معينة وتجاهل بعضها الآخر لا يمكن أن يثير الإرتياح. في الأيام الماضية تم الإصرار على عدم تكفيل أمين عمان السابق عمر المعاني في قضايا لا زالت قيد التحقيق، وتم إنشاء لجنة تحقيق نيابية في سفر خالد شاهين بعد أن عاد مكبلا ومعه حراسة تامة وتم تصويره في ملابس السجن وهو الآن يحاول تسوية أموره بإعادة بعض الأموال للدولة. ويتم الآن التحقيق من قبل الإدعاء العام بقضية الكازينو والتي أشبعت حديثا في مجلس النواب وهي وإن كانت تشكل سوء إدارة فإنها لم تؤدي إلى فقدان الأموال العامة. وفي المقابل لا يزال هنالك تباطؤ في التعامل مع الملفات الأشد خطورة والتي ترتبط بسوء إدارة المال العام (أي نهبه) مثل موارد وسكن كريم، هذا ناهيك عن فتح ملفات أكبر مثل المنحة النفطية الكويتية وكذلك تسجيل آلاف الدونمات من الأراضي العامة لمتنفذين في السنوات الماضية والرشاوى التي قدمت من قبل مسؤولين لشخصيات عامة في عدة مجالات وهي كلها ذات تكلفة سياسية عالية لأنها ترتبط بشخصيات لا زالت قادرة على التأثير والتخريب بل تهدد بدون خوف ولا وجل في أنها سوف تثير المشاكل في حال تم الإقتراب منها قضائيا.

في حال كانت هنالك إرادة من الحكومة بالانتقال من مربع مكافحة الفساد منخفض التكاليف إلى ملاحقة الفساد مرتفع التكاليف وهو الأخطر فإنها تحتاج إلى دعم من القوى الشعبية المختلفة، وأن لا يتمتع أي مشتبه به بالفساد بدعم وحماية اجتماعية مهما كان السبب. لا نريد ابدا أن تستمر الحالة المتردية التي نمر بها حاليا من مهاجمة فساد الآخرين، ومحاولة الدفاع عن فساد الأقرباء والأصدقاء وهي ممارسة ربما يقوم بها الجميع وحتى أصحاب أكثر الأصوات علوا وحِدّة في مكافحة الفساد.
شريط الأخبار عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026!